الجيش المصري يرفع استعداده على حدود السودان، ومزيد من الأخبار في نشرتنا الأسبوعية

عاين- 11 نوفمبر 2025

مع اقتراب حرب السودان إلى حدود مصر بعد قصف الجيش السوداني قافلة عسكرية تابعة للدعم السريع في منطقة المثلث، رفع الجيش المصري من درجة الاستعداد في المنطقة الحدودية، في وقت وصل اليوم الثلاثاء وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في زيارة رسمية لمدينة بورتسودان. وبينما تستمر المعارك بحصار قوات الدعم السريع لمدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان وقصفها مدينة الدلنج مع تبادل هجمات الطيران المسير بينها والجيش، يكتنف الغموض مصير الهدنة الإنسانية المقترحة من قبل الرباعية الدولية.

________________________________________________________

الجيش المصري يرفع درجة الاستعداد مع تصعيد عسكري  على حدود السودان

تدريبات عسكرية للجيش المصري. الصورة: وكالات

تعرضت قافلة عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع قرب منطقة المثلث الحدودية بين السودان وليبيا ومصر إلى غارة جوية أدت إلى تدمير شحنتين على الأقل، في وقت رفع الجيش المصري درجة الاستعداد بالمناطق الواقعة جنوبي البلاد.

وسيطرت قوات الدعم السريع على منطقة المثلث الغنية بالذهب في يونيو 2025، ولم تعلق مصر على هذه التطورات، بينما يقول مراقبون سياسيون إن القاهرة تشعر بالقلق من تمدد قوات حميدتي نحو حدودها الجنوبية الغربية مع السودان.

وبالتزامن مع التصعيد العسكري في منطقة المثلث وصل إلى بورتسودان اليوم الثلاثاء وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الذي شدد على أن مصر لن تسمح بتقسيم السودان واعتبار هذا الأمر بمثابة “خط أحمر” مستبقا زيارته إلى عاصمة الحكومة المدعومة من الجيش السوداني بسلسلة لقاءات مع وزراء الخارجية في دول الخليج.

وقال مصدر حكومي لـ(عاين): إن “القافلة العسكرية التي استهدفتها الغارات الجوية وصلت من ليبيا، وهي تحمل معدات عسكرية ومقاتلين أجانب بينهم ليبيون للقتال ضمن قوات الدعم السريع ضد الجيش السوداني”.

وأضاف المصدر: “من بين القتلى عناصر ليبية تعمل مع قوات الدعم السريع وأغلب المقاتلين الذين وصلوا مع القافلة العسكرية التي دمرت تماما هم أجانب جلبتهم قوات الدعم السريع من دول ليبيا وأقصى غرب إفريقيا”.

وتحولت منطقة المثلث السودانية التي تجاور دولتي مصر وليبيا إلى نقطة صراع بين الجيش وقوات الدعم السريع إثر تمدد الأخيرة إلى هناك منتصف هذا العام بشكل مفاجئ وسط انتقاد سوداني مبطن للجانب المصري على الصمت إزاء هذه التطورات.

وقال الباحث في الشؤون الاستراتيجية محمد عباس لـ(عاين): إن “قوات الدعم السريع منذ يوليو 2025 بعد أسابيع من السيطرة على المثلث فتحت الطريق بين إقليم دارفور وليبيا عبر مدينة الكفرة”.

وتابع قائلا: “منطقة الكفرة الليبية هي نقطة إمداد لوجستي لقوات الدعم السريع، وتشمل الوقود والذخائر والمقاتلين الأجانب هذه الأمور تشكل قلقا داخل الجيش المصري الذي رفع درجة الاستعداد الأسبوعين الماضيين”.

ويرى عباس، أن قوات الدعم السريع سيطرت على منطقة المثلث حتى تضمن حماية إقليم دارفور شمالا إلى جانب تقديم نفسها مجددا للاتحاد الأوروبي بأنها قد تتعاون لمكافحة الهجرة غير النظامية ومنع المهاجرين من التسلل إلى البحر المتوسط.

