تظاهرات السودانيين تنتقل إلى قلب العاصمة وتربك قوات الأمن

5 يناير 2022

بدأ مئات المتظاهرين السودانيين اليوم الخميس، مواكب احتجاجية ضد الانقلاب العسكري وسط العاصمة وبالقرب من القصر الرئاسي الأمر الذي أربك قوات الأمن التي اعتادت قمع التظاهرات قبل وصولها إلى محيط قصر الرئاسي ومنطقة السوق العربي المكتظة.  

وتجمع المئات في السوق العربي على مقربة من تقاطع رئيسي وانطلق الموكب الرئيسي منتصف الظهيرة وهو يردد “الشعب يريد اسقاط النظام” ويقول المحتجون إن الهتافات أعادت ذاكرة الاحتجاجات التي أسقطت نظام البشير.

وفي الاحتجاجات التي انطلقت من وسط الخرطوم على مسافة قريبة من القصر الجمهوري ومجلس الوزراء وضع المحتجون “خطوة إلى الأمام” بحسب المتظاهر أحمد حسن (30) عاما.

وقال حسن لـ(عاين): “كان مفاجئا لقوات الأمن خروج هذه الأعداد من قلب السوق العربي لكن هناك تضامن بين حركة الطلاب المناهضة للرسوم المالية في الجامعات مع تنسيقيات لجان المقاومة”.

وواجهت قوات الأمن صعوبة في احتواء الاحتجاجات وسط العاصمة السودانية جراء عمليات الكر والفر بين المتظاهرين والمركبات الأمنية وشوهد اعتقال بعض المتظاهرين في مواقع متفرقة في مناطق مختلفة من السوق القريب نسبيا من القصر الرئاسي.

واضطرت قوات الأمن إلى إعادة خطط الانتشار جراء تعدد نقاط التظاهر وسط العاصمة الخرطوم وجنوبها حيث وصل متظاهرون أيضا من تقاطع باشدار إلى محطة حافلات شروني في شارع القصر وشهدت هذه المنطقة اطلاق مكثف لقنابل الغاز بواسطة مركبات الشرطة.

كما عززت القوات الأمنية انتشارها حول محيط القصر بوضع وحدات عسكرية اضافية جراء التغييرات المفاجئة في خطط المتظاهرين بالتجمع على مقربة من القصر.

وقالت المشاركة في الاحتجاجات رباب علي لـ(عاين)، إن “موكب السوق العربي حقق اختراقا كبيرا في مسيرة التظاهرات عقب أكثر من عام من الانقلاب ونتوقع أن تتزايد المواكب من هذا الموقع لأن حركة احتجاجات الطلاب تتسع يوميا إلى جانب الضغوط الاقتصادية جراء الأسعار الجديدة هذا العام”.

وتابعت: “لقد اعتادت الأجهزة الأمنية على التعامل مع التظاهرات من مناطق بعينها بوتيرة واحدة وهذا التنوع في وسائل المقاومة له تأثير في إسقاط الانقلاب”.

وشوهد عشرات الرجال الملثمين وهم على ظهر الشاحنات يجوبون شوارع السوق العربي وسط العاصمة السودانية كما أدت الاحتجاجات إلى توقف الحركة التجارية في هذا السوق.

ورصدت (عاين) نقل عدد من المصابين إلى مستشفى الجودة في الخرطوم.

ويقاوم السودانيون منذ الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 انقلابا عسكريا اطاح عبره قادة الجيش بشركائهم المدنيين الذين تقاسموا معهم السلطة عقب الاطاحة بحكومة الرئيس المخلوع عمر البشير بثورة شعبية في ديسمبر 2018.

وتقول لجنة اطباء السودان المركزية، إن عدد قتلى الاحتجاجات منذ انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي بلغ  (117) قتيلا ومئات الجرحى.