“درع أبوحمد”.. قوة عسكرية جديدة بولاية نهر النيل شمالي السودان

عاين- 12 يونيو 2025

نهاية مايو 205 انتشرت مركبات عسكرية على متنها مسلحون شبان  في مدينة أبو حمد بولاية نهر النيل شمال السودان للإعلان رسميا عن تشكيل كتيبة عسكرية أطلقوا عليها “درع أبو حمد” لتعمل تحت قيادة الجيش السوداني.

وتعتزم قيادات الكتبية الجديدة التي يقودها ضابط متقاعد من الجيش السوداني برتبة مقدم وفق إعلانات انتشرت في محلية أبو حمد وعلى شبكات التواصل الاجتماعي فتح معسكرات لشبان المنطقة للانخراط في التدريب على القتال والسلاح.

استعراض عسكري

وفي خطوة لإظهار قدرتها العسكرية نشرت قيادات الكتيبة العسكرية مسلحين يتبعون لقوات في المحلية التي تعاني من فقر مدقع كما طافت نهاية الشهر الماضي مركبات عسكرية تحمل عشرات المقاتلين المسلحين في شوارع المدينة وصولا إلى ساحة عامة في أبو حمد شمال البلاد.

وقال القائد في المقاومة الشعبية “مجموعة مسلحة مساندة للجيش” عبد الرحمن العمرابي في مؤتمر صحفي خلال إطلاق كتيبة أبو حمد العسكرية في 25 مايو 2025 إن الغرض من تكوين هذه المجموعة المسلحة حماية مناطق التعدين والاستعداد للحرب. مضيفا: أن هناك “ظواهر سالبة” تستدعي تكوين كتائب مسلحة.

ولم يتسن لـ(عاين) الحصول على تعليق من قيادات المقاومة الشعبية في نهر النيل حول طبيعة ومهام هذه القوات وعما إذا كانت ستدفع بها إلى جبهات القتال مع الجيش السوداني.

بالمقابل صرح عبد الرحمن العمرابي أحد مؤسسي هذه الكتيبة في مؤتمر صحفي خلال نهاية مايو 2025 أن تكوين الكتيبة العسكرية تأخر كثيرا في المحلية التي تعاني من مشكلات في مناطق التعدين.

وتزامن تكوين الكتيبة العسكرية في محلية أبو حمد شمال البلاد وهي بلدة لا تبعد كثيرا عن الحدود المصرية مع تهديدات قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو بالهجوم على شمال السودان.

يرى محمد عبد المنعم وهو ناشط في القوى المدنية بولاية نهر النيل أن تكوين كتيبة درع أبو حمد جاء بموافقة قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان لأنه يعتقد أن توسيع النفوذ العسكري وصنع حلفاء من الجماعات المسلحة خارج الجيش يجعله ممكسا بمقود السلطة.

ويوضح عبد المنعم في حديث لـ(عاين) طبيعة التحركات العسكرية للمليشيات التي تشكلت شمال السودان من خلال تمويل نفسها من إيرادات الذهب وصنع تجار حرب جدد إضافة للحركات المسلحة والمليشيات التي تقاتل مع الجيش السوداني منذ الحرب قبل عامين.

من يقف وراء الكتيبة؟

وأضاف: “يقف وراء تكوين درع أبو حمد قيادات في الحركة الإسلامية يريدون الحصول على نصيب في السلطة والثروة والنفوذ الاقتصادي بالضغط على الجيش من خلال الكتيبة العسكرية”.

وتحذر القوى المدنية المناهضة للحرب من تشكيل جماعات مسلحة جديدة خلال الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع واستغلال أجواء النزاع المسلح وعسكرة الحياة العامة.

صراع على السلطة

في هذا الصدد يقول الباحث في القطاع الأمني والعسكري بالسودان أحمد السني في حديث لـ(عاين): إن “تزايد وتيرة الأطماع نحو السلطة جعل الجنرالين المتقاتلين في سباق نحو تكوين المليشيات المسلحة لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية”.

يعتقد السني، أن تشكيل مجموعة مسلحة خارج نطاق الجيش حتى وإن كان تحت إشرافه في شمال السودان سيزيد من أزمة البلاد سيما وأن المنطقة غنية بإنتاج الذهب وتخطط قيادات هذه الكتيبة تمويل العتاد والسلاح من الاستحواذ على مربعات لإنتاج الذهب في نهر النيل.

وتابع: “التوترات الأمنية في مناطق التعدين تعود إلى وجود تعدين على صلة بالحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش وهذه الكتيبة تحاول التصدي لتمدد هذه الجماعات المسلحة لكن بالتأكيد النزاع سيكون فوق حياة السكان الآمنين”. ويرى السني أن دول الجوار لم تعد تكترث بوجود عشرات المليشيات داخل السودان طالما أن الفوضى ستكون بمعزل عن حدودها.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *