السودان: قتيل جديد في احتجاجات تعبوية لتظاهرات حاسمة في 30 يونيو
16 يونيو 2022
حاصر آلاف المتظاهرين السودانيين المناوئين للانقلاب العسكري اليوم الخميس من نقاط عديدة قوات الأمن السودانية التي انتشرت في شوارع عديدة واستخدمت العنف المفرط لعدم وصول المحتجين لقصر الرئاسة وسط العاصمة، فيما سقط قتيل في احتجاجات مماثلة شهدتها مدينة أم درمان.
ورفع السودانيون من نسق مقاومة الانقلاب العسكري في الشارع، وتعددت اليوم نقاط تجمع المتظاهرين في مناطق متفرقة وسط الخرطوم باتجاه القصر الرئاسي، ووصول متظاهرين آخرين إلى مقر البرلمان في أم درمان.
ويأتي هذا التصعيد الثوري بعد ايام من بداية حوار “سوداني سوداني” تقوده الآلية الثلاثية وترفضه قوى ثوربة لاسيما التي تقود وتنظم التظاهرات وعلى راسها لجان المقاومة في ولاية الخرطوم.
وكان لافتاُ في احتجاجات اليوم الدعوات الواسعة عبر اللافتات والهتافات التي رددها المحتجين للتعبئة والاستعداد لـ “مليونية 30 يونيو” التي يقول متظاهرون ومنظمون للاحتجاجات لـ(عاين)، انها “حاسمة لاسقاط الانقلاب”.
وتُحضر قوى الثورة لمليونية 30 يونيو 2020 اليوم الذي يصادف الذكرى الثالثة لخروج السودانيين الشهير في ذات التوقيت من العام 2019 بعد فض اعتصام الملايين السودانيين أمام مقر القيادة العامة للجيش وإعلان قائد الانقلاب وقتها وقف التفاوض من قوى الحرية والتغيير.
وقالت متظاهرة تنشط في عمليات اسعافات طبية للمصابين في تظاهرت اليوم الخميس لـ(عاين)، ” لم يتوقف السودانيون عن الخروج للشارع للتنديد بالانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش في 25 أكتوبر الماضي..كل يوم نخرج في مدن وأرياف السودان وفي الخرطوم تشهد وبري والكلاكلات وشارع الأربعين بأم درمان”.
وأضافت المتظاهرة التي فضلت حجب هويتها، “اعتقد ان يوم 30 يونيو المقبل سيكون مختلفا وحاسما”.
فيما توقع المتحدث باسم لجان مقاومة مدينة الخرطوم، أحمد عصمت، أن يكون يوم 30 يونيو القادم مختلفا من واقع ما شاهده اليوم من المشاركة الواسعة للسودانيين المطالبين بإسقاط الانقلاب”.
وقال عصمت لـ(عاين)، ” ما رأيناه في تظاهرات اليوم هو القيادة الجماعية وارتجال المسارات ونقاط التجمع من واقع الأعداد المتزايدة للمتظاهرين”.
وعلى الرغم من القمع المفرط الذي واجهت به القوات الأمنية التظاهرات، تمكن المحتجون من كسر الطوق الأمني والوصول الى وسط الخرطوم والاقتراب من القصر الجمهوري.
وخاض متظاهرو الخطوط الأمامية الذي يحملون دروعا تقليدية يرتدون الخوذات معارك شرسة في عدة جبهات متصدين لعبوات الغاز المسيل للدموع التي تطلقها مترعات الشرطة على مستوى منخفض بجانب القنابل الصوتية.
وواجه هؤلاء المتظاهرون في الخطوط الامامية قوات الشرطة بالقرب من محطة شروني نقطة الالتقاء الرئيسية باتجاه القصر وجسر المسلمية شرقي المحطة ما اضطر قوات الشرطة للتراجع حتى تقاطع شارع البرلمان الذي يبعد أمتارا بإتجاه الشمال من القصر الجمهوري.
وكانت القوات الامنية انتشرت بكثافة حول محيط القصر الجمهوري وتقاطع السكة حديد موقف شروني الذي تحول الى ثكنة امنية منذ صباح اليوم ، وشهد موجات كر وفر بين المحتجين والقوات المشتركة التى زادت من وتيرة العنف في محيط القصر الرئاسي .
واطلقت القوات الامنية المشتركة الرصاص الحي وسلاح الخرطوش والغاز المسيل للدموع بكثافة والمياه في مواجهة المتظاهرين السلميين الذين تراجعوا مع تقدم المساء.
مواصلة القتل
من جهتها، أعلنت لجنة اطباء السودان المركزية عن مقتل متظاهر لم يتم التعرف على بياناته إثر إصابته بطلق ناري متناثر في الصدر والبطن، ورجحت أن يكون طلق سلاح خرطوش. فيما رصدت (عاين) وقوع عشرات الاصابات بين المتظاهرين.
وبحسب إحصائية لجنة الأطباء ارتفع عدد ضحايا الاحتجاجات الرافضة لاستيلاء العسكريين على السلطة في 25 أكتوبر الماضي إلى 102 قتيل ومئات الجرحى.
وأدانت اللجنة الأطباء في بيان اليوم، العنف المفرط الذي استخدمته القوات الامنية في مواجهة التظاهرات الحاشدة المتجهة الى القصر .
وتأتي احتجاجات اليوم بعد أيام من بداية حوار متعثر بين العسكريين وقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي بإشراف الآلية الثلاثية، وأعلنت الاخيرة اليوم الخميس عن وثيقة متطلبات وإجراءات إنهاء الانقلاب.
وقال المجلس المركزي للحرية والتغيير في بيان اطلعت عليه (عاين) اليوم أن “الورقة تتكون من ثلاثة أقسام الأول القضايا الاجرائية والثاني أسس الحل السياسي المفضي لإنهاء الانقلاب والثالث خطوات إنفاذ خارطة طريق إنهاء الانقلاب”.