مليشيات موالية للدعم السريع تجبر مواطنين بـ(مورني) للجوء إلى تشاد
عاين- 25- مارس 2024
لاحقت اعتداءات مليشيات محسوبة على قوات الدعم السريع المدنيين في منطقة مورني بولاية غرب دارفور. ووصل خلال الأيام الماضية عدد من ضحايا هذه الاعتداءات إلى معسكر أدري للاجئين السودانيين شرق تشاد في أحدث موجة لجوء.
وروى اللاجئون الواصلون إلى أدرى لـ(عاين) تفاصيل انتهاكات تدهورت على اثرها الأوضاع الأمنية والغذائية في مورني.
وتقول خديجة حسن صيام، التي وصلت مؤخرا إلى معسكر ادري لـ(عاين)، انها هربت من مورني في محلية كرينك بولاية غرب دارفور الى منطقة تندلتي وبعدها دخلت إلى تشاد، مع أولادها في شهر رمضان الحالي، قبل أن تشكو من عدم توفر المساعدات الغذائية الكافية للاجئين، بجانب نقص حاد أغطية الاطفال. وترى خديجة، أن المنظمات العاملة في الحقل الإنساني لا تفي بوعودها التي تقطعها لهم. تعرض اللاجئون إلى الاعتداء.
فيما تروي خديجة احمد ابكر، حكاية هروبها من مورني بعد تزايد الاعتداءات. وتقول: “المليشيات الموالية للدعم السريع اعتادت التعدي كل سكان المنطقة بطريقة تمييزية، وكثيرون قرروا الخروج، بعد أن تدهورت الأوضاع في مورني”.
أما صفاء سليمان محمد جمعة، التي وصلت إلى ادري تقارن بين ما رأته من اعتداءات في منطقتها مورني ومخيمات ادري للاجئين وتقول: منطقة ادري أفضل بكثير من مورني، من ناحية توفر الغذاء، يمكن للاجئ أن يجد شيئا يأكله حتى لو كان قليلا”.
وتشير صفاء، إلى أن صرف المواد الغذائية ياخذ وقت اطول حتى يأتي إليهم، لذا عليها البحث عن عمل آخر، مثل غسيل الاواني المنزلية والملابس في المساكن المجاورة للمخيم، ما يساعدهم في شراء السكر والصابون، والاحتياجات المنزلية الأخرى لأسرتها.
فاطمة سليمان التي غادرت منطقة مورني، تؤكد انها تعرضت لضرب مبرح من قوات الدعم السريع في منطقة مورني بجانب تعرض نساء كثيرات لنفس الاعتداءات، وأشارت إلى أن القوات كانت تجبرهم على دفع أموال، قبل مغادرتهم مورني.
ويعاني اللاجئون السودانيين بشرق تشاد من نقص في المساعدات الإنسانية والمأوى، قبل أن تتضاعف معاناتهم في شهر رمضان، في وقت عبرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها المتزايد إزاء عبور المزيد من اللاجئين إلى تشاد من دارفور، وسط نقص حاد في الغذاء، وغيره من المواد الضرورية.
وكانت نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في قالت في تصريح لها مارس الجاري، كيلي كليمينتس، تمثل النساء والأطفال نحو 90% من اللاجئين، قد وصلت نسبة 77 % بالمائة من النساء بمفردهن إلى تشاد مع أطفالهن، وتعرض العديد منهم لانتهاكات جنسية، بما في ذلك الاغتصاب.
حسب إحصاء مفوضية اللاجئين تم، إحصاء أكثر من 553,150 لاجئا جديدا من السودان، بحلول منتصف فبراير 2024، مما يجعل البلاد أكبر مضيف للفارين من السودان منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2024، ويستضيف تشاد بالمجمل الان 1.1 مليون لاجئ، مما يجعلها مضيف في أفريقيا نسبة للفرد الواحد.
ويقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في آخر تقرير له صدر في الثاني والعشرين من مارس 2024، ان اكثر من مليون شخص في تشاد، بينهم لاجئون، يواجهون فقدان امكانية الحصول علي المساعدات المنقذة للحياة ما لم يتم جمع المزيد من التمويل للمساعدة، وفي مخيمات اللاجئين شرقي تشاد، يؤدي نقص مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي الي انتشار الامراض الخطيرة.
في ذات السياق، كشفت منظمة أطباء بلا حدود إنها سجلت ما يقرب من 1000 حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي في المخيمات الواقعة شرقي تشاد، الأمر الذي تسبب بالفعل في وفاة العديد من النساء الحوامل، وقالت ماري خوسيه الكسندر، منسقة الشراكة في المنطقة، ان اللاجئين في مخيم ميتشي، الذي يؤوي حوالي 40 ألف شخص في حاجة ماسة إلى الماء والغذاء والمأوى والصرف الصحي الأساسي.
أسفرت الحرب في السودان عن مقتل 12 ألف شخص، وفقا لحصيلة منظمة اكليد المتخصصة في إحصاء ضحايا النزاعات، والملايين فروا من ديارهم و1.5 لجأوا إلى الدول المجاورة.