انتشار الحميات يهدد مواطني شمال دارفور
تقرير: عاين 30 نوفمبر 2019م
يعاني سكان ولاية شمال دارفور انتشار أنواع مختلفة من الحميات لا سيما الملاريا وحمي الضنك القاتلة وسط ارتفاع ملحوظ في أعداد المرضى فاق 49 ألف حالة. ولدى زيارته الى الفاشر خلال شهر نوفمبر تعهد وزير الصحة الاتحادي أكرم علي التوم بالعمل مع كافة المنظمات الصحية العالمية التي تعمل في الولاية بالعمل على مكافحة المرض عن طريق خطط قصيرة وطويلة المدى ، مشيرا الى انتشار الملاريا ووجود حالات من حمى الضنك لم يذكر عددها. ويحذر نازحون في معسكرات زمزم وأبوشوك في الولاية من ارتفاع حالات حمى الضنك ما أدى إلى عدد من الوفيات مؤخرا في ظل تدهور صحي وغياب للسلطات الصحية في الولاية.
ويوضح مختصون ان الأسباب التي أدت إلى انتشار تعود إلى هطول الأمطار بغزارة، وضعف البنى التحتية للولاية، وفقدان الكوادر في المجال الطبي، ويطالبون السلطات أن تقوم بتوفير العمالة في هذا الجانب، ويشكو من نقصان أدوات مكافحة البعوض وردم البرك التي تولد الحشرات المسببة لهذا المرض.
وباء
وصفت نقابة أطباء السودان الشرعية، في سبتمبر، انتشار الحميات في ولاية شمال دارفور بالوباء، طالبت وزارة الصحة الاتحادية بالتدخل، وانتقدت انهيار التحتية في هياكل النظام الصحي في عهد الحكومة السابقة. ’’ وأوضح بيان صادر اللجنة الطبية، إحدى مكونات تجمع المهنيين، أن انتشار الملاريا بشمال دارفور، أدى إلى وفاة 8 حالات بمستشفى الفاشر التعليمي، خلال الفترة من 9 إلى 15 سبتمبر الماضي‘‘. ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻤﻼﺭﻳﺎ بالفاشر ﻓﻲ ﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﺖ ﻧﺴﺒﺔ %80 ﻣﻦ الحالات، في أواخر اكتوبر الماضي أعلنت لجنة الاطباء المركزية فرعية شمال دارفور وفاة (10) أطفال بمستشفى الفاشر للأطفال بسبب مرض الملاريا. في شهر أكتوبر الماضي أعلنت وزارة الصحة الاتحادية، ان عدد الاصابات بوباء الملاريا في ولاية شمال دارفور بلغت 49 ألف، في ذات الوقت كشف مدير الصحة بولاية شمال دارفور، سليمان ادم، أنهم في الوزارة سجلوا 49 ألف حالة اصابة .
ضعف الإمكانيات
يكشف مدير ادارة برنامج مكافحة الملاريا بولاية شمال دارفور، احمد محمد الدومة إن أسباب انتشار الوباء تعود الى ان كمية الامطار التي هطلت في الولاية عالية جدا، يقول الدومة ل(عاين) نتيجة ذلك ظهرت تجمعات المياه في الكثير من أحياء مدينة الفاشر، والمحليات الأخرى، في ذات الوقت هذا الوضع خلق بيئة صالحة لتوالد الباعوض، وصاحب ذلك ضعف إمكانيات مكافحة المرض في بداية ظهور المرض، في أغسطس الماضي،. مضيفا “كان الوضع عادي جدا، بعدها بدأ الارتفاع التدريجي للمرض في سبتمبر الماضي، مع امتداد فترة الخريف، في أكتوبر بدأت الأمطار في الازدياد، ما زاد أماكن توالد البعوض، وبدأت بعدها أعمال مكافحة المرض.
يتوقع الدومة ان يحدث انخفاض في هطول الأمطار يصاحبه انخفاض في الإصابات بالحميات لا سيما الملاريا. مبينا ان “علاج الملاريا في الوقت الراهن متوفر في كل المؤسسات الصحية ومجانا، هناك عيادات خارجية (جوالة) لمواجهة الموقف،”. يضيف الدومة “حسب تقرير الامدادات الطبية الدواء متوفر لمواجهة الموقف، ويوضح أن مكافحة المرض تبدأ من المحليات، والاستجابة من المحليات ضعيفة”.
وقال ان والي ولاية شمال دارفور أوصي بمكافحة الملاريا بصورة مكثفة تساهم في خفض المرض، في الفترات السابقة كان في نقص في اجهزة الفحص الطبي، اما متوفرة، وتغطي كل المراكز الصحية والمستشفيات، في رئاسة الولاية أو المحليات الأخرى. ويشير الدومة إلى ان السلطات الصحية تقوم بجهود كبيرة في احتواء الاوبئة في الولاية عن طريق، تقديم الخدمات الطبية للمواطنين في أسرع وقت، وتوفير اتيام متحركة (جوالة) على مستوى الأحياء، لتقليل الضغط على المؤسسات الصحية.
