الهدوء يعود للعاصمة السودانية بعد يوم عصيب

الهدوء يعود للعاصمة السودانية بعد يوم عصيب
من صفحة قناة الحرة

عادت الحياة إلى طبيعتها نسبياً في العاصمة السودانية بعد ان عاشت حتى الساعات الاولى من صباح اليوم توتراً على خلفية تمرد قوة هيئة العمليات المسلحة بجهاز الامن والمخابرات واحتلالهم للشوارع المحيطة بمقرات الجنود واطلاقهم النار في الهواء قبل ان تتدخل قوات من الجيش السوداني والدعم السريع وتعلن اقتحام المقرات والسيطرة على الاسلحة.

وانسابت الحركة المرورية بشكل طبيعي في الشوارع المحيطة بهذه المقرات بعد ان وضعت القوات النظامية ارتكازات بالقرب منها في مناطق الرياض شرقي العاصمة وضاحية سوبا وكافوري، لكنه تلاحظ ان الحركة كانت اقل من المعتاد بحسب ما رصد مراسل (عاين) في المدينة والذي نقل عن مواطنين، بان هدوء الحركة ومحدوديتها يعود لحالة الارتباك التي استمرت حتى وقت متأخر من ليلة نظراً لاستمرار الاشتباكات وإعلان العديد من المؤسسات والشركات الخاصة والمدارس منسوبيها بعدم الحضور الى مقرات العمل والدراسة لجهة عدم استقرار الاوضاع.  

تطمين حكومي

وفجر اليوم الاربعاء اكد رئيس المجلس السيادي، ورئيس مجلس الوزراء استقرار الاوضاع الامنية بالبلاد، وقال أن جميع مقرات هيئة العمليات التابعة لجهاز المخابرات العامة أصبحت تحت سيطرة القوات المسلحة، واشار الى أن حكومته ستتصدى لكل محاولة لإجهاض الثورة والانقلاب عليها أو زعزعة الأمن والإستقرار، إن القوات المسلحة لن تسمح بأي إنقلاب على الشرعية الثورية.

من جانبه، أكد حمدوك أن النموذج السوداني الذي يقوم على الشراكة الصلبة بين المكون العسكري والمدني يتقدم بثبات نحو بناء وتقديم تجربة راسخة وقوية ستستفيد منها دول الإقليم وبقية العالم.

واعتبر حمدوك، أن ما حدث فتنة قصد منها قطع الطريق على تطور هذا الشعب والانتقال إلى بناء ديمقراطية راسخة. وجدد ثقتهم في القوات المسلحة وقدراتها، وترحم على أرواح الشهداء الذين ضحوا من أجل الاستقرار ورفعة الوطن، وتمنى عاجل الشفاء للجرحى.

قتلى ومصابين

من جهتها، كشفت لجنة الأطباء المركزية في بيان فجر الاربعاء عن استشهاد أسرة سودانية، بضاحية سوبا جنوب شرقي الخرطوم، نتيجة سقوط قذيفة على منزلهم، أودت بحياة الأب في الحال ووفاة أبنائه بعد محاولة إسعافهم في الطريق لمستشفى “رويال كير”.

وأعلنت القوات المسلحة مقتل إثنين من العسكريين وإصابة أربعة آخرين في عمليات السيطرة على مقار هيئات العمليات.

عودة انتاج النفط

إلى ذلك، كشف وزير الطاقة والتعدين، عادل علي إبراهيم استقرار الأوضاع بحقول إنتاج النفط عقب استرداد القوات المسلحة لحقلي “حديدة وسفيان” بغرب الفولة وبليلة من أفراد ما يسمى بهيئة العمليات وذلك عقب التفاوض مع القوات المسلحة.

وأشار الوزير إلى اقتحام القوة المسلحة من هيئة العمليات بجهاز الامن المنطقة الخاصة بحقول حديدة وسفيان مشيرا إلى أن القوة احتلت منطقة تجميع النفط الخام في المجمع منتصف نهار أمس وعقب ساعتين من دخولهم اجبرت المهندسين على قطع التيار الكهربائي واخلاء المهندسين والموظفين من المنطقة مؤكدا وجود تنسيق عال بين المتمردين الآخرين في الأبيض والخرطوم .

وأضاف وفقا لوكالة الانباء السودانية، بأن الأحداث وقعت فقط في منطقتي حديدة وسفيان وأن منطقتي هجليج وبليلة لم تتأثر بالأحداث وأن إنتاج النفط لم يتأثر كثيرا لوجود تحوطات واحتياطات للطوارئ دائما .

وأبان أن إنتاج المنطقة التي تم احتلالها يبلغ 7 آلاف برميل توقف الانتاج لساعات معدودة من الساعة الثانية ظهرا إلى ما بعد الواحدة صباح اليوم ولم تتأثر المنطقة الأخرى التي تنتج17 الف برميل .

وأشار إلى عودة التيار الكهربائي واستمرار الانتاج بصورة طبيعية مضيفا بعدم وجود خسائر في الأرواح أو حدوث أذى في أوساط العاملين من المهندسين والموظفين، مشيدا بالقوات المسلحة لحكمتها، لافتا الى استمرار عملها بالسيطرة على حقول النفط وتسلم الأسلحة بمناطق إنتاج النفط .

مجلس الوزراء يوجه

من جهته، وجه مجلس الوزراء في جلسته التي انعقد عصر اليوم الاربعاء، بالإسراع في إحداث معالجات سريعة وجذرية فيما يختص بجهاز المخابرات العامة، واستمع المجلس برئاسة د.عبدالله حمدوك الى تنوير من رئيس الوزراء وزراء الدفاع والداخلية حول الأحداث التي شهدتها الخرطوم أمس.

 وقل الناطق الرسمي باسم الحكومة بالإنابة، مدني عباس مدني، “أن ما حدث يعتبر امتداد لنشاط منظم من قوى النظام البائد في محاولة للانقضاض على منجزات الثورة السودانية”. واشار في تصريحات صحفية أعقبت الجلسة الى ان هذه الاحداث لها ارتباط بما حدث في عدد من الولايات ومحاولة إثارة الفتنة بين المكونات الاهلية” مبينا أن قوى النظام البائد حاولت استغلال حرية التعبير التي وفرتها ثورة ديسمبر بفضل التضحيات العظيمة التي قدمها السودانيين.

وقال مدني ان مجلس الوزراء أشاد بالدور الكبير الذي لعبته القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والشرطة في حسم الأحداث مثمنا الوعى الذي اتسمت به جماهير الشعب السوداني في تفويت الفرصة على المتربصين الذين كانوا يسعون لخلق حالة من البلبلة والاضطراب ، موضحاً أن تلاحم كل قوى الشعب السوداني من القوات النظامية والجهاز التنفيذي والحاضنة السياسية الممثلة في قوى الحرية والتغيير أسهم في تفويت الفرصة على المتربصين بثورة ديسمبر المجيدة، مبيناً أن حرية التعبير وحرية التنظيم التي كفلها القانون والوثيقة الدستورية لن تكون مطية يستند عليها من يحاولون تقويض الوثيقة الدستورية وتشويه صورة النظام الديمقراطي والاساءة اليه.