وأضاف: “قوات الدعم السريع عملت لسنوات في منطقة المثلث متخذة من قاعدة الشفرليت العسكرية التي شيدتها قرب المثلث لمكافحة تهريب البشر تحت حماية كاملة من الحكومة السودانية”.

________________________________

الدعم السريع تهاجم بابنوسة وتقصف الدلنج

نزوح جماعي من مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان بعد معارك الجيش والدعم السريع- الصورة: غرفة طوارئ بابنوسة يناير 2024

بدأت قوات الدعم السريع مناوشات عسكرية في بابنوسة بولاية غرب كردفان التي تضم رئاسة الفرقة 22 التابعة للجيش، في محاولة للسيطرة عليها، بينما كثفت القصف المدفعي على مدينة الدلنج في جنوب كردفان خلال الأسبوع الماضي، وخلّف ذلك قتلى وجرحى وسط المدنيين، وتراجع الوضع الإنساني.

وبحسب مصدر محلي تحدث مع (عاين) فإن قوات الدعم السريع شنت هجمات برية محدودة أشبه بالمناوشات بمحيط مدينة بابنوسة يومي الأحد والاثنين الماضيين، كما نفذت تدوين مدفعي مكثف وقصف بالطائرات المسيرة على رئاسة الفرقة 22 مشاة، وهي مكان التمركز الفعلي لمقاتلي الجيش.

ووفق المصدر، تواصل قوات الدعم السريع حشد مقاتليها في محيط بابنوسة من كل الاتجاهات، مع نصب منصات للقصف المدفعي، توطئة لهجوم كبير ترتب لشنه على قاعدة الجيش في البلدة.

وبعد أيام قليلة من سيطرتها على مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، بدأت قوات الدعم السريع في حشد مقاتليها في محيط بابنوسة بقيادة العقيد صالح الفوتي، وتمثل المدينة واحدة من موقعين فقط ما يزال الجيش يحتفظ بالسيطرة عليهما في ولاية غرب كردفان، وإلى جانبها اللواء 90 هجليج، منطقة إنتاج النفط السوداني.

وبدأ القتال في مدينة بابنوسة في يناير 2024م، بعدما شنت قوات الدعم السريع سلسلة هجمات في محاولة للسيطرة عليها، لكن قوات الجيش تمكنت من صد كل هذه الهجمات وتأمين سيطرتها على المدينة.

وفي السياق، كثفت قوات الدعم السريع والحركة الشعبية – شمال، قيادة عبد العزيز الحلو القصف المدفعي على مدينة الدلنج في ولاية جنوب كردفان، مع تضييق الحصار على المدينة من ثلاثة اتجاهات.

وبحسب مصدر محلي تحدث مع (عاين) فإن الدعم السريع والشعبية نفذا أكبر قصف مدفعي على المدينة الجمعة الماضية، بعدد يفوق 40 قذيفة مدفعية سقطت في مناطق وأحياء بينها دار حجر والرديف والمعاصر والملكية، وقسم الأشعة في مستشفى الدلنج؛ مما تسبب في مقتل 6 مواطنين على الأقل وجرح 12 آخرين.

ووفق المصدر، فإن حشوداً عسكرية للدعم السريع والحركة الشعبية تحيط بالدلنج من ثلاثة اتجاهات الغرب والشمال والشرق، حيث تتمركز في مناطق مثل جلد، الصبي، المندل، الكتر، شارع هبيلا، وجميعها تبعد بنحو 7 كيلومترات عن عمق الدلنج، مما ينذر بهجوم على المدينة في أي لحظة، لافتاً إلى أن الوضع الإنساني أصبح يتدهور يوماً بعد يوم.

وتستمر قوات الدعم السريع في التحشيد بمحيط مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان من الاتجاه الغربي والشمالي والجنوبي، في الوقت الذي يواصل فيه بعض السكان مغادرة المدينة خشية الهجمات.

