مجزرة يونيو: مطالب تحقيق عادل.. وجهود المجلس لموارة سوأته؟
تقرير: عاين 6 يوليو 2019م
يطلقون النار دون هوادة. اصوات الصراخ الهستيري تضج بالأذن! الكل يطلق ساقيه للريح هرباً من الموت وكافة أشكال التعذيب؛ ولكن لا حياة لمن تنادي!. وحدات عسكرية قوامها فاق العشرة الف، تقتحم ميدان القيادة من شوارع البلدية- الجامعة- الجمهورية، يغلقون مداخل القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة. وآخرون على ظهور دواب وبعض راجلون. المعتصمون يغطون في نوم عميق بعد يوم مرهق سمائه كانت ماطرة. يأملون باستعدادات العيد التي قطع عليها الشعب استعداد لزحف اكبر ناحية الخرطوم. لشد عضد المعتصمين؛ ضغطاً لحكومة مدنية تلبي طموح الناس. وتطفىء ظمأ الشعب المتعطش للحرية. مأساة تجلت بكافة أشكالها، قتل- فحرق- ضرب عشوائي، تهديد ووعيد. تحرش واغتصابات، ثم طمس لاثار الجريمة برمي الجثث على النيل، ملاحقة الجرحى داخل المستشفيات صحب ذلك اختفاء قسري. وبالرغم من مرور شهر ونيف لازالت بعض الأسر تفقد ابنائها حيثً لا مصيرهم حتى اليوم. القتلى تجاوز الـ (118) وفق لجنة الاطباء المركزية؛ الجرحي عدده (784) حالات الاغتصاب والتحرش والتي تم رصدها بمساعدة الضحايا وصل لـ(12) حالة سبعة منهم اغتصاب كامل والبقية تحرش جسدي واغتصاب لفظي وفق مركز الاحفاد.
فُض إعتصام أسقط نظام الرئيس السابق عمر البشير الذي امتد لـ (30) عام الا قليل. في عشية وضحاها أصبحت القيادة العامة التي نثرت فيها كافة أشكال الابداع، واستئصال فيه الشعب السوداني سوءات الانقاذ اصبحت ساحة ينعق فيها البوم . ومصدر ألم يعتصر كل من يعبرها. وحتي هذه اللحظة لم يقدم المجلس العسكري المتهم الأكبر بارتكاب المجزرة اى نتائج التحقيق. وظل حديثه عن إعلان التحقيق وعد كاذب انتظره الناس كثيراً دون نتائج. الأمر الذي قد يفضي الى لجان تحقيق دولية لتحديد هوية مرتكب الجريمة.
ووفقاً لشهود عيان، ومراكز متخصصة استمعت لهم ( عاين)، ان عملية استهداف المتظاهرين كانت مخططً لها بدقة. بغرض يهدف إ لى فض الاعتصام- طمس آثار الجريمة- وإخماد أي عمل مدني إضافي. هاجمت القوات الأمنية التابعة للمجلس العسكري الانتقالي المتظاهرين في تسعة مواقع استراتيجية تحيط بالقيادة العام ، واغلقت طرق السلامة والخروج من القيادة بهجوم بربري على المدنيين، كانت البداية بفض منطقة كولومبيا الواقعة في الاتجاه الشمالي لموقع الاعتصام. باعتبارها موقعاً تسبب في اعاقة الحركة المرورية في شارع النيل وسبب ايضاً مضايقة للمارة باعتباره موقع ( فوضى إجرامي ) كان ذلك قبل فض الاعتصام بثلاثة أيام. لم يكن الهجوم هو الأول من نوعه منذ بدء الاحتجاج ، ولكنه بالتأكيد أحد أكثر المجازر الدموية التي وقعت في العاصمة الخرطوم.
