رصدتها (عاين) … روايات الفارين الأجانب من الحرب للمرة الثانية

7 مايو 2023

هي المرة الثانية التي تواجه فيها الشابة الإثيوبية المنتمية إلى إقليم تقراي “أباديت” رحلة الفرار الموجعة من مخادع أمنها واستقرارها إلى مكان أكثر أمنا بعد اندلاع الحرب بين الجيش الفيدرالي وجبهة تحرير تقراي، لتعاود الرحلة مرة أخرى هاربة من جحيم قتال الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم. 

“الواقع أن خروجنا من وطننا أيضا كان في ظروف حرب أو ظروف خاصة، دون أي معاملات أو إجراءات رسمية وهذا ينطبق أيضا على الكثيرين من اخوتنا الارتريين” – “أباديت”، لاجئة من اثيوبيا

لم يكن أمام عشرات الآلاف من سكان العاصمة السودانية بمن فيهم المهاجرين أو اللاجئين من دول أفريقية عديدة، سوى مغادرة الخرطوم التي تحولت ضواحيها وشوارعها إلى ساحات حرب مفتوحة. وفرّت “أباديت” مع عائلته والكثير من معارفها إلى مدينة ود مدني بولاية الجزيرة.

وفي مدينة ودمدني، بادر متطوعون بفتح مراكز إيواء مؤقتة لتقديم الخدمات للإعداد الكبيرة من النازحين السودانيين والمهاجرين واللاجئين الأفارقة الذين وصوا إلى المدينة.


تقرير من قناة “العربي” على يوتيو

وشكّل التعامل مع القادمين إلى المدينة من دول إثيوبيا، وإرتريا، وجنوب السودان، والصومال، وأوغندا، تحدياً من نوع خاص في كيفية التعامل مع هذه الشريحة التي تعددت سمات وأسباب وطرائق تواجدهم في السودان طوال الفترة السابقة لأحداث الحرب في بلدانهم.

“أباديت” تقول من مركز إيواء مكتظ بالفارين من الحرب في مدينة ود مدني لـ(عاين): “كثيرون منا وصلوا إلى السودان والعاصمة الخرطوم بطرق مختلفة وغير رسمية، والواقع أن خروجنا من وطننا أيضا كان في ظروف حرب أو ظروف خاصة، دون أي معاملات أو إجراءات رسمية وهذا ينطبق أيضا على الكثيرين من اخوتنا الارتريين”.

المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في السودان - نظرة عامة على اللاجئين والنازحين في السودان لوحة القيادة اعتبارًا من 31 مارس 2023
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في السودان – نظرة عامة على اللاجئين والنازحين في السودان اعتبارًا من 31 مارس 2023 – وتوضح الاحصائيات ان من جملة 1،1 مليون لاجئ داخل السودان فقط 39% من يسكنون في المعسكرات

الأجانب الذين نزحوا من الخرطوم إلى مدن وقرى الجزيرة ينقسمون إلى ثلاث فئات، الأولى هي حملة سمات الإقامة الرسمية المسجلة في دوائر الأجانب ويمكن اعتبارهم “مهاجرين” لمختلف الأسباب أمضى معظمهم سنوات طوال في السودان، ولديهم أعمال وأملاك وأنشطة اقتصادية معلومة ومعظمهم أيضا مسجل ضمن الجاليات المسجلة التي كانت تزاول أنشطتها في الظروف العادية دون أي معيقات.

وفئة ثانية مكونة من حملة بطاقات اللاجئين المتواجدين خارج المعسكرات المخصصة لإيواء اللاجئين في ولايات كسلا والقضارف وسنار والجزيرة والبحر الأحمر والنيل الأبيض، أو من الذين غادروا تلك المخيمات بإذن أو بدون إذن لاسباب تخصهم. 

أما الفئة الثالثة فهي من الذين لا يحملون أية سمة لجوء أو إقامة، وهي شريحة يُعتقد أن وصولهم للسودان ومن ثم العاصمة الخرطوم تم عن طريق “تسرب غير قانوني”.

حركة السكان في جميع أنحاء السودان منذ 15 أبريل - البيانات والخريطة المقدمة من مصفوفة تتبع النزوح التابعة لمعهد البيانات العالمي - والتي توضح مسارات النزوح من السودان إلى البلدان المجاورة
حركة السكان في جميع أنحاء السودان منذ 15 أبريل – البيانات والخريطة المقدمة من مصفوفة تتبع النزوح التابعة لمعهد البيانات العالمي – والتي توضح مسارات النزوح من السودان إلى البلدان المجاورة

مخاطر العودة

لا ترى الإثيوبية “أباديت” عودتها إلى بلدها ومخيمات اللاجئين الاثيوبيين في ولاية كسلا آمنة في هذا التوقيت. وتقول لـ(عاين): ” كثيرون منا يريدون البقاء في السودان رغم أي طارئ فذلك أكثر أمانا بالنسبة لنا”.

وتضيف: “نأمل أن تعين هذه الظروف على إتمام توفيق اوضاعنا، مسألة إرجاعنا إلى أي من البلدان التي تركناها بحثا عن الآمان ستشكل معاناة جديدة، وستعرض حياة الجميع للخطر”.