التعاون العسكري يتصدر مباحثات الرئيس المصري في الخرطوم
6 مارس 2021
أكد مصدر عسكري سوداني، أن المباحثات التي جرت بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالعاصمة السودانية اليوم السبت اعتمدت التعاون الاستراتيجي بين البلدين عقب مباحثات عسكرية أجراها الطرفان الأسبوع الماضي.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وصل العاصمة الخرطوم وانخرط في مباحثات مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان في القصر الرئاسي تركزت على ملفات الحدود وسد النهضة والاتفاقات العسكرية الموقعة بين البلدين.
وذكر مصدر عسكري في تصريحات لـ(عاين)، أن المباحثات التي عقدت اليوم تتويج للاتفاقات العسكرية التي جرت الأسبوع الماضي بين رئيس الأركان المصري وقادة الجيش السوداني بالعاصمة السودانية.
وأشار المصدر العسكري إلى ان المباحثات بين البرهان والسيسي ناقشت بعض الأمور التي رُفعت إلى قادة البلدين على خلفية المباحثات العسكرية التي جرت بين الطرفين الأسبوع الماضي واعتماد اتفاقيات استراتيجية من خلالها ينسق البلدين في ملفات الأمن وسد النهضة والحدود.
أمن البحر الأحمر
من جهته ذكر الخبير العسكري اللواء أمين إسماعيل مجذوب في تصريح لـ(عاين) أن المؤسسات الدبلوماسية بين البلدين ناقشت العلاقات الثنائية وهي الملفات الظاهرية لكن المباحثات التي عُقدت بين البرهان والسيسي تطرقت إلى توحيد المواقف حول ملف سد النهضة.
وأوضح مجذوب أن موقف مصر من التوتر الحدودي بين السودان وإثيوبيا لم يكشف عنه حتى الآن مستبعدا مشاركة الجيش المصري في اي حرب محتملة بين السودان وإثيوبيا لجهة أن مصر لا تشارك في حروب خارج حدودها.
وتابع : “مصر تستخدم السودان ورقة ضغط ضد إثيوبيا”.
ويوضح مجذوب أن المباحثات شملت أمن البحر الأحمر سيما بعد وصول بوارج حربية أميركية وروسية مشيرًا إلى ان ساحل البحر الأحمر في السودان أصبح محط اهتمام الدول العظمى وهذا ما يثير قلق الحكومة المصرية.
وأضاف : “من المتوقع أن المباحثات ناقشت ايضا الملف الاقتصادي والتبادل التجاري وعملية تزييف العملة السودانية “.
وذكر مجذوب أن المباحثات اعتمدت الاتفاقيات العسكرية بين البرهان والسيسي عقب مباحثات عسكرية جرت في العاصمة الخرطوم بين قادة الجيشين المصري والسوداني.
الشرطة تفرق مناهضين للزيارة
وقوبلت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الخرطوم باحتجاجات متفرقة في شوارع رئيسية بالعاصمة السودانية وانتقلت إلى محيط المطار الرئيسي فيما أطلقت قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لابعاد عشرات المتظاهرين من أمام بوابة السفريات بمطار الخرطوم.
وقال نصر سيف الدين 30 عاما وهو من لجان مقاومة وسط العاصمة السودانية إن السيسي غير مرحب به في الخرطوم لأن مهدد حقيقي للديمقراطية الناشئة في السودان.
ورفع عشرات المحتجين لافتات كتب عليها “لا لتمصير حلايب وشلاتين” ورددوا هتافات تطالب الحكومة المصرية بإعادته باعتبارها أراض سودانية.
وتجمع العشرات في شارع افريقيا ونفق مركز عفراء التجاري شرق العاصمة السودانية وشاركت مقاومة الجريف والبراري وثوار الليل في الاحتجاجات الرافضة لزيارة السيسي.
وذكر شهود أن كثافة عبوات الغاز أدت إلى احتراق سيارة “أمجاد” في تقاطع الجريف مع شارع افريقيا من الناحية الجنوبية الشرقية لمطار الخرطوم إلى جانب ملاحقات بين الشرطة والمحتجين نتجت عنها إصابات لبعض المتظاهرين.
ضوء أخضر
ويرى المتخصص في الشؤون المصرية السودانية عادل أحمد إبراهيم في مقابلة مع (عاين) أن زيارة السيسي جاء في توقيت حرج تمر فيه العلاقة بين السودان ومصر من جهة وإثيوبيا من جهة بمرحلة خطيرة للغاية.
وأوضح إبراهيم أن زيارة السيسي إلى الخرطوم تعد مرحلة تحضير للمرحلة القادمة لأنها جاءت مباشرة بعد المباحثات العسكرية السودانية المصرية نهاية الأسبوع الماضي.
وأردف : “هذه الزيارة يمكن ان نسميها مرحلة الجاهزية بين البلدين والحديث عن سد النهضة يأتي من خلال هذه الجاهزية “. لافتا إلى ان المباحثات بين البرهان والسيسي اليوم بالعاصمة السودانية بمثابة الضوء الأخضر للمرحلة القادمة.
وقال إبراهيم، أن الزيارة عسكرية أمنية في المقام الأول لأن الاستقبال اقتصر على الشق العسكري من مطار الخرطوم حتى القصر الرئاسي و لقاء السيسي برئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك جاء في إطار البروتوكول.