بعد جرائم مروعة.. جدل إخلاء الخرطوم من التشكيلات العسكرية

 عاين- 23 يولو 2025

يعكس هجوم مجموعة مسلحة على تاجر ذهب بمدينة أم درمان قرب منزله منتصف يوليو 2025، واختطافه نمطا جديدا من الحوادث التي تنفذها مجموعات مسلحة في العاصمة الخرطوم التي استعاد الجيش سيطرتها عليها، الأمر الذي طوقت على إثره القوات الأمنية بعض المناطق لما سمته “ملاحقة العصابات المسلحة” بسبب ارتفاع معدلات جرائم النهب في الشوارع والأسواق.

وفي خطوة لمنع توسع رقعة الاضطرابات الأمنية بالعاصمة السودانية، أعلنت وزارة الداخلية اعتزامها نشر الشرطة في الأحياء والأسواق ومع ذلك يشكو المواطنون من ارتفاع معدلات جرائم النهب التي تشمل أم درمان والخرطوم وبحري.

وعيد حكومي بالملاحقة

فيما توعد والي الخرطوم بملاحقة العصابات المسلحة، وذلك عندما زار عائلة الصبي نبيل حامد في حي الحتانة وسط أم درمان مطلع يوليو 2025 والذي قُتل على يد مسلحين أطلقوا عليه الرصاص بعد أن قاوم نهب هاتفه المحمول.

الناس في الخرطوم عادة يفضلون تجنب الخروج من المنزل ليلا إلا للضرورة القصوى؛ بسبب العصابات الإجرامية.. والإجراءات الأمنية رغم أهميتها، إلا أن هناك عناصر من القوات النظامية ترتكب جرائم النهب”. يقول محمد النعيم، وهو مواطن من أم درمان لـ(عاين).

ويتابع: “قد لا تحدث الجرائم يوميا، لكن عندما تقرر العصابات نهب الأشخاص في الشوارع الجميع يشعرون بالتوجس من تدهور الوضع الأمني“.

شارع رئيسي في مدينة أم درمان

ويضغط مسؤولون في الجيش لإنهاء تواجد التشكيلات العسكرية المتحالفة مع القوات المسلحة بالعاصمة السودانية. بينما صرح المشرف العام على القوات المشتركة وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، أن إخلاء العاصمة الخرطوم من القوات المشتركة، مجرد معلومات تلقيناها من مواقع التواصل الاجتماعي فقط، ولم نخطر بذلك رسميا“.

30 الف شرطي

وبحسب الخبير في الشؤون الأمنية، إيهاب محمد أحمد، فإن هيئة الأركان في الجيش السوداني لديها اتجاه لإخلاء العاصمة السودانية من المجموعات المسلحة، وترك ضبط الوضع الأمني للشرطة. ويضيف أحمد في مقابلة مع (عاين): “الجيش ينتظر إكمال قوات الشرطة ونشرها في العاصمة السودانية، ومن المتوقع خلال شهري أغسطس وسبتمبر القادمين إخلاء مدن الولاية من المجموعات المسلحة بما في ذلك الجيش“.

ويوضح الخبير في الشؤون الأمنية إيهاب محمد أحمد، أن وزارة الداخلية السودانية تعتزم نشر قرابة 30 ألف رجل شرطة بما في ذلك قوات مكافحة الشغب في العاصمة السودانية في غضون شهرين، وهذه المجموعات حصلت على تدريبات عالية تشمل حرب المدن. وأشار إلى أن الإخلاء العسكري يشمل الجيش السوداني الذي تمركز شمال الخرطوم بحري وهذه العملية ستدفع بقية التشكيلات المسلحة إلى البحث عن تموضعات جديدة خارج ولاية الخرطوم.

عصابات بالخرطوم اعتادت ممارسة الجرائم المنظمة والقضاء عليها يحتاج إلى شرطة محترفة

مصدر حكومي

وكان عضو مجلس السيادة الانتقالي ونائب القائد العام للجيش الفريق أول شمس الدين الكباشي صرح عقب سيطرة القوات المسلحة على ولاية الخرطوم، أن هناك خطة لإخلاء المدن من المجموعات المسلحة ونقلها إلى جبهات القتال.

تصريحات الكباشي فسرت في ذلك الوقت على أنه صراع بين الجيش وكتيبة البراء مالك التي يقودها المصباح أبوزيد طلحة الذي لا يخفي الانتماء إلى الحركة الإسلامية، وخرج المصباح في لقاء مع الكتائب المسلحة في أم درمان بالتزامن مع تصريحات الكباشي معلنا تواجد الكتائب في أي منطقة.

ويفيد مصدر حكومي (عاين)، بإن الحرب أوجدت عصابات منظمة بالعاصمة السودانية تحتاج عملية القضاء عليها إلى شرطة محترفة ومدربة على التعامل مع هذه العصابات التي اعتادت ممارسة الجرائم المنظمة.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *