مصانع الموت: التعدين بولاية جنوب كردفان

 مصانع الموت: التعدين بولاية جنوب كردفان

 

تقرير: عاين 4 اكتوبر 2019م

نتيجة للأمراض المرتبطة بعمليات التعدين بولاية جنوب كردفان المنطقة الشرقية، وظهور حالات  تشوهات خلقية للاطفال حديثي الولاده بالمنطقة، بالاضافة الى نفوق الماشية، وتدهور الإنتاج الزراعي، قام مواطني مدينة تالودي بحرق مصانع التعدين. وقد شهدت ولاية جنوب كردفان احتجاجات متواصلة منذ العام 2014 ضد  مصانع التعدين ” مصانع الموت” حيث نظمت مدن المنطقة المختلفة احتجاجات سلمية كانت قد قابلتها الحكومة السابقة بكافة أشكال العنف. خاصة وان والي جنوب كردفان السابق والمعتقل حالياً كان يشرف مباشرة على هذه المصانع مما اعطى سلطة مطلقة له في التنفيذ. كما  ظهرت وثائق كشفت  أكبر صفقة بين النظام السابق وشركات التعدين، لكن يبقى السؤال بعد ذهاب النظام لماذا تستمر شركات التعدين.

 

لماذا الحرق؟
مصانع الموت: التعدين بولاية جنوب كردفانأستطلاعت (عاين) عدد من المواطنين لمعرفة خلفية احداث حرق مصانع التعدين بالمنطقة واكد بعض المواطنين انه نتيجة لوجود تلك المصانع فقد  ظهرت إصابات وتشوهات أغلبها في منطقة الرأس للمواليد، حيث شهد مستشفى تلودي (12 ) حالة لمواليد بعاهات ليست خلقية. فضلاً عن التأثير المباشر الذي أصاب المزارع والماشية. وكشف المواطن كشابة نصر الدين لـ(عاين) عن أن شقيقته انجبت طفل لم يتم التعرف على ملامح  وجهه بسبب التشوهات ” جابو لينا جنى ما تفرز العيون من النخرة ولا الخشم” وأضاف: ” القبول بالبلاء اجر لكن حقنا ده ما بلاء ده استغلال من الدولة لينا” وتسأل كشابة قائلاً ” يعني نحن يا نموت بالحرب أو يكتلونا بالزئبق وما نفتح خشمنا” قاطعاً  بالقول الحاسم ” يا نحن يا مصنع الدهب وديك ياها حرقناها والحكومة التجي” من جهه أخرى اكد طبيب عمومي بمستشفي تلودي ظهور مواليد بتشوهات غير معروفة السبب، فضلاً استشرى داء الكبد الوبائي،. موضحاً لـ(عاين) انه لم يتسنى لهم معرفة اسبابها الرئيسية  الا انهم يرجحون السبب لانتشار مادة السيانيد المحرمة دولياً في مياه الشرب وفي المنتجات الزراعية. والحديث لذات الطبيب ” المؤسف في الأمر أن مثل هذه الظواهر قد تمتد لفترات طويلة وقد تؤثر على كل مكونات الحياة مما يتطلب جهودا كبيرة لمكافحة آثارها”.

 مصانع الموت: التعدين بولاية جنوب كردفان
تأكد لـ(عاين) من السلطات الطبية ان نسب تشوهات الموليد تصل الى معدل( 2 ) طفل مشوه من كل( 10 )حالات ولادة. بدأت تظهر منذ بداية هذا العام. الجدير بالذكر أن المنطقة الشرقية تمثل اكبر مناطق انتاج الذهب في الولاية، وتعاني كل من مدن ابوجبيهه، الترتر، كالوقي، تلودي الليرى من انشاء مصانع السيانيد، ويطلقون عليها ” مصانع الموت

