كردفان ودارفور.. “توقف، أمامك نقطة تحصيل رسوم المليشيات”

عاين- 8 سبتمبر 2023

مع غياب مؤسسات الدولة نتيجة الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع، تقوم مليشيات أهلية مسلحة بفرض رسوم مالية باهظة على الشاحنات والمركبات عبر نقاط تحصيل أنشأتها على الطرق الرئيسية المؤدية إلى ولايات دارفور وكردفان، متسببة في عرقلة حركة المواد الغذائية الضرورية للمدنيين وارتفاع أسعارها.

وتزايدت شكاوى المواطنين والتجار من انتشار ظاهرة بوابات المليشيات الأهلية مسلحة على طول الطرق الرئيسية وفرض رسوم على الشاحنات والمركبات وإجبار السائقين على دفع مبالغ باهظة بإيصالات تحمل أختام إدارات القبائل بدواعي الحماية وتأمين الطرق.

وأدى القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، إلى فراغ إداري وأمني كبير في ولايات دارفور وكردفان، مما شجع تنامي ظاهرة المليشيات الأهلية المسلحة التي فرضت نفسها كبديل لإدارة شؤون الدولة كل مجموعة في موقع وجودها القبلي.

وعلى الرغم من تولي القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، مسؤولية إيصال المواد الإغاثية وتسهيل مرور بعض المركبات التجارية، إلا أن المخاوف تزداد من انتشار المسلحين القبليين في الطرق الرئيسية المؤدية إلى الولايات الغربية.

تفرض المليشيات رسوم باهظة على عبور الشاحنات وفى حال عدم الدفع قد تصل العقوبة لفقدان البضائع ومصادرة المركبة

ويقول عضو لجنة الطوارئ في مدينة “الفولة” بولاية غرب كردفان علي عمر حسين، لـ(عاين)، انهم “يواجهون تحديات كبيرة في التعامل مع المجموعات المسلحة المتفلتة التي تقوم بعملية ابتزاز اصحاب الشاحنات والمركبات على الطرق”.

ويضيف علي: “أي مجموعة أهلية في أي قرية أو بلدة صغيرة تقوم بإنشاء بوابات تحصيل خاصة بها وتستخدم القوة مع المخالفين”.

ودعا حسين إلى ضرورة التنسيق بين لجان الطوارئ المجتمعية بولايات ومدن كردفان للحد من ظاهرة البويات العشوائية.

تبرير

وبالمقابل برر أحد أمراء الإدارة الأهلية بولاية غرب كردفان نشر المسلحين المحليين بغرض تأمين الطرق وحماية المواطنين والشاحنات لجهة أن الخطر سيكون أكبر إن لم يكن هناك قوات بديلة تقوم بعمل الشرطة.

وأشار القيادي الأهلي الذي فضل حجب اسمه في مقابلة مع (عاين)، أن الادارة الاهلية في غرب كردفان وضعت المبالغ لتحفيز القوات التي تقوم بهمة التأمين لجهة أنها لا تملك أموال، وفي نفس الوقت وجدت نفسها مضطرة للقيام بالدور الذي كانت تقوم به أجهزة الدولة.

وعلى طريق “الخوي- النهود” يكشف مسؤول حكومي لـ(عاين)، عن إنشاء (18) بوابة تحصيل لصالح مجموعات أهلية تحمل أختام مجموعات أهلية تفرض مبالغ وتخضع بصورة كاملة لإدارة أهلية واحدة لجهة أنها الجهة المسؤولة عن تأمين الطريق بين مدينة “النهود – والخوي” وحتى حدود ولايات دارفور.

مصادرة  

ويشير أحمد سعيد، وهو أحد التجار بمدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور إلى أن تكلفة رسوم الطريق تدفع للبوابات من النهود إلى الضعين. وقال سعيد لـ(عاين)، اذا لم يتم الدفع يتم حجز المركبة وأي زمن تأخير قد يؤدي إلى فقدان البضائع وربما المركبة، وتابع “نحن مضطرين لدفع الأموال ونضيف قيمتها إلى أسعار البضائع”.

 

وفي ذات الاتجاه أفاد أحد المسافرين، أن “معاناة المسافرين إلى دارفور تبدأ لحظة خروجهم من مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، حيث تنتشر أكثر من (70) بوابة تحصيل يشرف عليها قادة أهليين وتتحصل مبالغ من الشاحنات والمركبات المتجهة إلى ولاية شمال وجنوب ووسط دارفور.

والثلاثاء الماضي، لجأت لجان أمنية حكومية وإدارات أهلية بمحليتي “الكومة، و”أم كدادة” في شمال دارفور إلى إزالة كافة البوابات العشوائية

رجال قبائل مسلحون بدارفور

وطرد المتفلتين من المناطق المجاورة للطرق، وإبقاء قوة مشتركة دائمة لمراقبة الطريق بمنطقة “أم الحسين”.

وتعتمد ولايات دارفور وكردفان في الحصول على المواد الغذائية بعد اندلاع الحرب في الرابع من أبريل الماضي، من مدينتي “المناقل و ودمدني” بولاية الجزيرة، بصورة كبيرة بجانب الحصول على المواد البترولية من دولتي جنوب السودان وليبيا.