شركة أمنية موالية لنظام البشير تعود للعمل في مطار الخرطوم
28 يناير 2023
حذرت مجموعات مدنية إصلاحية في قطاع الطيران من تغول العسكريين على مطار الخرطوم في أعقاب سماح القضاء السوداني لشركة موالية لنظام الرئيس المخلوع أُبعدت من بواسطة لجنة التفكيك بالعودة إلى العمل والإشراف على صالات كبار الزوار والمغادرة والوصول منذ نوفمبر الماضي بمطار الخرطوم.
وبموجب قرار قضائي عادت شركة ساس التي تعمل إنابة عن شركة كومون الأمنية – منذ الرابع من نوفمبر 2022 ضمن سلسلة إجراءات قضائية قضت بإعادة أصول وعقارات وشركات تقدر بـ 5 مليار دولار إلى رموز النظام البائد والمنظمات التابعة له وأفراد موالين للتنظيم الاسلامي الذي أطاح به السودانيون في 11 أبريل 2019.
وتستحوذ شركة ساس التي وقعت عقدا بالباطن مع شركة كومون المملوكة لجهاز المخابرات لإدارة صالة كبار الزوار وصالة المغادرة والوصول في مطار الخرطوم بالعاصمة السودانية.
عسكرة
وعادت شركة ساس بموجب حكم قضائي في نوفمبر 2021 بعد أن أبعدت من مطار الخرطوم في ذات العام بقرار من لجنة التفكيك قبل الانقلاب العسكري واستيلاء الجنرالات على السلطة.
ويقول عضو في لجنة تفكيك قطاع الطيران في حديث لـ(عاين)، إن المرافق التي تديرها شركة ساس في مطار الخرطوم والتي تشمل صالة كبار الزوار والمغادرة والوصول تشكل 45% من إيرادات مطار الخرطوم سنويا.
وأشار هذا العضو مشترطا حجب اسمه إلى أن عملاء من جهاز المخابرات يعملون جنبا إلى جنب مع موظفين مدنيين في مطار الخرطوم عقب عودة شركة ساس بقرار من المحكمة العليا في نوفمبر الماضي.
ومنذ إنهاء خدمات شركة ساس في مطار الخرطوم بواسطة لجنة التفكيك في العام 2021 كانت شركة مطارات السودان القابضة تدير صالة كبار الزوار والمغادرة والوصول وعمدت إلى تأثيثها وصيانتها لأن الشركة حينما غادرت نزعت جميع الأصول المملوكة لمطار الخرطوم بما في ذلك السيارات يقول هذا المصدر.
مصدر بمطار الخرطوم: دوافع إدارة صالة كبار الزوار بواسطة شركة ساس المقربة من كبار رجال المخابرات هي إتمام صفقات مشبوهة. وشهدت الصالة عمليات سرية لتهريب الذهب ومغادرة ارهابيين من البلاد.
ويكشف المصدر، أنه منذ سنوات في فترة ما قبل سقوط النظام البائد ظلت صالة كبار الزوار مصدرا للثغرة الأمنية بمطار الخرطوم لأنها شهدت دخول ومغادرة مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” كما شهدت عمليات سرية في تهريب الذهب.
ويعتقد المصدر، أن الدوافع الحقيقية لإدارة الصالة بواسطة شركة ساس المقربة من كبار رجال المخابرات تعود إلى إتمام عمليات كبيرة عبر صالة كبار الزوار.
ولم يتسن لـ(عاين)، الحصول على تعليق فوري من شركة مطار الخرطوم المحدودة التي اعتذرت عن التعليق في موضوع شركة ساس. وقالت إن الموضوع متعلق بالمحكمة العليا وعقدت أبرمته الشركة مع سلطة الطيران المدني التابعة لوزارة الدفاع السودانية.
تقاعس
وتشعر المجموعات المدنية المناهضة لعمليات الفساد بمطار الخرطوم والتي عملت مع لجنة تفكيك النظام أن المدير العام لشركة مطار الخرطوم لم يتحرك بما فيه الكفاية لاستئناف قرار المحكمة العليا التي قضت بإعادة شركة ساس لإدارة صالات مطار الخرطوم.
وذكر مصدر آخر من شركة مطار الخرطوم، لـ(عاين) -مشترطا حجب اسمه لحساسية الأمر- أن الطاقم العامل بالمطار طلب من إدارة المطار استئناف قرار المحكمة العليا عبر المستشار القانوني للشركة لكن المدير العام “انحنى للقرار” بتأثير من رجال المخابرات المقربين من شركة ساس.
وأشار إلى أن صالات كبار الزوار والمغادرة والوصول تشمل مكاتب الجمارك وسلطة الجوازات والهجرة وأمن الطيران ورغم ذلك تدار عبر شركة ساس التي تستقدم العمال دون معايير واشتراطات من جانب شركة مطار الخرطوم.
وأردف: “بعض موظفي شركة مطار الخرطوم رفضوا العمل تحت إشراف شركة ساس لأن هذا الوضع مُخل بأن يدير أفراد يتعبون لشركة خاصة مرافق حكومية في أكبر مطار سوداني”.
ويفند المصدر تغول سلطة الطيران المدني على صلاحيات شركة مطار الخرطوم بالقول إن الشركة لا تتبع إلى وزارة الدفاع بل هي شركة مساهمة بين وزارة المالية بنسبة 99% والبنك المركزي بنسبة 1% والقرار يتخذ بواسطة مجلس إدارة الشركة.
وأضاف: “حاليا سلطة الطيران المدني تتغول على صلاحيات وأعمال شركة مطار الخرطوم وشركة مطارات السودان دون وجه وقد يعود السبب إلى تماهي مسؤولي المطارات مع الأجهزة الأمنية والعسكرية”.
ويوضح المصدر أن وكيل وزارة المالية بنص القانون هو رئيس مجلس إدارة شركة مطارات السودان ومن بينها شركة مطار الخرطوم لكن بعيد عن ما يحدث في مطار الخرطوم.