“قتل وحرق”.. تفاصيل هجوم الدعم السريع على بلدة “شق النوم” بكردفان 

عاين- 13 يوليو 2025

شنت قوات الدعم السريع هجوم على بلدتي “شق النوم” في محلية بارا بولاية شمال كردفان، مما تسبب مقتل 11 مواطناً وجرح 4 آخرين وحرق عشرات المنازل؛ وفق حصيلة أولية تأكدت منها (عاين).

وبحسب مصدرين من مدينة بارا، فإن الأحداث اندلعت صباح أمس السبت، بعد دخول مسلحي قوات الدعم السريع على متن سيارة قتالية واحدة؛ قريتي “شق النوم” وحاولوا نهب الممتلكات الخاصة، لكن السكان تصدوا لهم بالسلاح، مما أدى إلى مقتل اثنين من الدعم السريع.

وذكر المصدران لـ(عاين) أن قوات الدعم السريع هاجمت بشكل انتقامي، وقصف من على البعد القرتين باستخدام المدفع الثنائي؛ والتوغل إلى داخلها وحرق عدد من المنازل.

وتقع بلدة شق النوم وهي عبارة عن قريتين متجاورتين؛ على بعد نحو 6 كيلومترات شمال غرب مدينة بارا التي تخضع إلى سيطرة قوات الدعم السريع.

موجة نزوح

وبعد فقدانها السيطرة على أمدرمان، تمركزت قوات الدعم السريع في مناطق ممتدة من مدينة جبرة الشيخ وحتى بارا، على طريق الأسفلت، وكثرت حوادث النهب والتعديات على المواطنين؛ مما تسبب في موجة نزوح واسعة.

وقالت منظمة الهجرة الدولية إن 3460 أسرة نزحت من قرى بارا إلى النيل الأبيض وأم روابة منذ منتصف يونيو الماضي؛ وفي مطلع يوليو الجاري نزحت 700 أسرة أخرى من نفس المناطق، جراء تصاعد وتيرة العنف.

يقول الناشط الاجتماعي في محلية بارا؛ محمد علي في مقابلة مع (عاين): إن “الأحداث في قرية شق النوم لم تبدأ فجأة، بل تعود جذورها لأكثر من شهرين عندما هاجمت مجموعة من الدعم السريع الشفشافة، هذه القرية وتمكن السكان من قتل 3 من المجموعة المعتدية”.

ويضيف علي: “عاد الشفشافة مرة أخرى  أمس السبت 12 يوليو، وتصدى لهم المواطنون مجددا، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم والاستيلاء على عربة تابعة لهم. هذه الانتصارات الصغيرة للمدنيين دفعت القوات المهاجمة للعودة بقوات كبيرة وأسلحة ثقيلة، ما أدى إلى المذبحة الأخيرة التي خلفت 11 قتيلًا و4 جرحى من المدنيين”.

ويشير محمد علي، إلى أن قوات الدعم السريع شنت الهجوم الأخير في محاولة لتأديب المواطنين الذين يتصدون لقواتها، متناسية أن هؤلاء المواطنين كانوا يدافعون ضد الذين كانوا ينهبون ممتلكاتهم.

ووفقا لمصدر (عاين)، فإن الهجوم على قريتي شق النوم تم في حوالي الساعة الرابعة عصر السبت، واستمر لساعات متأخرة من ليل أمس.

يروي محمد المنصور وهو اسم مستعار لعضو في لجان مقاومة بارا بشمال كردفان، في مقابلة مع (عاين)، أن المرحلة الأولى من الهجوم بدأت بمحاولة نهب نفذتها عربتان قتاليتان. لكن أهالي القرية، الذين يعتمدون على أسلحتهم الشخصية في الدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم، تصدوا لهم بشجاعة، وتمكنوا من تدمير سيارة قتالية واحدة.

وبحسب منصور؛ حشدت القوة المهاجمة تعزيزات شملت خمس عربات قتالية أخرى، ومع ذلك، واجهت هذه القوة مقاومة شرسة من أهالي القرية الذين دافعوا عن ممتلكاتهم.

سلسلة هجمات

وبعد ذلك؛ تعرضت القرتين إلى هجوم آخر بسبع عربات قتالية صُدّ أيضا؛ لكن الدعم السريع شن هجوم من الاتجاه الغربي، وتمكن من إحداث خسائر وسط المواطنين؛ وأُسْعِف الجرحى إلى الدويم في ولاية النيل الأبيض، وفق منصور.

وحسب عضو لجان المقاومة، فإن معظم سكان القريتين نزحوا بشكل قسري إلى منطقة أم نبق، ويواجهون أوضاعاً إنسانية سيئة للغاية، وسط نقص الغذاء ومياه الشرب، مما يتطلب التدخل العاجل من المنظمات العاملة في المجال الإنساني.

وقالت عضو حزب المؤتمر السوداني بمحلية بارا إجلال آدم في مقابلة مع (عاين): إن “الوضع الأمني في محلية بارا بولاية شمال كردفان؛ يشهد تدهورًا ملحوظًا جراء تصاعد الهجمات المسلحة من قبل الدعم السريع والمجموعات المتفلتة”.

وتضيف: أن “هذا الوضع أدى إلى حالة من عدم الاستقرار وانعدام الأمن بين السكان، ما يزرع بذور الخوف وعدم اليقين في كل مناحي الحياة اليومية”.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *