(460) مريض بالفشل الكلوي في مدينة بورتسودان يواجهون خطر الموت

عاين- 24 يوليو 2023

يواجه نحو 460 من مرضى الفشل الكلوي في مدينة بورتسودان شرقي السودان خطر الموت، وذلك بعد التدهور المريع في مركز “غسيل الكلى” الوحيد الذي يتلقون فيه الرعاية الصحية.

ويعني المركز من نقص حاد في الأدوية وماكينات غسيل الكلى والمياه وهو ما أدى الى تكدس المرضى وعدم خضوعهم لجلسات الغسيل اللازم، بينما بدأت الكوادر الطبية إضراباً عن العمل بسبب عدم تلقيها مستحقاتها المالية طوال 5 أشهر متواصلة.

ويقول النذير علي حسن أحد مرضى الكلى في بورتسودان لـ(عاين): “نواجه مأساة كبيرة وصعوبات في تلقي جلسات الغسيل، وهناك بعض المرضى تدهورت حالتهم الصحية وباتوا على حافة الموت”.

“هناك نقص في المياه ومبردات الهواء في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة، فهذا أدى الى تفاقم الوضع الصحي لبعض المرضى الذين اضطروا للجلوس الى ساعات طويلة في فناء المركز بانتظار جلسة الغسيل، فالوضع عندنا صعب للغاية يتطلب تدخل عاجل من السلطات والجهات الخيرية”. يضيف النذير.

وتابع:”على الرغم من النقص الدوائي والخدمي، ازدادت الأوضاع سوءا بعد دخول العاملين في مركز الغسيل وعددهم نحو 40 كادرا طبيا في إضراب عن العمل وهو ما قاد الى توقف جلسات الغسيل وتدهور الحالة الصحية لبعض المرضى، ونعتقد أن من حق العاملين المطالبة بحقوقهم فهو سلوك مشروع يجب على السلطات الحكومية الوفاء بأجورهم حتى يستطيعوا مقابلة تكاليف الحياة”.

ويشير الى أن المركز كان يعمل بشكل جيد، ولكن بعد اندلاع الحرب جاء مرضى فشل كلوي من العاصمة الخرطوم و شكلوا ضغطا كبيرا عليه، وكان على السلطات الصحية في بورتسودان مقابلة هذا الارتفاع في عدد المرضى بتوسعة المركز وإيجاد الدعم اللازم له فهناك جهات خارجية مثل السعودية وقطر أبدت استعدادها للدعم لكن الجهات المعنية تعطل انسياب المساعدات لمستحقيها.

معاناة

من جهته، تقول المدير الإداري لمركز غسيل الكلى في بورتسودان د. زعفران الزاكي، في مقابلة مع (عاين): إن “المركز يعمل بطاقته القصوى بعد بوصول نحو 160 مريضاً من الخرطوم ومناطق أخرى حيث كان يتعالج فيه نحو 250 مريضا والآن صار العدد حوالي 460 شخصا يتلقون الغسيل مرتين وثلاث مرات في الأسبوع”.

وتضيف:”اضطررنا لتشغيل الماكينات بأعلى من طاقتها مما أدى لتعطل 10 ماكينات من أصل 36 ماكينة كان تعمل في السابق، فنحن بحاجة الى 8 ماكينات غسيل على الأقل حتى نستطيع مواجهة هذه العدد الكبير من المرضى، وقد نقلنا هذا الأمر الى وزير ووكيل وزارة الصحة الاتحاديين ولكن لم تتم الاستجابة حتى الآن”.

وتابعت: “هناك معاناة حقيقة وتضجر وسط المرضى بسبب هذا الزحام الذي زاده ايضاً ظهور حالات جديدة من الإصابة بالفشل الكلوي خلال فصل الصيف، فهناك عدد من المرضى لم نتمكن من برمجتهم ضمن جلسات الغسيل ولكن نعمل باجتهاد خلال ورديات إضافية يومي الجمعة والثلاثاء لتغطيتها”.

وتشير الزاكي، إلى أن الكوادر الطبية لم تتلق رواتبها منذ اندلاع الحرب وحوافز العيد وغيره وهو أمر صعب للغاية في ظل وجود أعباء معيشية عليهم، وقد دخلوا في اضراب لكنهم رفعوه وعادوا الى العمل اليوم الاحد وفق تفاهمات تمت معهم.

وتوقفت جميع مراكز غسيل الكلى في العاصمة الخرطوم بعد اندلاع الحرب واضطر نحو 4 آلاف مريض إلى السفر لمدن البلاد المختلفة بينها بورتسودان ومدني وعطبرة وهو ما أدى إلى ضغط كبير على المراكز الولائية محدودة الإمكانيات.