___________________________

الغموض يكتنف مصير الهدنة الإنسانية

وزراء خارجية دول المجموعة الرباعية. الصورة: وكالات

شهد الأسبوع الماضي، إعلان قوات الدعم السريع موافقتها رسمياً على الهدنة الإنسانية المطروحة من الآلية الرباعية، بينما لم يعلن الجيش صراحة رفضه أو موافقته على المقترح، في وقت تتصاعد الأصوات الداعية إلى إحلال السلام في البلاد.

وعلمت (عاين) أن وفدي الجيش وقوات الدعم السريع ما يزالان في واشنطن، منخرطين في المشاورات غير الرسمية برعاية الإدارة الأمريكية بهدف التوصل إلى هدنة إنسانية في السودان.

وعقد مجلس الأمن والدفاع في السودان اجتماعاً يوم الثلاثاء الماضي لمناقشة الهدنة، لكن لم يُعْلَن موقف صريح بقبول مقترح وقف إطلاق النار لثلاثة أشهر أو رفضه.

وقال وزير الدفاع الفريق حسن داؤود كبرون، في بيان إن “الاجتماع ناقش الموقف السياسي والعسكري والإنساني والاستعداد للعمليات الجارية، كما تطرق للمبادرات المقدمة من بعض الدول والأصدقاء”.

وأضاف: أن “الاجتماع رحب بالجهود المخلصة التي تدعو لإنهاء معاناة السودانيين، وشكر الولايات الأمريكية المتحدة ومستشار الرئيس ترامب، مسعد بوليس، على وجهوده المقدرة، مؤكداً الترحيب بأي جهود تنهي معاناة السودان”. وتابع “تم تكليف لجنة لتقديم رؤية حكومة السودان حول تسهيل وصول المساعدات ودعم العمل الإنساني واستعادة الأمن والسلام في السودان”.

من جهتها، قالت قوات الدعم السريع في بيان الخميس الماضي، إن الموافقة على الهدنة الإنسانية تأتي لضمان معالجة الآثار الإنسانية الكارثية الناجمة عن الحرب وتعزيز حماية المدنيين، من خلال استكمال بنود الاتفاق على الهدنة لإدخال المساعدات الإنسانية لجميع الشعب السوداني.

وأعربت الدعم السريع عن تطلعها إلى تطبيق الاتفاق والشروع مباشرةً في مناقشة ترتيبات وقف العدائيات، والمبادئ الأساسية الحاكمة للمسار السياسي في السودان، بما يفضي إلى معالجة الأسباب الجذرية للحروب وإنهاء معاناة الشعوب السودانية وتهيئة البيئة الملائمة لسلامٍ عادلٍ وشاملٍ ودائم من خلال التزام الأطراف به.

وخلال الأسبوع الماضي، صرح قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ومساعده ياسر العطا، برفض أي مساعي للهدنة مع قوات الدعم السريع. وفي المقابل يؤكد مستشار الرئيس الأمريكي مسعد بوليس تقدما إيجابيا في مسار التهدئة والحل السلمي للصراع في السودان.

____________________________________________

نقاط عسكرية للدعم السريع في أبيي تثير قلق الأمم المتحدة

© UNISFA قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي تقوم بدورية في أبيي. الصورة: وكالات، ارشيفية

تثير نقاط تفتيش عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع شمال مدينة أبيي المنطقة المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان قلق الأمم المتحدة التي طالبت بسحب “المجموعات المسلحة” من البلدة.

كما شهدت جلسة مجلس الأمن نهاية الأسبوع الماضي تصريحات مشددة من مندوب الولايات المتحدة الأميركية مايكل والتز، وهدد بسحب دعم بلاده لبعثة قوة حفظ السلام في أبيي إذا لم يُسارع السودان وجنوب السودان في الإجراءات المتعلقة بتكوين شرطة أبيي والمؤسسات الإدارية وتحديد مصير المنطقة عبر الاستفتاء الشعبي الذي أقرته اتفاقية السلام لعام 2005.

