تجدد مواجهات “كادوقلي” و”حميدتي” يحذر من صدام مع الجيش
عاين- 14 مايو 2020م
تجددت اليوم الأربعاء المواجهات بين أطراف النزاع الأهلي بمدينة كادقلي في ولاية جنوب كردفان، وهاجم مسلحون مقر وحدة للجيش في المدينة قبل أن تتصدى لهم القوات المرتكزة في المبنى، فيما تضاربت إحصائيات رسمية، حول قتلى وجرحى المواجهات الدامية التي شهدتها مدينة كادقلي بولاية جنوب كردفان أمس بعد تورط فصيل عسكري ومهاجمته المدينة ومساكن لعائلات أفراد من قوات الدعم السريع في المدينة.
وفي أول رد فعل لقوات الدعم السريع على الحادثة، حذر قائد القوة ونائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو من محاولات لجر قواته لمواجهات مع الجيش السوداني وخلق مزيد من الاحداث المماثلة لاخراج قوات الدعم السريع من العاصمة الخرطوم.
وقال الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع العميد جمال جمعة ان جزء من قوات الترتيبات الأمنية التابعة للفرقة 14 بالحيش السوداني، هجمت على احد الفرقان خارج مدينة كادوقلي بأربعة عربات وقتلت وجرحت عددا كبيرا من المواطنين وأفراد من قوات الدعم السريع كانوا مع أسرهم أثناء عطلاتهم الرسمية وتم تدمير عربتي دورية تابعة للدعم السريع وقتل وجرح من كانوا على متنهما.
وأشار إلى أن عدد قتلى قوات السريع في هذه الحادثة بلغ 9 شهداء بجانب إصابة 16 آخرين ومقتل عشرة من المواطنين، فيما قال نائب رئيس هيئة الأركان للتدريب بالجيش السوداني الذي زار الى جانب وفد عسكري الولاية اليوم الأربعاء، الفريق عبد الله البشير أحمد الصادق، الأحداث أدت الى مقتل (26) شخصاً و19جريحاُ. وأجلت قوات الدعم السريع اليوم الاربعاء عدد من جرحى الأحداث في صفوفها الى العاصمة الخرطوم ونقلوا مباشرة للدائرة الطبية التابعة للدعم السريع.
وقال النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو،في تصريحات عقب زيارته الجرحى، أن أحداث مدينة كادوقلي ليست جديدة علي قوات الدعم السريع التي ظلت تتعرض “للغدر والقتل بدم بارد منذ بداية التغيير وبتخطيط وترتيب مسبق عبر إياد خفية سيتم الكشف عنها في الوقت المناسب”. وأبان دقلو، أن الهدف من حادثة كادوقلي هو جر الدعم السريع للفتنة عبر اصطدامه مع الجيش وإخراجه من الخرطوم.
ودعا حميدتي، السياسيين الراغبين في الوصول إلى السلطة اتباع وسائل مشروعة حفاظاً على مقدرات البلاد، وحث منسوبي قوات الدعم السريع على التمسك بالصبر وتوخي الحذر، لافتا إلى أن القانون قد كفل حق الدفاع عن النفس. وكشف قائد الدعم السريع، أن اجتماعا برئاسة رئيس مجلس السيادة قد عقد اليوم وخرج بتوصيات هامة وحاسمة كفيلة بحل المشكلة الأمنية بالبلاد ، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على تكوين محاكم مشتركة ومحاكم ميدانية.
وناشد القوات المسلحة والقوات النظامية بنبذ القبلية والتحلي بالمسؤولية والبقاء على قلب رجل واحد. وأكد أن القانون كفيل بحسم كل من يقفون وراء الفتن والمتحدثون عن الأمن القومي دون وجه حق، وستتم مراجعة كافة الأحداث التي وقعت في الماضي بالولايات.
هيكلة الأجهزة الامنية
بالمقابل، استعرض مجلس الوزراء في اجتماعه الدوري اليوم تقريراً حول الوضع الأمني بالبلاد قدمه وزير الداخلية الفريق أول شرطة الطريفي إدريس دفع الله، والذي أشار إلى انخفاض معدلات الجريمة خلال فترة الإغلاق الكامل، كما أشار إلى الأحداث الأخيرة في جنوب وشمال دارفور ومنطقة فداسي بولاية الجزيرة وكسلا ومنطقة عد بابكر وكادقلي، مشيراً إلى مسببات تلك الأحداث من التحريض والشائعات وغياب الأساليب السابقة في معالجة المشكلات والمتمثلة في قيام الدولة بدفع الديات والتعويضات.
