آلاف الفارين من حرب (نيالا) يواجهون ظروفاً صعبة بمراكز الإيواء
عاين- 12 أكتوبر 2023
عاشت مدينة نيالا بجنوب دارفور – ثاني أكبر مدن السودان- ليال ونهارات طويلة من المعارك بين الجيش والدعم السريع، الأمر الذي اضطر الآلاف لمغادرة المدينة بعد اشتداد القتال وتكثيف عمليات القصف الجوي.
ومنذ اندلاع الحرب تشهد المدينة مواجهات وصفت بـ الأعنف منذ اندلاع القتال بين الجيش والدعم السريع في الخامس عشر من أبريل الماضي، في محاولة الطرفين السيطرة على المدينة التي تمثل بعداً استراتيجياً في الصراع.
سبتمبر الفائت، خلفت غارات جوية نفذها طيران الجيش على مواقع في الاتجاهين الجنوبي والشمالي من مدينة نيالا قتلى وجرحى وسط المدنيين وتأثر عدد من المنازل، وذلك حسبما نقلته مصادر طبية وشهود من المدينة وقتها لـ(عاين).
طريق الفارين من حرب نيالا إلى مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور كان محفوفاً بمخاطر عمليات نهب المليشيات والعصابات المسلحة، قبل أن يصل الآلاف منهم إلى مراكز إيواء في المدينة لكنهم يواجهون ظروف حياتية معقدة ينعدم فيها الغذاء والدواء.
“اجبرتنا القذائف للخروج مع ابنائي من حي الجير الذي اسكنه في مدينة نيالا بعد سقوط قذائف الدانات على منزلنا”. تقول مريم عبدالكريم محمد لـ(عاين) ما شاهدته من يوميات حرب الجيش والدعم السريع.
وتضيف مريم، “عرفت اننا في ميدان المعركة تماما عندما شاهدت سيارات مقاتلة عليها جنود من الدعم السريع تقف على ناصية الشارع وتتبادل إطلاق النار مع قوات الجيش.. كان ذلك في أيام الحرب الأولى في الجهة الشرقية لمدينة نيالا”.
أحدثت القذائف التي سقطت في لاحق على منزلها جروحاً في أجزاء متفرقة من جسد طفلتها، ولذلك قررت مريم على الفور مغادرة المدينة مع الآلاف من سكان المدينة إلى مدينة الفاشر.
المحطة الأولى لمريم في طريق الهروب كانت الإقامة لوقت في مخيم سقلي الذي يقع في الجزء الغربي من مدينة نيالا. أمضت مريم وقتا في المخيم وقررت العودة ثانية إلى الحي الذي تسكنه وعندما وصلت هناك وجدت أن الأوضاع الأمنية باتت أسوأ مما كانت عليه.
طريق “مريم” مع آلاف النازحين من النساء والأطفال والرجال، لم يكن سهلاً، وبعد النجاة من حرب مدينة نيالا واجه الفارون عصابات النهب المسلح ورجال المليشيات الذين نهبوا بقوة السلاح أغراض وامتعة المواطنين الفارين.
“بعد عناء وصل النازحين من مدينة نيالا إلى الفاشر وجرى نقلنا إلى مدرسة الرديف التي تحولت إلى مركز إيواء”. تقول مريم. وتضيف:” نعم نحن في أمان لكن لا غذاء ولا دواء، ولا مال لنا.. ابنتي تعاني من جروح بسبب شظايا دانة سقطت على منزلنا في نيالا”.
الأربعاء الفائت، قالت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، إن الحرب المندلعة في السودان تسببت في فرار 5.8 مليون شخص من منازلهم، عبر أكثر من مليون منهم الحدود إلى الدول المجاورة. وقالت إن مصفوفة تتبع النزوح تُقدر “نزوح 5.551.795 شخصًا بما يُعادل أكثر من 907 ألف أسرة مؤخرًا”.
وأشارت إلى أن النازحين داخليًا استقروا في 4.647 موقعًا بجميع ولايات السودان الـ 18، حيث نزح من العاصمة الخرطوم وحدها 3.1 مليون شخص بما يساوي 86% من مجموع النازحين.
“وضعت أبنتي مولودها في الصحراء عن طريق داية تقليدية أثناء رحلة فرارنا من نيالا إلى الفاشر”، تقول نازحة أخرى- مريم الناير لـ(عاين)، وتشير إلى أن عائلتها أثناء رحلة الهروب نفسها لم تتناول طعاماً لمدة ثلاثة أيام.
فيما تشير أروى محمد أدريس عبدالعاطي النازحة من نيالا حي دريج للفاشر، إلى مشاكل عديدة تواجه الأمهات أثناء الحرب بينها عسر الولادة، ونقص الرعاية الصحية للأطفال حديثي الولادة.
وتقول أروى لـ(عاين): “كل المستشفيات أغلقت، بسبب مغادرة كل الكوادر الصحية بولاية جنوب دارفور”. واروى هي إحدى الأمهات اللائي واجهن عسر في الولادة في المرات السابقة ما اضطرها النزوح إلى مدينة الفاشر.