هل تحطم مفاوضات سويسرا ترسانة حرب السودان؟
عاين-24 يوليو 2024
أبلغت الخارجية الأميركية الجيش السوداني وقوات الدعم السريع رسمياً باستئناف المفاوضات والبناء على الاتفاقات المسبقة في منبر جدة بالمملكة العربية السعودية منتصف أغسطس القادم في سويسرا.
الخارجية الأميركية وضعت استراتيجية جديدة للمفاوضات بين القوات المسلحة وقوات حميدتي تتعلق بوضع مسارين الأول للوضع الإنساني والثاني لوقف إطلاق النار على أن المسارين لا ينفصلان عن بعضهما البعض حسب ما ذكر دبلوماسي سابق بوزارة الخارجية السودانية لـ(عاين).
مشاركة رفيعة المستوى
وكانت مجلة فورن بوليسي المقربة من صانعي السياسات الخارجية للولايات المتحدة أشارت في تقريرها إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن سيكون حاضراً في سويسرا لدعم المفاوضات بين الجيش والدعم السريع وحتى يحدث ذلك يتعين على الطرفين المتنازعين في السودان إرسال وفد رفيع المستوى.
دبلوماسي تحدث لـ(عاين) لا يستبعد أن يكون الجنرالين “البرهان- وحميدتي” على قائمة المشاركين في محادثات جنيف أو بناء تفاهمات لجمعها لاحقاً في جولة أخرى.
ولا يستبعد مصدر دبلوماسي تحدث لـ(عاين) أن يكون الجنرالين “البرهان- وحميدتي” على قائمة المشاركين في محادثات جنيف أو بناء تفاهمات لجمعها لاحقاً في جولة أخرى.
واليوم ذكرت صحيفة السوداني المحلية، أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بريلو سيزور مدينة بورتسودان عاصمة الحكومة المدعومة من الجيش لتقديم الدعوة رسمياً لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
يقول الدبلوماسي الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ(عاين) إن زيارة المبعوث الأمريكي للسودان تتعلق بحث البرهان على قيادة المفاوضات بنفسه لأن مشاركته ستجعل وزير الخارجية الأمريكي موجوداً في سويسرا لتشجيع المحادثات.
قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” سارع إلى قبول دعوة الولايات المتحدة الأميركية للانخراط في محادثات وقف إطلاق النار في سويسرا عبر بيان رسمي نشره على منصة “إكس” مساء الثلاثاء.
وقف إطلاق نار طويل المدى
يقول مدير المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام محمد بدوي لـ(عاين): إن “المفاوضات في جنيف الشهر القادم قد تكون على مستوى قيادات رفيعة ربما يمثل الجيش عن طريق وزير الدفاع أو ياسر العطا عضو مجلس السيادة إن لم يكن بمشاركة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان”.
ويرى بدوي، أن تطورات الحرب في السودان متسارعة منذ سيطرة الدعم السريع على مناطق في سنار ووصولها إلى مصادر مائية استراتيجية إلى جانب تراجع الجيش نحو شرق السودان.
وقال بدوي: إن “مفاوضات جنيف تختص بمسارين لا ينفصلان وهما وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية وإذا اتفق الطرفان ستكون خطوة إلى الأمام نحو وقف الحرب نهائياً”.
وتابع : “المقصود من مفاوضات جنيف توقيع وقف إطلاق نار قصير أو طويل المدى وإدخال الإغاثة عبر المطارات ودول الجوار إلى جميع أنحاء البلاد وهذه العملية تتيح لرعاة المفاوضات الدوليين معرفة الوضع واكتشاف حلول جديدة لوقف الحرب نهائياً”.
وأنهى وفد من الحكومة السودانية ووفد من الدعم السريع مفاوضات حول المساعدات الإنسانية في جنيف نهاية الأسبوع الماضي دون التوصل إلى اتفاق مشترك برعاية الأمم المتحدة التي وصفت أحد الطرفين بـ”المتعنت”.
استراتيجية أميركية جديدة
ويقول الباحث في الشأن الاستراتيجي محمد عباس لـ(عاين): إن “الولايات المتحدة الأميركية لديها استراتيجية جديدة تبدأ برعاية المفاوضات في جنيف حول المسار الإنساني ووقف إطلاق النار ومن ثم الانتقال لاحقاً إلى عملية كاملة لوقف الحرب في السودان”.
ويقول عباس، إن زيارة المبعوث الأمريكي ومديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور الخبيرة بالشأن السوداني والتي عملت سنوات في ملفات إنسانية وسياسية خاصة بالشأن السوداني سيلعبان دوراً في إقناع البرهان بالموافقة على المفاوضات المرتقبة في جنيف منتصف الشهر القادم.
وأردف: “في العرف الدبلوماسي حينما تتلقى دعوة من وفد أمريكي داخل بلدك لا يمكن أن ترفضها.. ذهاب الجيش إلى المفاوضات متوقع خاصة وأن القوات المسلحة استجابت لمحادثات جنيف والتي انتهت نهاية الأسبوع الماضي”.
ويستبعد عباس، إصدار القوات المسلحة قرار تلبية مفاوضات جنيف منتصف أغسطس قبل وصول الوفد الأمريكي رفيع المستوى إلى بورتسودان. وقال إن “الجيش دائما ما يفضل حفظ ماء وجهه عندما يوافق على مثل هذه الدعوات”.
موافقة مسبقة للجيش
وأجرت وزارة الخارجية الأميركية اتصالات مباشرة مع القوات المسلحة والدعم السريع قبيل الإعلان عن مفاوضات جنيف في 14 أغسطس القادم وحصلت منهما على الموافقة الرسمية على المشاركة في المحادثات المتعلقة بالمساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار حسب عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” معتز محمد صالح.
يقول صالح لـ(عاين): إن “الأمور عادة تجري وفق ترتيب موحد بين منظمة الإيقاد والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة فيما يتعلق بالأزمة السودانية”.
وأضاف: “مفاوضات جنيف فرضت على الجيش والدعم السريع ولا يملكون أي خيار سوى الموافقة على محادثات جنيف والوصول إلى نتائج لوقف إطلاق النار وادخال المساعدات الإنسانية”.
ويقول صالح، إن الولايات المتحدة الأميركية قامت بتنشيط الملف السوداني مع اقتراب الانتخابات لأنها تريد إنهاء هذه الأزمة التي لديها تقاطعات مع ملفات اخرى مع العلاقة مع روسيا وأمن إسرائيل في البحر الأحمر.
وأدت الحرب في السودان إلى نزوح عشرة مليون شخص داخلياً وخارجياً يعيشون وضعا إنسانيا حرجا حسب تقارير الأمم المتحدة فإن الملايين على حافة المجاعة.
تنفيذ اتفاق جدة بأثر رجعي
ويقول الباحث في الشأن الاستراتيجي محمد عباس، إن “محادثات جنيف في أغسطس ستبنى على اتفاق الطرفين في منبر جدة في مايو 2023 والذي نص على إخلاء القوات العسكرية المرافق المدنية ومنازل المواطنين”.
وتابع: “البيان الصادر من الخارجية الأميركية الثلاثاء أكد البناء على ما تم الاتفاق عليه في منبر جدة وهذا يتسق مع شروط الجيش السوداني بالتالي أتوقع أن تمارس الضغوط على الطرفين لتنفيذ اتفاق جدة بأثر رجعي والإعلان عن ترتيبات جديدة تنص على تنفيذ الإتفاق على الأرض”.