أحداث عنف تهدد بتوقف ممر إنساني ومعبر تجاري استراتيجي بدارفور

عاين- 31 يناير 2024

تسببت أحداث العنف التي شهدتها محلية مليط بولاية شمال دارفور غربي السودان، في تعطيل الممر الإنساني والمعبر التجاري مع دولة ليبيا، والذي عاد إلى العمل بعد توقف دام لسنوات، وشهد خلال الفترة التي أعقبت الحرب نشاطا تجاريا غير مسبوق في المنطقة لجهة استيراد المواد الغذائية والبترولية.

ومنذ أسبوع تشهد مدينة “مليط” التي تبعد نحو (70) كيلومتر شمال الفاشر  عاصمة الولاية أحداث عنف مميتة وتوتر أمني بين عناصر القوات المشتركة للحركات المسلحة وعناصر من قوات الدعم السريع أدت إلى مقتل نحو (8) عنصر من الحركات وإصابة آخرين وحرق السوق الرئيسي في المنطقة.

مخاوف من عمليات نهب

وتتزايد المخاوف من تعرض السوق إلى فوضى وعمليات نهب خاصة بعد وصول حشود عسكرية من الحركات المسلحة للمنطقة ومطالبتهم بتسليم الجناة من عناصر قوات الدعم السريع.

وكشف رئيس لجنة الطوارئ في المنطقة، محي الدين آدم،  عن توصل  الإدارات الأهلية والقوة المشتركة للحركات المسلحة إلى حلول بإعادة فتح السوق الذي توقف منذ “الجمعة” الماضية، لكن المخاوف ما زالت قائمة، داعيا التجار إلى فتح متاجرهم ومزاولة نشاطهم.

الصورة/ سوق بدارفور

وقال محي الدين لـ(عاين): “لجنة الطوارئ والإدارات الأهلية توصلت يوم الاثنين إلى تفاهمات مع المجتمعات المحلية بالمنطقة بشأن تسليم المجرمين للقوة المشتركة بغض النظر عن الجهة التي ينتمون إليها،

وبالمقابل أشار  ممثل تجارة الحدود في ولاية شمال دارفور محمد أبكر إسحق، إلى أن مؤشرات الخطر مازلت عالية، بالرغم من دفع الحركات المسلحة بتعزيزات من القوات المشتركة للمنطقة، ومطالبة القوات الإدارات الأهلية بتسليم متهمين الذين يتمون لقوات الدعم السريع.

وقال إسحق لـ(عاين): إن الأحداث تسببت وتوقف تدفق الواردات من ليبيا خاصة المواد الغذائية والبترولية الأمر الذي من شأنه أن ينعكس سلباً على تدفق وارتفاع أسعار السلع في دارفور حال لم يتوصل الأطراف لاتفاق نهائي يمنع تطور الأحداث للأسوأ.

زيادة اسعار السلع والمحروقات

ونقل تجار  نشاطهم إلى منطقة مليط بعد الأضرار الكبيرة التي لحقت بأسواق “نيالا” نتيجة للحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع. ونشطت تجارة الحدود مع دولة ليبيا عبر معبر مدينة  “مليط” الذي توقف لنحو (29) عاماً.

وإزاء ذلك أصبح سوق “مليط” مورد سلع رئيسي لمدن (الفاشر، نيالا، الضعين، كبكابية بجانب مدينة النهود في شمال كردفان) في ظل صعوبة جلب البضائع من العاصمة السودانية الخرطوم وميناء بورتسودان نتيجة الحرب.

والأسبوع الماضي، شهدت مدينة الفاشر  عاصمة ولاية شمال دارفور مواجهات مسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدخل شمال المدينة أدت إلى مقتل مدني وجرح (٣) ثلاثة آخرين.

قادت الحرب إلى إغلاق أسواق رئيسية في مدينة نيالا بما في ذلك السوق المركزي المجاور لقيادة الجيش والسوق الشعبي جنوب المدينة

وشهدت أسواق الفاشر منذ “الثلاثاء” ارتفاعا ملحوظا في أسعار الوقود والسلع الإستراتيجية القادمة من منطقة مليط بعد توقف نقل المواد الغذائية والسلع من المدينة  منذ الأربعاء الماضي؛ مما أدى إلى تأثر السوق وزيادة الأسعار.

وسجل سعر جوال الدقيق زنة 25 كجم 32 ألف جنيه سوداني عوضا عن 27 ألف جنيه، بينما بلغ جوال الأرز زنة 25 كجم إلى 33 ألفاً بدلا 28 ألف جنيه.

فيما يتراوح سعر برميل الجازولين بين 480 ألف جنيه إلى 540، وتجاوز سعر برميل البنزين الـ 660 ألف جنيه إلى 710 ألف جنيه