وقال مسؤول محلي بولاية غرب كردفان في مقابلة مع (عاين): إن “قوات الدعم السريع نشرت وحدات عسكرية في غرب وجنوب كردفان بما في ذلك قرى قريبة من منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان”.

وتعمل بعثة حفظ السلام “اليونسفا” في منطقة أبيي منذ العام 2011 بطلب من السودان وجنوب السودان إلى حين تحديد تبعية المنطقة ورسم حدود البلدين.

وأشار المسؤول المحلي إلى أن قوات الدعم السريع اقتربت من منطقة أبيي بالتزامن مع تواجد مجموعات عسكرية من جنوب السودان. موضحًا أن حكومة سلفاكير تواجه ضغوطا من قيادات “دينكا نقوك” للاستيلاء على أبيي بالقوة العسكرية مستغلا اندلاع الحرب في السودان.

وفي بيان أمام مجلس الأمن الدولي في 5 نوفمبر الجاري دعت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإفريقية مارثا بوبي المجموعات المسلحة بالانسحاب فورا من منطقة أبيي.

وأكدت مارثا على أن قوات الدعم السريع وجهات مسلحة أخرى أقامت نقاط تفتيش غير قانونية في شمال أبيي، كما أشارت إلى استمرار وجود قوات الأمن التابعة لجنوب السودان جنوبي المنطقة.

وأضافت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإفريقية مارثا بوبي : “الديناميكيات الإقليمية ووجود قوات الدعم السريع قد زاد من تعقيد العلاقات بين المجتمعات في أبيي، إلا أن انخفاض العنف بين القبائل ظل قائما إلى حد كبير”.

وقال عبد الوهاب مكي المتخصص في شؤون إقليم كردفان لـ(عاين): إن “السودان وجنوب السودان اتفقا خلال زيارة وزير خارجية جوبا ماندي سيمايا إلى بورتسودان مطلع أكتوبر 2025 على البدء في ترتيب الوضع الإداري والأمني في منطقة أبيي وصولا إلى إقامة الاستفتاء المنصوص عليه في اتفاق السلام الشامل”.

وزاد قائلا: “هناك اشتراطات من الجانب السوداني لم تنفذها جوبا حتى الآن؛ لأنها تواجه ضغوطا من الإمارات فيما يتعلق بموقف جنوب السودان من قوات الدعم السريع؛ لأن الاتفاق الأمني أولوية بين البلدين”.

ويرى مكي، أن الأمم المتحدة متخوفة من عدم الوفاء بتمويل قوات حفظ السلام في منطقة أبيي في المستقبل القريب، وهذا يعني أن السودان وجنوب السودان قد ينزلقان إلى مواجهات مسلحة خاصة مع اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع.

ويشير عبد الوهاب مكي إلى أن قوات الدعم السريع وضعت قوة عسكرية شمال منطقة أبيي لتكون ضمن سيطرتها حال الاتفاق على هدنة إنسانية مع الجيش وتطمع في ضم البلدة إلى خارطتها العسكرية.

______________________________________

الدعم السريع تنوي التوسع في إنتاج الذهب بدارفور

تقطير الذهب من التربة في عملية “المخلفات” أو “الكارتة” في ولاية نهر النيل (عاين)

تعتزم قوات الدعم السريع التوسع في تعدين الذهب بإقليم دارفور باكتشاف مناجم جديدة في ولاية وسط دارفور قرب مدينة زالنجي وفق مصادر تحدثت لـ(عاين) مرجحة توجهها في الحصول على الذهب للإنفاق العسكري وتمويل الحقائب الوزارية لـ “الحكومة الموازية” التي أعلنت عنها منذ يوليو 2025.

وتشير تقارير موثقة إلى أن قوات الدعم السريع حصلت خلال الفترة بين 2014 و2019 على أكثر من ثلاثة مليار دولار من عائدات الذهب في جبل عامر بولاية شمال دارفور حيث تنتج سلسلة جبال المعدن الأصفر بكثافة.

