الجيش في ودمدني وتوقعات بنشر قوة من الشرطة الساعات القادمة
عاين- 12 يناير 2025
انتشر الجيش السوداني والقوات المشتركة، داخل مدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة دون مقاومة عسكرية من قوات الدعم السريع التي انسحبت إلى مدينة الحصاحيصا الواقعة على بعد 50 كيلومترًا شمالي المدينة السبت 11 يناير 2025.
وصلت قوات درع البطانة التي يقودها القائد المنشق عن قوات حميدتي – أبو عاقلة كيكل على رأس قوات برية من أبناء المنطقة الذين انخرطوا في القتال خلال الحرب ردًا على حملات انتقامية شنتها قوات الدعم السريع الشهور الماضية وصلت إلى ودمدني متجاوزة الدفاعات الأولية لقوات حميدتي في قرية “ود المهيدي” ضمن طلائع القوات المسلحة وشوهد الطيران يسقط جنود المظلات في محيط الفرقة الأولى مشاة بالمدينة التي تحولت إلى منطقة الأشباح لتوقف الأسواق والمستشفيات وخلو الشوارع من المارة والسيارات قرابة العام.
وذكر مصدر عسكري من الجيش السوداني لـ(عاين) أن دخول القوات المسلحة والجماعات العسكرية المتحالفة معها إلى ودمدني يعني فعليا انهيار قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة وعودة الحياة ومساعدة ملايين المواطنين على استئناف الحياة اليومية.
نشر قوات الشرطة خلال الساعات القادمة بمدينة ودمدني
مصدر عسكري
وأوضح المصدر العسكري، أن قوات من الشرطة ستنتشر في ودمدني خلال الساعات القادمة وبالفعل تحركت من بورتسودان العاصمة المؤقتة لحكومة عبد الفتاح البرهان شرق البلاد كما تنوي القوات المسلحة السماح لفرق صيانة الكهرباء والاتصالات بالوصول إلى المدينة التي يقطنها نحو نصف مليون شخص في الفترة الحالية فيما يتوقع عودة مليوني نازح خلال الشهرين القادمين.
وكانت قوات الدعم السريع أعلنت أنها انسحبت من ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة.
وفي أول رد فعل على خسارة مدينة ودمدني كبرى مدن السودان بعد العاصمة خلال الحرب من حيث النشاط الاقتصادي والكثافة السكانية توعد قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” بعدم الاستسلام جراء خسارة مدينة ودمدني، وقال في تسجيل صوتي: إن” الحرب كر، وفر متهما الجيش السوداني بالحصول على مسيرات إيرانية أحدثت الفارق على الأرض”.
قوات التقراي تقاتل مع الجيش في الجزيرة وسنار
قائد الدعم السريع
وأضاف حميدتي: “قواتنا صمدت 21 شهرا، وسنقاتل 21 عاما، ولا توجد قوات في العالم تصمد أمام الطيران الحربي والبراميل المتفجرة السامة في أرض خلوية عدا قوات الدعم السريع”.
كما اتهم حميدتي الجيش السوداني بالاستعانة بجماعة التقراي المسلحة المناوئة لنظام الرئيس آبي أحمد في حرب ولاية الجزيرة وسنار إلى جانب المجموعات الإسلامية الإرترية قائلا إن قوات الدعم السريع لديها كل الوسائل لمقابلة المسيرات الإيرانية الحديثة والعالية الدقة والتصويب داعيا قواته إلى عدم قتل الأبرياء كما يفعل جنود الجيش السوداني على حد تعبيره، وقال إن “قوات الدعم السريع بطرفها آلاف الأسرى من القوات المسلحة، ولم تقتل أسيرا”.
عودة مرتقبة للمواطنين
وقال عضو غرف الطوارئ الإنسانية بمناطق شرق الجزيرة مصعب الهادئ محمد، إن وصول الجيش السوداني إلى ودمدني يشكل ضربة قاضية لقوات الدعم السريع، وتابع في مقابلة مع (عاين): أن “القوات المسلحة لن تسمح في الأسابيع القادمة بعودة المواطنين إلى منازلهم إلى حين إزالة المخلفات الحربية والألغام الأرضية التي زرعت بواسطة قوات الدعم السريع داخل ودمدني إلى جانب القذائف غير المتفجرة داخل بعض المنازل، والتي حولت بعضها إلى مستودعات للأسلحة”.
المدينة ستعود من الموت إلى الحياة إذا أحسن الجيش إدارتها
عامل إنساني
ويرى الهادئ، أن المواطنين لديهم القدرة على استعادة الحياة في ودمدني متى ما سمح لهم الجيش بالعودة إلى المنازل، ومن المهم النظر إلى عودة النشاط الزراعي خاصة المناطق الجنوبية والغربية للولاية موضحا أن خسارة قوات الدعم السريع لودمدني بدأت منذ فقدانها منطقة جبل موية غرب ولاية سنار، والتي تقع بين ثلاث ولايات كانت تشكل خطوط الإمداد لقوات الدعم السريع قبل أكتوبر 2024.