مواجهات بين الشرطة ومسلحين تثير القلق أقصى شمال السودان

14 يوليو 2021

في سابقة هي الأولى من نوعها، شهدت محلية دلقو اقصى شمال السودان مواجهات مسلحة بين قوة من الشرطة وعناصر مسلحين في أعقاب نزاع على آبار لتعدين الذهب في المنطقة.

واسفرت المواجهات التي دارت الثلاثاء بسوق (25) للتعدين بمحلية دلقو عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين.

وتشهد مناطق التعدين في الولاية الشمالية انتشارا لقوات من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا، وهذه الحادثة تعتبر الثانية من نوعها خلال شهر.

وذكر مواطنون بمحلية دلقو ان الإشتباكات كانت على خلفية نزاع بين المعدنين كان يأخذ مساراً قانونياً حيث تقدم مالك الأبار بشكوى للسلطات القانونية قال فيها إن مجموعة من المعدنين استولت على حيز مملوك له وقامت بالتنقيب فيه وترفض المغادرة وبعد نزاع قانوني استمر لفترة طويلة صدر حكم بأحقيته ولكن المجموعة رفضت تسليم الموقع.

وقال الناشط، في المنطقة عدلي خيري، في مقابلة مع (عاين) ان الرجل تقدم بشكوى اخرى وجاءت قوة من الشرطة لإخلاء الموقع إلا أن المجموعة الرافضة ادعت ملكيتها للموقع واشتبكت مع قوات الشرطة بالسلاح الناري.

ونقلت مصادر  في حكومة الولاية الشمالية لـ(عاين)، تكرار هذه الحوادث من عناصر مسلحين في عدد من المناجم بجانب عمليات نهب مسلحة في حدود الولاية مع ليبيا. وشدد المصدر الحكومي على ان حكومة الولاية طالبت الحكومة المركزية منذ وقت بضرورة الدفع بتعزيزات أمنية للولاية.   

في نهاية يونيو الماضي أصدر مجلس وزراء حكومة الولاية الشمالية مرسوماً مؤقتاً قضى بحظر ممارسة القوات النظامية وحركات الكفاح المسلح لأي عمل بالأصالة أو الوكالة في مجال التعدين الأهلي في الولاية.

إيقاف التعدين

من جهته، قال رئيس اتحاد المحس، عماد ميرغني، أنهم قاموا برفع مذكرة لمجلس الوزراء أمس الثلاثاء لا علاقة لها بالأحداث وتصادف انها تتناول ذات المشكلات. وأكد ميرغني في مقابلة مع (عاين)، ان المواطنين بالمنطقة اتفقوا على رفض التعدين وأمهلوا المعدنين ومجلس الوزراء ثلاثة أشهر لتوفيق الأوضاع.

وأشار عماد إلى ان رفضهم يأتي لعدد من الاسباب ابرزها ان التعدين بات يهدد الأمن بالمنطقة وصحة السكان بسبب المواد التى يستخدمها المعدنين وباتت تتسبب في أمراض جديدة لم يعرفها السكان.

وزاد ” الأخطر من ذلك أن هذه المنطقة غنية بالآثار والتعدين وبهذه الأعمال  العشوائية ستفقد المنطقة قيمتها الأثرية وارثها التاريخي وهو اهم مايميزها”.

وأضاف ميرغني ” الحق في الحياة مسألة مفصلية، وطالبنا في المذكرة بوقف التعدين حيث باتت بعض الحركات المسلحة مع احترامنا كفاحهم ونضالهم ينشطون في المنطقة ويتحركون بأسلحتهم النارية مع ان دلقو مكان آمن ولا تعرف ثقافة السلاح”.

 وزاد وعماد “ناشدنا السلطات و قدمنا مطالبنا ونأمل ألا نضطر للتصعيد لوقف التعدين و سنستخدم كل الوسائل السلمية لتنفيذ مطالبنا”.