“غذاء مقابل السلاح”.. الاتهامات تتفجر بين الجيش و(الشعبية)
عاين- 21 مايو 2024
تفجرت الخلافات بين الجيش السوداني والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو على خلفية تبادل الاتهامات بشأن الأسباب التي أدت إلى انهيار المفاوضات التي عقدت بين الطرفين في عاصمة جنوب السودان، وعلقتها الوساطة بقيادة مستشار سلفاكير – توت قلواك إلى أجل غير مسمى السبت 18 مايو الماضي؛ بسبب تباعد الموقف بينهما.
ابتدر الجيش التفاهمات مع الحركة الشعبية شمال بلقاء مفاجئ جمع عضو مجلس السيادة الانتقالي ونائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي مع رئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو في جوبا نهاية أبريل الماضي، واتفقا على التفاوض برعاية رئيس جنوب سلفاكير ميارديت حول إدخال الإغاثة إلى ولايات جنوب كردفان وغرب كردفان والنيل الأزرق.
في منتصف مايو الجاري وصل الوفد المفاوض للجيش بقيادة وزير الدفاع اللواء يس إبراهيم وأربعة من كبار الضباط في المخابرات، وانخرطوا في مفاوضات مع وفد الشعبية في جوبا.
طرح وفد الجيش في اليوم الأول للمفاوضات مقترحا يقضي بإدخال الإغاثة إلى ثلاث ولايات هي غرب كردفان والنيل الأزرق وجنوب كردفان مع توقيع اتفاق وقف العدائيات هذا المقترح قوبل بالرفض من جانب وفد الشعبية الذي دعا إلى شمولية وقف العدائيات والأعمال الإنسانية في جميع أنحاء السودان وفق ما صرح المتحدث باسم وفد الشعبية جاتيقا أموجا دلمان.
تشوين الحاميات
وفي خطوة زادت شقة الخلافات بين الجيش السوداني والشعبية بقيادة الحلو أكدت الحركة الشعبية شمال في بيان رسمي أن وفد القوات المسلحة تعهد بالامتثال إلى طلب الوساطة بعدم الإدلاء بالتصريحات الإعلامية، لكنه أخل بهذا الالتزام، وعقد مؤتمرا صحفيا فور وصوله إلى بورتسودان.
وقال بيان الشعبية إن وفد حكومة بورتسودان صرح إلى الصحفيين، وفي عدد من اللقاءات غير الرسمية، وأرسل عبرها رسائل سالبة مصحوبة بالأكاذيب.
وأضاف البيان: “وفد حكومة بورتسودان يتكون من وزير الدفاع وأربعة ضباط من جهاز المخابرات والمهمة لم تكن إيصال المساعدات الإنسانية” وقال إن وفد حكومة بورتسودان تقدمت بمقترح جسر جوي لإيصال ما يعتقد أنها مساعدات إلى رئاسة الفرقة 14 في كادوقلي عاصمة جنوب كردفان ورئاسة الفرقة 22 في بابنوسة في غرب كردفان ورئاسة الفرقة العاشرة في أبو جبيهة وأطلقت عليها الحكومة الممرات الجوية.
ويقول بيان الحركة الشعبية شمال الذي انتقد وفد الحكومة بشدة إن المقترحات التي وضعها الوفد عبارة عن تدابير أمنية ولجان فنية عسكرية لإدارة القوات المشتركة التي ستحمي مطارات المدن و”رئاسات الفرق” في هذه الولايات.
ومضى البيان بالقول: “تقدم وفد الحركة الشعبية شمال بثلاث مقترحات شملت إيصال المساعدات الإنسانية دون اتفاق مبرم وهناك تجربة سابقة حينما أمنت الحركة ثماني قوافل إغاثية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي في نوفمبر 2023 من الدلنج حتى كادوقلي لذلك نعتقد أن إيصال المساعدات دون اتفاق مسبق ممكن تطبيقه، ورفضت حكومة بورتسودان هذا المقترح”.
وبحسب البيان دفع وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان بمقترح ثان على أن يوقع كل طرف بشكل منفرد مع وكالات الأمم المتحدة بإشراف وساطة دولة جنوب السودان على اتفاق الإغاثة، في حين تقوم لجنة الوساطة بعقد اجتماع يضم الأطراف لمناقشة الجوانب الفنية مثل “تجربة برنامج شريان الحياة في العام 1989” فيما رفض وفد الجيش السوداني هذا المقترح أيضا طبقا للبيان.
أما المقترح الثالث الذي تقدمت به الحركة الشعبية شمال على طاولة التفاوض مع وفد الجيش السوداني بتوقيع وقف العدائيات بين كل الأطراف المتحاربة في السودان، حتى لا يعرقل وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين وتكرر رفض وفد الجيش السوداني للمقترح وفقا للبيان.
دعوة لوقف العدائيات
واستفسر بيان الحركة الشعبية شمال عن المبررات التي دعت وفد حكومة بورتسودان إلى رفض مقترحات الشعبية لنقل الإغاثة إلى ملايين المدنيين، بينما يصر في ذات الوقت على مناطق بعينها، واستدرك البيان قائلا: “تنتظر الأجوبة على هذه الاستفسارات من أبواق الحكومة”. على حد تعبيره.
ودعت الحركة الشعبية شمال جميع الأطراف المتحاربة في السودان إلى توقيع وقف العدائيات لإيصال الإغاثة إلى ملايين المدنيين في جميع أنحاء البلاد وتسهيل مهمة وكالات الأمم المتحدة.
وكان وزير الدفاع السوداني اللواء يس إبراهيم صرح للصحفيين فور وصوله إلى بورتسودان الاثنين أن الحركة الشعبية شمال أصرت على إشراك قوات الدعم السريع في المفاوضات التي جرت في عاصمة جنوب السودان، والتي كانت تركز على إيصال المساعدات إلى المدنيين في ثلاث مناطق.
وتابع إبراهيم: “الحركة الشعبية شمال تمسكت بإشراك الميلشيا المتمردة في محادثات جوبا، وتبرهن تماهي الحركة مع الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها هذه القوات بحق السودانيين”.
الجيش يدافع
وقال وزير الدفاع السوداني اللواء يس إبراهيم إن وفد الحركة الشعبية شمال لم يتقدم بأي مسودة مكتوبة ورد على مسودة الحكومة بشكل إنشائي، ولم يتضمن القضايا الرئيسية في العمليات الإنسانية التي تستهدفها الحكومة السودانية في غرب كردفان والنيل الأزرق وجنوب كردفان.
وأردف قائلا: “العمل الإنساني يجب أن يكون بمنأى عن العمل الأمني والسياسي، ويجب أن يكون مقتصرا على إنقاذ حياة الناس”.
واتهم يس إبراهيم وفد الحركة الشعبية شمال برفض التوقيع على أي وثيقة اتفاق تقدم من جانب الحكومة السودانية أو الوساطة لإيصال المساعدات الإنسانية بدعوى أن تمرير الإغاثة لا يحتاج إلى اتفاقات موقعة.