وارتفعت تجارة الذهب خلال الحرب في السودان وتحول السوق الإماراتي إلى أكبر تجمع للمعدن الأصفر القادم من هذا البلد الذي يمزقه الصراع المسلح قبل أن تطلب دبي من السلطات السودانية في بورتسودان إيقاف شحن الذهب عقب تصاعد التوتر بين الجانبين في أغسطس 2025.

وأدى قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” اليمين الدستورية في سبتمبر 2025 رئيسا للمجلس الرئاسي ضمن “حكومة تأسيس” التي لا تحظى باعتراف المجتمع الدولي.

يطمح حميدتي إلى وضع إقليم دارفور تحت سيطرته للهيمنة على الموارد بما في ذلك الذهب وسط توقعات بتوغل إماراتي بتشغيل أربعة مطارات في دارفور – بحسب الباحث في الاقتصاد السياسي محمد كمال.

ويقول كمال لـ(عاين): إن “سقوط مدينة الفاشر دفع قوات الدعم السريع إلى تأمين الموارد في إقليم دارفور والسيطرة عليها والتعامل معها كما يفعل الجيش السوداني في مناطق سيطرته”. ويشير كمال، إلى أن قوات الدعم السريع و”حكومتها” تسعى إلى جلب الشركات للعمل على إنتاج الذهب والتحسين في القطاع الزراعي والعمل في سلاسل الوقود والسلع الحيوية.

وينوه إلى أن الذهب لا يخلو من جميع ولايات دارفور في الشرق والغرب ووسط وشمال الإقليم وهناك مخاوف من وصول مجموعة “فاغنر” إلى المنطقة بحثا عن إنتاج الذهب مستغلة سيطرة قوات الدعم السريع على الإقليم.

وأردف كمال: “إذا انهارت مبادرة الهدنة الإنسانية بين الجيش وقوات الدعم السريع التي تطرحها دول الرباعية، فإن مجموعة فاغنر مرشحة بقوة لمساندة قوات حميدتي عسكريا، وسيكون ذلك مقابل الذهب إلى جانب الإمارات”.

____________________________________

الجيش والدعم السريع يتبادلان هجمات الطائرات المسيّرة

مسيرة استهدفت موقع جهاز المخابرات في مدينة القضارف (مواقع التواصل الاجتماعي)

شهد السودان خلال هذا الأسبوع، تصعيداً واسعاً في استخدام الطائرات المسيّرة، إذ تبادلت قوات الجيش والدعم السريع تنفيذ هجمات متفرقة في عدد من الولايات، مما يشير إلى انتقال الحرب إلى مرحلة من المواجهات الجوية.

وفي 4 نوفمبر الجاري،  استهدفت طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع تجمعاً للعزاء في قرية اللويب شرق مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 24 شخصاً.

وفي اليوم ذاته أعلنت قوات الدعم السريع إسقاط طائرة حربية من طراز «إليوشن» تتبع للجيش السوداني فوق مدينة بابنوسة بغرب كردفان، بينما أكدت الفرقة 22 مشاة التابعة للجيش أنها أسقطت مسيّرة استراتيجية للدعم السريع فوق المدينة نفسها.

وفي صباح اليوم التالي، الأربعاء 5 نوفمبر، أعلنت قوات الدعم السريع أن طائرات مسيّرة مجهولة الهوية ــ قالت إنها انطلقت من قاعدة خارجية ــ نفذت ضربات جوية على مناطق مأهولة في زالنجي وكبكابية بوسط دارفور، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا المدنيين.

وفي اليوم ذاته، استهدفت طائرات مسيّرة تابعة للدعم السريع مدينتي الدمازين والكرمك بإقليم النيل الأزرق، في وقت تتزايد فيه الاشتباكات بالمنطقة بين الجيش والدعم السريع وحلفائه المحليين.

