معارك شمال دارفور تختبر “سلام جوبا” وتزيد القلق حول حماية المدنيين

7 أغسطس 2021

يسابق أطراف العملية السلمية في السودان الخطى لإخماد توترات في بلدتي كولقي وقلاب بولاية شمال دارفور بعد معارك عنيفة شهدتها المنطقة الجمعة بين قوات موقعة على اتفاق سلام جوبا ورجال مسلحون ينتمون للمجموعات الأهلية ذات العربية.  تبادل اتهامات مشاركة قوات حركات الكفاح المسلح وعناصر من قوات الدعم السريع ووقوفهم الى جانب الأطراف المتنازعة بدوافع إثنية.

واندلعت أعمال العنف منذ أيام بين مجموعة من الرعاة والمزارعين حول الأراضي الزراعية في محلية طويلة بولاية شمال دارفور في “كولقي وقلاب”  وتسببت في مقتل اثنين من المزارعين ونزوح المئات من قرى العودة الطوعية الى مخيم “زمزم” للنازحين جنوب مدينة الفاشر عاصمة الولاية.

والجمعة قالت لجنة أمن الولاية بقوات مشتركة لاحتواء الموقف من القوات المسلحة والشرطة وقوات الدعم السريع وجهاز الامن والمخابرات العامة بجانب قوات حركات الكفاح المسلح الموقعة إتفاقية سلام السودان الموقعة في مدينة (جوبا) إكتوبر من العام الماضي وقالت حكومة ولاية شمال دارفور إن القوات المشتركة تعرضت لكمين من المسلحين وفقدت عدد من من الجنود بينهم قائد برتبة عميد.

ويأتي اهتمام الحكومة بالمعالجة السريعة للازمة لجهة انها هي الحادثة الأولى قبل بداية عملية تشكيل القوات المشتركة لحماية المدنيين في الإقليم بعد انسحاب قوات يوناميد والتي تضم قوات الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا.

ويحمّل المحامي الناشط القانوني، آدم محمد شريف، لجنة أمن الولاية المسؤولية ويقول  انها أرتكبت خطأ بالسماح بمشاركة حركات الكفاح المسلح في عملية حماية المدنيين او أي عملية عسكرية في دارفور لجهة أن هذه القوات لم تخضع لأي عملية تدريب وتأهيل.

محمد شريف ، “المكونات الاجتماعية في دارفور ما زالت تعتبر قوات الكفاح المسلح وقوات الدعم السريع تكويناتها ذات طابع أثني مما يزيد من حساسية الصراع ويهدد عملية السلام والانتقال بشكل عام”.

وشدد شريف في مقابلة مع (عاين) على ضرورة ترك عملية حماية المدنيين في دارفور للقوات المسلحة وقوات الشرطة السودانية لحين تأهيل واعادة دمج قوات حركات الكفاح المسلح وقوات الدعم السريع وضمها للقوات المسلحة والشرطة

وتوقع شريف تصاعد عمليات العنف بشكل أوسع حال لم يتم إبعاد قوات الكفاح المسلح وقوات الدعم السريع من المشهد الامني منوها الى عدم قبول المدنيين في دارفور لهذه القوات وثقتهم أكبر في القوات المسلحة.

إلى ذلك، وصل اليوم السبت إلى مدينة الفاشر عضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشي مترأسا لجنة تقصي الحقائق، وضمت اللجنة عضو مجلس شركاء السلام وقائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو والفريق عبدالله البشير إسحاق والأمين السياسي لحركة العدل والمساواة نائب رئيس اللجنة العليا العسكرية المشتركة الدكتور سليمان صندل حقار وعدد من القيادات العسكرية وأطراف العملية السلمية وممثل النائب العام.

وانخرط  الوفد فور وصوله في اجتماع مغلق مع  لجنة أمن الولاية للإطلاع على  الموقف توطئة للانطلاق في أعمال التحقيق حول جملة أحداث النزاع  التي شهدتها منطقتي كوقلي وقلاب بمحلية طويلة والتي كان آخرها صباح أمس الجمعة  وقتل فيها سبعة من قوات الحركات المسلحة بسبب كمين مسلح من طرف لم يتم تحديده ، كما تسبب الاشتباك في إصابة عدد من ذات القوة.

وكانت لجنة امن ولاية شمال دارفور قالت في بيان لها، أن قوات أطراف السلام التي تم اختيارها ضمن القوات المشتركة لحماية الموسم الزراعي بموجب قرار لجنة أمن الولاية قد تحركت صباح أمس الجمعة للحاق والانضمام إلى القوة الرئيسة التي تحركت  يوم الاثنين الماضي إلى منطقة تابت، وقد اشتبكت قوات أطراف السلام مع جهة لم تعرف هويتها بعد.

بيان: الاشتباك خلف عددا من القتلى والجرحى وسط أطراف قوات السلام  لم يتم حصرهم بعد، وتم نقل عدد من القتلى والجرحى إلى مستشفى السلاح الطبي بالفاشر، فيما لم يصل اي جريح أو قتيل من الطرف الآخر.

ودعت لجنة الأمن قيادات جميع القوات بالمركز بضرورة توجيه قواتهم بالولايات الأخرى بعدم  التوجه إلى منطقة الأحداث بالمنطقتين والمناطق التابعة لهما، إضافة إلى تشكيل لجنة تنسيقية من القوات النظامية وقوات أطراف السلام للعمل على احتواء الموقف.

ويأتي وصول لجنة تقصي الحقائق إنفاذا لقرارات الاجتماع الطارئ الذي عقده النائب الأول لرئيس مجلس السيادة،  محمد حمدان دقلو مساء أمس  والذي ضم عضوي مجلس السيادة الدكتور الهادي ادريس والطاهر حجر، وحاكم اقليم دارفور مني اركو مناوي ووزير المالية رئيس حركة العدل والمساواة د. جبريل ابراهيم وجميع قادة حركات الكفاح المسلح، بحضور أعضاء اللجنة العسكرية العليا المشتركة.