ويبين أن أكبر الصعوبات والمعوقات التي تواجه القطاع الصحي، انها تفتقد الى قوى عاملة ثابتة في المحليات، ونقص في كبير في أعمال مكافحة البعوض، يطالب الدومة بتعيين عدد من العمال، يتوقع أن يتحسن الوضع في العام المقبل، ويكرر “يجب أن تعين حكومة الولاية عمالة ثابتة، باعتباره المخرج الوحيد، كي يكون هناك تدخل قبل أن يتفاقم المرض. يقول الدومة ان على الحكومة ان تتفادي تكرار الجميات لا سيما الملاريا كل عام عن طريق التجهيزات اللازمة قبل فصل الخريف وتطوير البني التحتية وتدريب الكوادر الصحية وتوفير العمالة الثابتة في المحليات للقيام بعمليات رش البعوض وغيرها من الإجراءات الوقائية. ويشير الدومة إلى المنظمات الصحية الدولية والاقليمية العاملة في الاقليم وفرت الكثير من المساعدات الطبية وساهمت بصورة مقدرة في التقليل من آثار الأوبئة على حياة المواطنين.
حمي الضنك
في غضون ذلك حذر نازحون بالمعسكرات التي يقطنها الآلاف من مواطني الولاية الذين هجرتهم الحرب في إقليم دارفور، من ارتفاع أعداد الوفيات في معسكرات النازحين بسبب اتساع دائرة انتشار الحميات في ظل غياب السلطات الصحية الولائية وتراجع الإمدادات والمساعدات الصحية التي تقدمها المنظمات الدولية للنازحين. ويكشف المتحدث باسم معسكرات النازحين في ولاية شمال دارفور آدم عثمان من انتشار حمى الضنك في المعسكرات، مؤكدا وجود ما يزيد عن 300 حالة إصابة بحمى الضنك في معسكر زمزم بجنوب مدينة الفاشر. ويقول عثمان لـ (عاين) ان السلطات الصحية الولائية لا تعير اهتماما لصحة النازحين، داعيا وزارة الصحة الاتحادية لازاحة عناصر النظام السابق من الوزارة.
“رغم ارتفاع حالات الإصابة بحمى الضنك إلى أكثر من 300 حالة في معسكر زمزم وحده÷ ما تزال السلطات الصحية في الفاشر تتمسك بأن الحمى هي الملاريا، وتمارس نفس أساليب النظام السابق في إخفاء حقيقة الأوضاع الصحية في البلاد”. “التقينا بوزير الصحة الاتحادي أكرم علي التوم وشرحنا له الوضع وأبدى تفهمه وأقر بأن الحمى الموجودة في المعسكرات هي حمى الضنك، وتعهد بالعمل على تنفيذ مطالبنا بازاحة عناصر النظام السابق من الوزارة الولائية، والعمل على عودة المنظمات التي تم طردها من العمل في السودان لأسباب سياسية حتى تستطيع في سد الفجوة الصحية في دارفور بشكل عام وفي شمال دارفور على وجه الخصوص”.
ويشكو النازحون من عدم وجود مصارف داخل المعسكرات لتصريف مياه الأمطار، ويتهمون السلطات بالفشل في توفير حملات الرش، وتجفيف برك المياه الراكدة، وفشلت حكومة الولاية بتطبيق استراتيجية قوية لمكافحة الملاريا بالولاية، وذلك توزيع الناموسيات المشبعة، أوضح المنسق الطبي للمبادرة المجتمعية التطوعية في دارفور، ولاء الدين محمد ان المتطوعين والكوادر الطبية انخرطوا في العمل، وقدموا الخدمات التشخيصية والعلاجية للمرضى.
نقص
ويعزو مدير عام مستشفي الفاشر التعليمي، دكتور عبدالله يوسف عبدالله، ارتفاع الحميات في الولاية إلى عدة أسباب على رأسها الأعداد الكبيرة من المواطنين الذين توفر لهم المستشفى الخدمات ، اضافة لوجود عدد من الأجانب من دول الجوار مثل تشاد وأفريقيا الوسطي يتلقون العلاج في مستشفي الفاشر التعليمي، الأمر الذي يشكل عبئا على القدرات الاستيعابية للمستشفى. ويضيف عبدالله ان مشاكل قلة الإمكانيات ونقص الكوادر الصحية والتدريب تعيق من امكانية المستشفى في توفير الخدمات المطلوبة.
ويدعو عبدالله إلى أهمية التنسيق بين حكومة الولاية ووزارة الصحة الاتحادية، وايضا مع المؤسسات التابعة لوزارة الصحة المحلية. “يجب ان يكون التنسيق عالي، والنظر إلى النواقص، ملء الفراغ، والتنسيق العالي يؤدي إلى تحسن الأمور، ويجب كذلك علي المواطنين المواطنين الاهتمام بالوقاية من المرض، والمواطن يقع عليه دور كبير يلعبه، ان الملاريا مرض مستوطن في ولاية شمال دارفور”