“نوبيان فويس”.. اصوات وايقاعات من أتون الحرب

عاين – 2 أبريل 2020

من بين مجموعات وفرق فنية عديدة نشأت في السودان لوعيها بضرورة الفن كأداة للسلام وعكس القضايا التي تشكل ارتباطاً بالواقع في محاولة منها للعمل على عكس قضايا السلام، التنوع الثقافي والاجتماعي، خاصة في المجتمعات التي اكتوت بنيران الحروب، وعلى مدى خمس سنوات، وظفت مجموعة “نوبيان فويس – Nubian voice”  الثقافية مشروعاً فنياً يوظف الموسيقى والمسرح لترجمة أحلام وطموحات مجموعة من الشباب والشابات بالوطن الذين يرغبون فيه والذي يحترم التعدد والتنوع الثقافي والديني.

وفي الثلاثين من مارس من العام 2016 اطلقت مجموعة صوت النوبة صرخة  ميلادها الأولى على يد مجموعة من الشباب المهتمين بالثقافة، ويعتبر قسم الغناء من اوائل الاقسام التي بدأت بها المجموعة، في سعيها لتوصيل صوت النوبة للمجتمع الخارجي ونشر الثقافة باستخدام الاغاني المعبرة والهادفة.

“تشتغل المجموعة على تقديم تنويعات مختلفة من الأغاني، وتمزج ما بين الأغاني الحديثة وتلك المستمدة من التراث المحلي، والتي تعمل مع كورال المجموعة وذلك لعكس تراث جبال النوبة بالإضافة للتراث القومي السوداني وعدد من الرقصات الأفريقية “African dance” ، على سبيل المثال: جنوب السودان، الكنغو وتنزانيا. يقول لـ(عاين)، عضو المجموعة فتح الرحمن إبراهيم،  ويضيف ” من أجل ذلك استقدمت الفرقة عدد من الفنانين الشباب من المجموعات الثقافية المختلفة من جبال النوبة، للغناء بلغات مختلفة وعكس ثقافة تلك المجموعات”.

يقدم القسم الغنائي في الفرقة الأغاني بلغات مختلفة، اللغات المحلية للمجموعات الثقافية في جبال النوبة، بالإضافة للغة العربية والإنجليزية. ويتم تقديم هذه الـأغاني بمصاحبة فرقة الرقص الاستعراضي التي تؤدي رقصات مستمدة من التراث المحلي، وعكس ثرائه المتنوع وتبايناته ما بين مجموعة ومجموعة أخرى.

وتستند رؤية وأهداف المجموعة كما هو  موضح في ديباجتها: “مجموعة ثقافية فنية تعمل على ترويج ثقافة شعب جبال النوبة خاصة والسودان وأفريقيا  بصورة عامة، كما تعمل على توظيف مواهب الشباب واستخدام الرسائل الفنية الهادفة لتوطيد روح القومية وإلهام وتحفيز الشباب على الإبتكار والمساهمة في تطوير المجتمع فكرياً وثقافياً”.

وللفرقة أكثر من شكل فني لتوصيل رسالتها إلى الجمهور وقامت بإنشاء أقسام أخرى بالإضافة لقسم الغناء وهذه الأقسام تشمل قسم  الرقص ويتكون من فرقة تراثية استعراضية تمزج ما بين كل أنواع فنون الرقص المختلفة (الرقص التراثي – الرقص الافريقي المعاصر – اللوحات التعبيرية ). بالإضافة لذلك يقيم القسم ورش ومحاضرات عن أساسيات الرقص والإيقاعات الأفريقية ورقصات المجموعات الاهلية في السودانية.

كما أن للمجموعة عدد من الأقسام الأخرى كقسم المسرح والدراما الذي يتعاون مع الفعاليات التي نظمتها روابط جبال النوبة المختلفة، بالإضافة لمشاركة القسم ضمن اليوم المفتوح لمبادرة التعليم للجميع وتنظيم ورش متخصصة في بعض أنواع الفنون المسرحية والدراما.

وواحدة من أكبر أنشطة المجموعة هو  الاحتفالات بيوم الشباب الأفريقي حيث احتفلت مجموعة صوت النوبة على امتداد شهر نوفمبر من العام الماضي بفعالية يوم الشباب الأفريقي والتي جاءت تحت شعار  “الشباب جوهر التغيير – معا من أجل التعايش السلمي – التعليم حق للجميع”.

ويقول مدير مكتب الإعلام بالمجموعة عبد الخالق رمضان لـ(عاين):”جاءت أهمية الإحتفال بيوم الشباب الافريقي بالسودان للتأكيد على مقدرة الشباب الأفريقي في صنع التغيير والتقدم والتطور ولتثبيت ركائز الهويات  الأفريقية التي عمل النظام البائد على طمسها، والتي جعلت شعب جبال النوبة تحت الظلم والقتل والتشريد الذي أصبح مهددا للبيئة والإنسان ومورثه الثقافي والفني وأتت الفعالية لتمثل منصة للتعبير عن ذلك، من خلال عكس الثقافات المختلفة للمجموعات الثقافية في جبال النوبة”.

ويرجع يوم الشباب الأفريقي بمناسبة إعتماد ميثاق الشباب الأفريقي في قرار المجلس التنفيذي لقمة بانجول 2006  وخُصص له الأول من نوفمبر من كل عام لتعزيز الإعتراف بالشباب كعامل رئيسي في التغيير الإجتماعي والنمو الإقتصادي والتنمية المستدامة في جميع مجالات المجتمع الأفريقي.