نسب وارقام

تأكدت لـ(عاين) من السلطات الطبية  ان نسب تشوهات الموليد تصل الى معدل( 2 ) طفل مشوه من كل( 10 )حالات ولادة. بدأت تظهر منذ بداية هذا العام. الجدير بالذكر أن المنطقة الشرقية  تمثل اكبر مناطق انتاج الذهب في الولاية، وتعاني كل من مدن ابوجبيهه، الترتر، كالوقي، تلودي الليرى من انشاء مصانع السيانيد، ويطلقون عليها ” مصانع الموت.اما بمدينة ابوجبيهه فقد ظهرت مواد حارقة للجسد،  ويحكي المواطن المعروف بدنيا وهو أحد ضحايا المواد الحارقة  قصته لـ(عاين) ” شغلي عتالي..! جاء واحد من موظفي مصنع التقولة وطلب مننا ننزل شحنة مواد تابعة للمصنع، مشينا نزلنا خمس شوالات بس فشعرنا باكولا في الضهر لما حكينها طوالي ظهر جرح وكل يوم بكبر”. 

اضرار بالغة

 مصانع الموت: التعدين بولاية جنوب كردفان

 في جولة قامت بها (عاين)  تاكدت ان اثار السيانيد أضحت واضحة حتى على اشجار المانجو تحديداً في ابوجبيهه حيث تراجع الإنتاج بطريقة هي الاولى من نوعها منذ عشرات السنين، بينما ظهرت حالات وفيات للماشية دون  أي سبب. ويقول الطبيب البيطري ابراهيم لـ(عاين) كانت الوفيات في السابق بسبب أكل اكياس النايلون او اكل كميات كبيرة من الذرة مما يؤدي الى فتاق ولم تسعف الماشية فتموت. ولكن اسباب الموت الحالية ترجع الى شرب مياه ملوثة بمادة سريعة الحرق  للمصران. موضحاً ان عدد الوفيات المسجلة يتفاوت ما بين الـ (7 – 12 ) من الابقار بينما تزداد وفيات الضان الى( 14 )راس في الأسبوع. وكان مواطني منطقة كالوقي قد قاموا بحرق مصانع الذهب  العام  2017 ونتيجة لذلك فقد طالتهم الاعتقالات التعسفية  ابان حكم نظام المؤتمر الوطني السابق. وذكر شهود عيان  ان عدد ضحايا حرق مصانع التعدين وصل الى الى (5 )مواطن برصاص  قوات كانت ترتدي أزياء قوات الدعم السريع. وظلت المصانع تعمل رقم القرارات الواضحة من والي ولاية جنوب كردفان المكلف اللواء  رشاد عبد الحميد إسماعيلالذي اصدر قرار بايقاف مصانع التعدين بجنوب كردفان  الا انها لم تتوقف رغم الاحتجاجات. 

 مصانع الموت: التعدين بولاية جنوب كردفان

لمن تتبع المصانع

 ووفق شهود عيان لـ(عاين)  فان مواكب المواطنيين تحركت من سوق المدينة الى مصنع الجنيد الذي يبعد من السوق حوالي 10 كيلو مترات واحرقوه كاملاً.  ومن ثم اتجهو الى مصنع العين الزرقاء، لكن اشتبكت معهم القوات عقب وصلهم مصنع السنط الذي يعتبر أكبر المصانع ويتبع لقوات الدعم السريع والقوات المسلحة وفق افادتهم.  وكانت السلطات قد ألقت القبض على شركات تعدين عشوائية يشتبه انها على صلة بـ نافذين سابقين وحاليين في الحكم. الأمر الذي اجج من حدة التوتر وكما اضحت سببت لمواصلة الثورة على التنقيب في المنطقة. وفي اول ردة فعل رسمي  اقر المجلس السيادي السوداني بتبعية مصانع التعدين في جنوب كردفان للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع وقال العميد الطاهر ابو هاجه في بيان رسمي  ” قتل جندي سوداني واصيب 4 اخرون بجروح جراء هجوم تعرضت له شركات تعدين  ومعسكرات تتبع للجيش بولاية جنوب كردفان من قبل مجموعات تخريب مسلحة”.  وأردف في البيان المحتجين هاجمو معسكرات الدعم السريع التي تؤمن اليات التعدين ومعدات الشركات.