وأوضح وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأستاذ فيصل محمد صالح أن المجلس تداول حول التقرير مشيراً إلى أهمية إتخاذ إجراءات قانونية ضد المجرمين ودور اللجان الأمنية في إتخاذ الإجراءات الاحترازية، مبيناً أن المجلس أكد على ضرورة محاسبة المقصرين وضبط الوسائط الإعلامية من خلال إنفاذ القانون للحد من الشائعات.
كما أكد المجلس على أهمية إصلاح الأجهزة الأمنية وهيكلتها ومراجعة دورها وتنفيذ القانون.
وفد من قادة الجيش بكادقلي
في الأثناء، زار وفد رئاسة هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة برئاسة الفريق عبد الله البشير أحمد الصادق ، نائب رئيس هيئة الأركان للتدريب، ولاية جنوب كردفان عقب الأحداث الأخيرة. وأكد الفريق عبد الله البشير أحمد الصادق، في تصريح نقلته وكالة السودان للأنباء، عقب الاجتماع الذى عقدته لجنة امن الولاية بحضور والي جنوب كردفان المكلف اللواء ركن رشاد عبدالحميد اسماعيل وأعضاء لجنة أمن الولاية ، حرص الحكومة على بسط هيبة الدولة وحفظ الأمن والاستقرار وتطبيق القانون الرادع لكل ظالم ورد حق المظلوم.
ودعا الفريق عبد الله، الى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق وحصر الأضرار الناجمة عن الأحداث، بجانب فتح بلاغات جنائية في النيابة لمواجهة المعتدين للتحري والتحقق. نافيا ان الأحداث صراع قبلي كما يروج له البعض وزاد قائلا” المشكلة فردية وليس كما يصور له البعض بالشائعات باعتبارها قبلية” لافتا الى اهمية استمرار حظر التجوال في الولاية حقنا للدماء.
واثنى بجهود حكومة الولاية والإدارة الأهلية ولجان تنسيقية قوى إعلان الحرية والتغيير بجنوب كردفان لتفهمهم هذا الوضع مشددا على ضرورة فرض هيبة الدولة ومنع الفوضى .
و قال إن “المشكلة بدأت فردية بتاريخ (11-4-2020) بمنطقة ام شعران بالريف الجنوبى سببها نهب مواشي. وأدت الى فقدان عدد من الأشخاص .و ان ماحدث بالأمس نتيجته بيع سلاح فردي بتاريخ (11-5-2020) ومن ثم تطورت إلى داخل مدينة كادقلى وأدت الى استشهاد (26) من الطرفين و19جريح”.
وثيقة صلح بدارفور
إلى ذلك، وقعت قبيلتا “الفلاتة” و”الرزيقات” وثيقة عهد وميثاق لوقف العدائيات في الاحداث الاخيرة بولاية جنوب دارفور والتي راح ضحيتها العشرات من أبناء القبيلتين . واتفقت القبيلتان على عدة بنود منها الإتفاق على وقف كافة الأعمال العدائية التفلتات الامنية فورا في كل الجهات وتأمين حياة المواطنين كافة وتكثيف الجهود الرامية لرد الأموال المنهوبة مع ملاحقة المتفلتين والمعتدين في جميع الجهات الذين فجروا هذه الفتنة بالقبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة فيما طالبت الوثيقة بعدة مطالب منها صيانة موارد المياه التي تأثرت بالنزاع ،حفر وتركيب عاجل لمصادر مياه شرب جديدة لتوفير المياه للمجموعات الكبيرة التي اضطرت لإخلاء مصايفها وفتح وتامين الطرق كافة في الولاية .
وقال والي جنوب دارفور المكلف اللواء الركن، هاشم خالد محمود، إن وثيقة العهد والميثاق ستكون مرجعية لكل أهل السودان، وتأسف والي جنوب دارفور للحادث الذي وقع بين الرزيقات والفلاته ووصفه ب(سحابة الصيف) مؤكداً أن أغلى ما تزخر به ولاية جنوب دارفور هو المورد البشري باعتباره محور الأرض وعمارها.
فيما أشار قائد ثاني الدعم السريع، الفريق عبدالرحيم حمدان دقلو، إلى صدور تعليمات من الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان والفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي ورئيس الوزراء، عبدالله حمدوك بجمع السلاح والقبض على المتفلتين. وأعلن عن اجتماع غدا الخميس لجمع السلاح من (٦) قبائل لتكون في يد القوات النظامية حتى تعود الادارة الاهلية لسيرتها القديمة يساق فيه المجرم بالخفير، وتابع “ساعدونا في الأمن بالمعلومة”.