وفي فجر الجمعة 7 نوفمبر، شهدت مدينتا أم درمان وعطبرة هجوماً متزامناً بأكثر من 15 طائرة مسيّرة انتحارية أطلقتها قوات الدعم السريع، وفق ما أكدت مصادر عسكرية، استهدفت قاعدة وادي سيدنا العسكرية ومطار عطبرة.

وقال شهود عيان إن المضادات الأرضية للجيش تصدت للهجوم، وأسقطت جميع المسيرات دون وقوع إصابات، فيما سمع السكان أصوات انفجارات عنيفة في أنحاء متفرقة من العاصمة.

وفي 8 نوفمبر أعلن الجيش السوداني عن إسقاط طائرة مسيّرة استراتيجية تابعة لقوات الدعم السريع فوق مدينة الأبيض، مؤكداً أنها كانت تستهدف مواقع حيوية داخل المدينة.

وفي اليوم التالي، الأحد 9 نوفمبر، أكد الجيش تصديه لهجوم شنّته قوات الدعم السريع على مقر قيادة الفرقة 22 مشاة بمدينة بابنوسة، بينما واصلت القوات المهاجمة قصفها المتقطع على المدينة ضمن الحصار المفروض عليها منذ أسابيع. كما أفادت تقارير ميدانية بإسقاط الجيش طائرات مسيّرة للدعم السريع فوق مدينة الدمازين.

وفي 10 نوفمبر، استهدفت طائرة مسيّرة منطقة أم برمبيطة في جنوب كردفان، ما أدى إلى تدمير منشآت مدنية وإصابة عدد من النازحين، وسط تبادل الاتهامات بين الجيش والدعم السريع بشأن المسؤولية عن الهجوم.

وبحلول 11 نوفمبر، استمر التوتر الجوي في سماء الخرطوم وغرب كردفان وجنوب كردفان، بينما لم تصدر بيانات رسمية جديدة من الطرفين، في وقت حذرت فيه مصادر إنسانية من أن تصاعد استخدام الطائرات المسيّرة يزيد من المخاطر على المدنيين ويعقّد جهود الإغاثة في مناطق النزاع.

___________________________________________

احتجاجات شمالي السودان على تلويث شركة تعدين للبيئة

حوض تستخدم فيه مادة السيانيد لاستخلاص الذهب

احتج سكان بوحدة عبري شمالي السودان على استمرار الشركة الدولية لتعدين الذهب في العمل بالمنطقة وإلحاقها أضرار بيئية وصحية بالمجتمع المحلي. ونظم شبان من ست  قرى بالمنطقة هي: كويكا، عبود، صواردة، أرو، اشيمتو، وأوا، ضد الشركة الدولية للتعدين، وقفة احتجاجية ضد عمل الشركة ورفعوا لافتات تندد بتلوث البيئة.

وقال بيان صادر عن مجموعة شباب السداسية: إن “الوقفة تأتي في هذه اللحظة التاريخية لتأكيد رفض السكان لأي نشاط ملوث أو مشبوه، مؤكدين استمرار تحركاتهم السلمية حتى يتم إيقاف نشاط الشركة، وفتح تحقيق مستقل وشفاف حول الأضرار البيئية، ومحاسبة كل من سمح أو شارك في ما وصفوه بـالعبث بمياه وهواء المنطقة”.

وأشار البيان، إلى أن هذه الوقفة ليست مجرد احتجاج محلي، بل رسالة لكل الجهات المعنية بأن صبر الناس انتهى، وأن القضية تتعلق بحق السكان في الحياة الكريمة وصحة أبنائهم.

وقال مصدر محلي من وحدة عبري الإدارية، لـ(عاين): “الشركة الدولية للتعدين تعمل في المنطقة منذ سنوات، وتستخرج الذهب باستخدام مادة السيانايد السامة، ما يشكل خطراً مباشراً على صحة السكان والبيئة المحيطة”.

