معارك الجيش والدعم السريع تضطر الآلاف لمغادرة ثاني أكبر مدن السودان
16 أغسطس 2023
أجبر القصف المدفعي المتواصل على الأحياء السكنية في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور غربي السودان، آلاف المدنيين للفرار خارج المدينة في وقت يحاول آخرين البقاء لحماية ممتلكاتهم من النهب رغم سوء الأوضاع الأمنية والإنسانية.
وتواصلت المواجهات المباشرة بين القوات المسلحة “الفرقة السادسة عشر مشاة” وقوات الدعم السريع لسبعة أيام توالياً في محاولة الطرفين السيطرة الكاملة على ثاني أكبر المدن السودانية.
وأدت المواجهات المميتة التي تجددت بشكل عنيف منذ الخميس الماضي، إلى مقتل العشرات وجرح المئات. وقال مسؤول في وزارة الصحة بولاية جنوب دارفور، أن مراكز الطوارئ سجل (27) قتيلا وسط المدنيين إلى جانب نحو (164) جريحا معظمهم أصيبوا بشظايا متفجرات منوهاً إلى وجود ضحايا لم يتمكنوا من الوصول لمراكز الخدمة.
وتشير لجان الطوارئ باحياء كرري في المدينة، إلى أن طرفي الصراع لم يستجيبوا لكل المناشدات المجتمعية التي تنادي بضرورة تجنيب الأحياء السكنية الآمنة القصف المدفعي لجهة أن جميع الضحايا سقطوا بسبب القذائف المتفجرة الصادرة من الطرفين.
وفي ظل اشتداد المعارك، يناشد سكان الأحياء الجنوب للمدينة طرفي الصراع بضرورة فتح ممرات آمنه لاسيما عبر وادي نيالا الذي يقسم المدينة إلى جزئين وتصعب الحركة عبره مما يعقد عملية التنقل من جنوب إلى شمال المدينة خاصة عند نقل المصابين للمستشفى التركي الذي ظل يعمل بصورة متواصلة بعد عودة الأطباء الأتراك.
من جهته، أكد عباس يوسف مفوض العون الإنساني بولاية شمال دارفور، وصول (12000) أسرة إلى الولاية منذ تجدد المعارك في مدينة نيالا.
وقال عباس لـ(عاين)، إن “النازحين الذين وصلوا من نيالا يواجهون ظروفا إنسانية صعبة للغاية منتشرين في المدارس والأحياء الجنوبية من المدينة بجانب المخيمات القديمة في بلدة شنقل طوباية جنوب الولاية”.
فيما تقول مفوضية العون الإنساني بولاية شرق دارفور، إن حوالي (4) ألف مدنيا فارين من نيالا وصلوا مدينة الضعين عاصمة الولاية خلال الأسبوعين الأخيرين بسبب تصاعد أعمال العنف بجانب عبور أكثر من (400) الف إلى الحدود براً لدولة جنوب السودان عبر بوابة ولاية شرق دارفور فيما لا تزال حركة تدفق المدنيين مستمرة إلى جنوب السودان.
من جهتها، المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان إنه ووفقا للتقارير الأولية الواردة من المنظمة الدولية للهجرة، فإن العنف شرد نحو (20) ألف شخص في العديد من الأحياء المحيطة بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.