لجان مقاومة وسكان: عمليات نهب واسعة بواسطة الدعم السريع في الجزيرة
عاين- 26 ديسمبر 2023
“نهبوا الجرار الزراعي الذي اشتريته العام الماضي تحت تهديد السلاح في قرية -الرميتاب- بولاية الجزيرة”، يقول المزارع، عمر خير السيد 55 عاما لـ(عاين) من ولاية الجزيرة وسط السودان بعد اجتياج قوات الدعم السريع مدن وقرى الاقليم مؤخرا، فيما تحصي لجان مقاومة الحصاحيصا سرقة 1800 سيارة بوسطة قوات الدعم السريع.
وكانت لجان المقاومة في ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة، تحدثت عن ارتفاع نسبة الانتهاكات من جنود الدعم السريع ضد المدنيين في مدن وقرى الولاية التي اجتاحتها هذه القوات قبل أسبوعين بشكل غير مسبوق ونهب نحو (12) قرية ومدينة، وسيارات المواطنين والهواتف النقالة والذهب من المنازل.
ووفقا للجان مقاومة الحصاحيصا، جرى نهب جميع التركترات الزراعية من المعرض بالقرب من مصنع سور بالصداقة، كما جرى ترحيل أكثر من 80 عربة منهوبة بواسطة التركترات المنهوبة إلى الخرطوم تحت حماية قوات الدعم السريع. تم تخصيص منزل شمال نادي المريخ لتخزين العربات المنهوبة و المعطلة وتجري أعمال صيانتها فيه.
نهب أصول المشروع
قبل شن قوات الدعم السريع هجومها على ولاية الجزيرة منتصف هذا الشهر كانت تستعد هذه المنطقة التي تضم أكبر مشروع زراعي في السودان لفلاحة (300) ألف فدان من القمح في الموسم الشتوي كل هذه الخطط توقفت في الوقت الحالي بسبب الوضع الأمني وسرقة الأصول الخاصة بالمشروع ونهب نحو (120) جرار زراعي من القرى الواقعة وسط المشروع الزراعي- كما يقول المزارع، عمر خير السيد لـ(عاين).
وبفعل الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع اضطر السكان في مدينة أربجي وهي مدينة صغيرة تقع على الطريق القومي الغربي بين ودمدني والخرطوم وتبعد نحو 100 كيلومتر عن العاصمة، قام السكان بتشكيل لجان في الأحياء مهمتها حماية وحراسة الشوارع.
قالت لجان مقاومة أربجي التي شاركت بفعالية في الاحتجاجات الشعبية ضد نظام البشير وانقلاب البرهان الثلاثاء في بيان: إن “السكان تمكنوا من قضاء ليلة هادئة نسبيا بسبب تشكيل لجان الأحياء كما تعهدت قيادات من الدعم السريع زارت المدينة بإعادة السيارات والأصول المنهوبة”.
توقف المستشفيات بالكامل
أدت سيطرة الدعم السريع على مدينة ودمدني إلى تلف وأعمال نهب طالت المستشفيات الحكومية والتي تضم مراكز لعلاج السرطان وأمراض القلب والكلى وهي من المراكز الوحيدة في البلاد بعد اندلاع الحرب وخروج المستشفيات من الخدمة في العاصمة السودانية.
وتقول وزارة الصحة السودانية، إن “قوات الدعم السريع قامت بإغتيال ثلاثة كوادر طبية أحدهم طبيب في مستشفى رفاعة غرب ودمدني واثنين في عاصمة الولاية التي فر منها نحو 1.5 مليون شخصا للنجاة من هجمات قوات حميدتي”.
وقالت لجان مقاومة ودمدني، إن “بعض قرى ولاية الجزيرة التي تقع غرب مدينة الحوش والمناطق الواقعة على طول امتداد طريق المناقل سنار شهدت الكثير من حالات النهب بواسطة قطاع طرق مسلحين”.
اغتيال في الطرقات
يقول “معز” وهو أحد سكان ودمدني لـ(عاين): إن “الوضع في شوارع المدينة خطير للغاية ينتشر جنود الدعم السريع ولا يسمحون للمارة بقضاء الاحتياجات الضرورية ويتعاملون مع الغالبية على أنهم جواسيس لدى الجيش”.
ويضيف معز: إن “سوق ودمدني أستبيح بالكامل في اليومين الأولين من قوات الدعم السريع لنهب كل هو ما ثمين وترك الباقي للعصابات حيث نُهبت غالبية المتاجر ونقلها بالكامل إلى خارج المدينة”.
ويتابع: “الجميع في ودمدني والقرى يريدون النجاة بأرواحهم من قبضة الدعم السريع خاصة مع تحليق الطيران الحربي الذي يستهدف تجمعات هذه القوات قد تسفر عن ضحايا بين المدنيين إذا لم تتوقف الحرب”.
وكانت قوات الدعم السريع هاجمت ولاية الجزيرة منتصف هذا الشهر متحدية دعوات أميركية بالكف عن الهجوم على أكبر ولاية تضم النازحين الذين فروا من القتال في الخرطوم.
وقالت نهلة حسن، وهي ناشطة في المجال الإنساني تقيم بولاية الجزيرة لـ(عاين) إن “الانتهاكات التي قامت بها قوات الدعم السريع جعلت بعض المواطنين من المنطقة يتسلحون لحماية الممتلكات والأصول ورغم ذلك قامت قوات الدعم السريع بتصفية المواطنين ونهب السيارات التي تقدر بمتوسط (40) سيارة من كل منطقة أو قرية”.
وأردفت: “العامل الثاني الأكثر خطورة انتشار العصابات المسلحة مستغلةً انتهاكات الدعم السريع وقامت بإغلاق بعض الطرق ونهبت المواطنين النازحين من الولاية تحت تهديد السلاح نواحي الطريق إلى سنار”.
وترى نهلة، أن انتهاكات الدعم السريع في ولاية الجزيرة ترتقي إلى جرائم حرب ضد المدنيين والتهجير القسري الذي طال بعض القرى في الولاية حسب المعلومات المتواترة.
وأضافت: “انتهاكات الدعم السريع في ولاية الجزيرة تسببت في القضاء على طبقة اقتصادية اجتماعية تمتهن الزراعة في ولاية الجزيرة وهو أشبه بالتدمير الممنهج”.
وكان الجيش السوداني أعلن عن ابتداره تحقيقات لمعرفة الملابسات التي أدت إلى انسحاب قواته من مدينة ودمدني عقب اشتداد القتال في الناحية الشرقية قرب جسر حنتوب.