وأضاف المصدر :أن “الحراك الأهلي ضد الشركة مستمر منذ فترة طويلة، وأنه رغم كسب السكان لبعض القضايا القانونية سابقًا، أعادت الشركة نشاطها بفضل نفوذ جهات رسمية، منها ما يقال إنه مرتبط بجهاز الأمن السوداني”.

وتعد هذه الوقفة الأخيرة امتدادًا لسلسلة احتجاجات بدأت منذ سنوات، حيث يعاني السكان في قرى السداسية من أضرار بيئية متعددة بسبب قرب عمليات التعدين من المنازل والمياه المحلية، الأمر الذي يزيد من المخاطر الصحية والخطر على الأجيال القادمة، بحسب إفادات السكان والمصادر المحلية.

ويأتي احتجاج الأهالي في ظل غياب الرقابة الكافية على الشركة، وهو ما اعتبره المشاركون استغلالاً للغطاء الاستثماري من دون مراعاة للأضرار البيئية والصحية التي تلحق بالمجتمع المحلي. ويؤكد الأهالي أن تحركهم السلمي سيكون مستمرًا حتى تحقيق مطالبهم، مشددين على ضرورة محاسبة كل من يشارك في العبث بالمياه والهواء وصحة السكان.

________________________

 السلطات التشادية تعيد فتح معبر أدري

شاحنات مساعدات متجهة للأراضي السودانية من معبر أدري الحدودي مع تشاد- ارشيف

أعادت السلطات التشادية فتح معبر أدري الحدودي والحيوي بين السودان وتشاد بعد إغلاق دام نحو 12 يومًا.

وكان إغلاق المعبر الحدودي أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع والوقود بمدن وبلدات دارفور. وقال التاجر  آدم محمد من مدينة زالنجي بوسط دارفور لـ(عاين): إن “الإغلاق أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار، حيث وصل سعر جوال السكر إلى مائتي ألف جنيه سوداني، وأن عدداً من التجار  السودانيين حجزوا بضائعهم داخل تشاد في مدينة أدري”.

ويمثل معبر أدري الحدودي بين تشاد وإقليم دارفور السوداني نقطة عبور حيوية، واكتسب أهمية قصوى بعد اندلاع الحرب، ليصبح الممر الوحيد لحركة التجار والبضائع للتجار والسكان في الإقليم.

وتباينت الروايات حول الأسباب وراء قرار إغلاق السلطات التشادية إغلاق المعبر، وأفادت مصادر في المنطقة (عاين) بأن الإغلاق جاء عقب قيام أحد قيادات قوات الدعم السريع، بإنشاء بوابة تحصيل غير قانونية بالقرب من الحدود، فُرضت بموجبها رسوم قدرها خمسة عشر ألف جنيه سوداني على العربات التي تجرها الخيول “الكارو” القادمة من تشاد، والتي يقدر عددها بنحو أربعمائة عربة يومياً، وتشير  المصادر إلى أن ضباطاً في الجيش التشادي يملكون جزءاً منها، وتُستخدم لنقل السلع والمواد الغذائية، فيما تشير مصادر أخرى في المنطقة إلى أن الإغلاق يعود إلى تزايد عمليات التهريب للمواد الغذائية والبضائع من وإلى السودان، وهو ما يُعد مخالفة قانونية ترغب الحكومة التشادية في تنظيمه.

وقال مصدر مقرب من الحكومة التشادية في مقابلة مع (عاين) من أدري الحدودية: أن “الإغلاق جاء نتيجة لمطالب مواطنين تشاديين رافضين للانتهاكات التي قامت بها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، موضحاً أن عدداً من المواطنين التشاديين طلبوا من حكومتهم إغلاق المعبر، وأكد المصدر: أن “الإغلاق لم يتم بطريقة رسمية كاملة، إنما هو منع للتعاملات التجارية فقط، بينما يُسمح للمواطنين بالمرور، وتُسمح المساعدات الإنسانية بالعبور”.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *