عملية قتل مروّعة لمتظاهر على يد ضابط شرطة تثير غضب السودانيين

 28 فبراير 2023

قُتل متظاهر سوداني اليوم الثلاثاء برصاص ضابط في الشرطة السودانية أثناء تفريق القوات الأمنية لتظاهرات حاشدة دعت لها لجان مقاومة ولاية الخرطوم ضد استمرار الانقلاب العسكري. 

وأظهر فيديو لتظاهرات في شرق النيل لحظة تصويب ضابط في الشرطة سلاحه في وجه المتظاهرين وإطلاق النار عليهم من مسافة قريبة ما أسفر عن مقتل المتظاهر إبراهيم مجذوب من مدينة الحاج يوسف شرقي العاصمة.

وحصدت عملية التصويب والقتل المباشر من قبل ضابط الشرطة السودانية لمتظاهر اعزل إدانة واسعة. وقالت لجنة اطباء السودان المركزية ان الشهيد قتل إثر إصابته بعيار ناري في الصدر أطلقته قوات السلطة الانقلابية.

وأدى القمع الأمني المفرط في الاحتجاجات الشعبية في السودان إلى إصابة نحو خمسة آلاف شخص خلال عام ومقتل (125) متظاهرا بينهم نحو (30) طفلا وبتر للأعضاء وفقدان النظر والعاهات المستديمة كما تقول منظمات طبية مستقلة.

وتظاهر الآلاف في العاصمة السودانية للمطالبة بالحكم المدني وتنحي العسكريين عن السلطة ومحاسبة قتلة المتظاهرين فيما قمعت قوات الشرطة المحتجين الذين حاولوا عبور بعض الجسور.

وكانت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم دعت في تصريح صحفي المحتجين للتوجه نحو القصر الجمهوري في مليونية أطلقت عليها “ختام المهزلة” كما دعت قوات الجيش والشرطة بالانحياز إلى خيار المتظاهرين.

الخرطوم

في الخرطوم تجمع المئات في “تقاطع باشدار” جنوب العاصمة السودانية وتحرك الموكب نحو القصر الجمهوري عبر شارع رئيسي وضعه عليه المتظاهرون الكتل الصلبة والحجارة لمنع قوات الأمن من مهاجمة المحتجين.

وردد المحتجون في الخرطوم هتافات على شاكلة “يابرهان ما بتحكم تاني لو أديتنا العيش المجاني” وهي هتافات تُظهر رفض لجان المقاومة التي تقود الحراك السلمي لأي اتفاق مع العسكريين وتذهب إلى أبعد من ذلك للمطالبة بمحاسبتهم على قتل المتظاهرين.

وتعرض موكب الخرطوم إلى قمع مفرط من قوات الأمن في محطة شروني للحافلات والتي تؤدي إلى محيط القصر الجمهوري وانتشرت القوات الأمنية كما شوهد الشاحنات الأمنية في محيط القصر وتعزيزات أمنية مكثفة زادت عن الأسابيع الماضية.

شرق النيل

أما في منطقة شرق النيل الواقعة شمال العاصمة السودانية منعت القوات الأمنية المتظاهرين من عبور جسر المنشية الذي يربط بين شرق العاصمة وشمالها ويفصل بينهما النيل الأزرق.

وطارد رجال الأمن المتظاهرين في شرق النيل قرب تقاطع رئيسي أسفل الجسر وأطلقوا الغاز المسيل للدموع على مقربة من مستشفى حكومي وقال شهود إنهم سمعوا أصوات قنابل الغاز لساعات طويلة.

وانتقلت مطاردات رجال الأمن للمتظاهرين في شرق النيل إلى داخل الأحياء وكان رجال الأمن يصوبون البنادق التي تطلق الغاز على أجساد المتظاهرين بحسب ما نقل شهود لـ(عاين).

ام درمان 

بينما كان الوضع في أم درمان غربي العاصمة السودانية مختلفا حيث تظاهر الآلاف في محيط البرلمان متراجعين عن جسر النيل الأبيض بسبب القمع الأمني المفرط من تشكيلات عسكرية مختلفة ضمت الشرطة وعملياتها الميدانية بحسب شهود.

وتمركز المتظاهرون في أم درمان في محيط البرلمان الواقع على ضفاف النيل وجمعوا الحجارة والكتل الصلبة وأغلقوا غالبية الشوارع منعا لتقدم رجال الأمن ومركبات الشرطة.

وفي الخرطوم بحري شمال العاصمة السودانية على الضفة الأخرى من النيل الأزرق تجمع الآلاف وسط المدينة التي عاشت مجزرة دموية قبل عامين بالتزامن مع الانقلاب العسكري بمقتل 14 متظاهرا في يوم واحد بينهم فتاة.

وشق الموكب المركزي في الخرطوم بحري طريقه عبر محطة الحافلات الرئيسية وردد المحتجون “العسكر للثكنات والجنجويد يتحل” في إشارة إلى تكوين جيش موحد.

ويثير انقسام العسكريين حول الاتفاق الإطاري الموقع مؤخراً قلق السودانيين من انزلاق هذا البلد إلى حرب أهلية تنتقل هذه المرة إلى مناطق لم تشهد نزاعات مسلحة طوال تاريخ البلاد وخلال هذا الأسبوع تصاعدت حدة التصريحات من جانب العسكريين للمطالبة بدمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني.

ونقل أحمد عبد الرحمن 26 عاما والذي شارك في موكب الخرطوم بحري لـ(عاين)، أن التظاهرات شهدت مشاركة واسعة اليوم الثلاثاء وتمكن المحتجون من شل الحركة في قلب الخرطوم بحري وأجبروا قوات الأمن على التراجع وإغلاق الجسور.