أيادي خارجية
كشف خبير أمني سوداني تحدث لـ(عاين) مطالباً حجب هويته لدواعي امنية عن ضلوع ا المملكة العربية السعودية وحلفائها الإقليميين في تطهير موقع الاعتصام. يشير ذات الخبير إلى جانب التقارير الإخبارية إلى أن خطط تدمير مقر الاعتصام تمت مناقشتها خلال زيارات مايو إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر من قبل رئيس المجلس العسكري الفريق أول. عبد الفتاح البرهان. موضحاً انه في اوائل يونيو ، هبطت طائرات شحن سعودية وإماراتية في مطار الخرطوم تسليم المجلس العسكري بإمدادات لم يفصح عنها إلا أنها كانت مرتبطة بفض الاعتصام
كانت وزارة الخارجية السودانية قد أصدرت تنبيهًا لجميع السفارات الأجنبية والمنظمات الدولية العاملة في السودان لتفادي منطقة الاعتصام؛ وجميع مواقع الاحتجاج في جميع أنحاء البلاد “من أجل سلامتهم وأمنهم”. ومنع المجلس العسكري عددًا من القنوات المحلية من حضور الاعتصام وتغطية الأحداث. تزامنت هذه الإجراءات مع اقتراب فض الاعتصام، وفقًا لعبد السلام منداس ، أحد المحتجين وضحية لهجوم 3 يونيو. وكان آخر هذه الإجراءات هو اغلاق مكتب قناة الجزيرة والاعتداء على الإعلامي المتعاون معها في البث المباشر (شو تايم) بالضرب المبرح لتخويفه.
اغتصابات ومجاهرة
ابشع الصور المتداولة بعد فض الاعتصام ، تلك الصورة التي يظهر فيها أحد أفراد قوات الدعم السريع الذي كان يعلق ملابس نسائية داخلية متقطعة على مدفعه. انتشرت هذه الصورة مع تزايد اخبار الاغتصاب. وحتى هذه اللحظة لم تتوصل المراكز المتخصصة الى العدد الكلي للضحايا الاغتصاب.وتتراوح الارقام مابين الـ (12) الى (70) تقول الخبير النفسي سليمي شريف عن مركز جامعة الاحفاد للارشاد لـ(عاين) ان عدد الحالات التي وصلت الى المركز طالبة الجرعات العلاجية (12) حالة سبعة منها تعرضت لعمليات اغتصاب كاملة و (5) تعرضت لاغتصاب لفظي وتحرشي بدني كامل. موضحة أن الحالات المذكورة لم تصل الى المركز مباشر بقدر ما أنها تواصلت عبر وسائط مختلفة. مضيفة أن التحرش والاغتصاب ماهو الا وسيلة لكسر شوكة النساء ووقف مشاركتهم في الثورة. وقالت شريف ” انا بعيني شفت عمليات تحرش كثيرة في المظاهرات الماضية”.
وتمضي في ذات الاتجاه مدير مركز سيما ناهد جبر الله قائلة لـ(عاين) مجذرة 3 يونيو شهدت كافة أنواع الجرائم بما فيها الحرق والتخلص من الجثث في النيل تمت العديد من جرائم الاغتصاب التي وقعت وصلت من البشاعة حد الاغتصاب بعد والوفاة الى اغتصاب وتحرش جنسي بالرجال غالبية الضحايا دون الثامنة عشر. وهي امتداد للاعتداءات التي شهدها العالم في دارفور. تواصلت مع العديد من ضحايا الاعتداءاتالجنسية فضلاً عن شهود العيان. قائلة ” شخصياً تعرضت للتهديد بالاغتصاب في يوم المجذرة تم تجميعنا بعد ان تم كسر الأبواب في معهد الاشعة وتعرضنا للضرب بالسياط والعصي ومن ضمن ذلك التهديد بالاغتصاب. في هذه الفترة تم رصد العديد من حالات التحرش والاغتصاب. هذا يؤكد أننا نتعامل مع نفس النظام وآلياته . في ظل وجود المليشيات في الشوارع – تهديد ووعيد المتواصل مازال الخطر ماثلاُ. نحن كنساء نعاني من عدم الأمن. وهذا شي طبيعي في ظل انتشار المليشيات وغياب الاجهزة المناط بها حماية المواطن ” الشرطة” انتهاك الكرامة يتم على أيدي مجموعات تنتمي إلى المجلس العسكري.
مواراة السوأت
في ذات الإطار يرى تجمع المهنيين السودانيين أنه من الصعب تحديد الخسائر الناجمة عن مجزرة القيادة. واصفاً العملية بالدقيقة في التنفيذ مع سبق الإصرار والترصد وقال القيادي في تجمع المهنيين مسؤول العلاقات الخارجية د. محمد يوسف احمد المصطفي لـ(عاين) الخسائر من الصعب على أي جه تحديدها الانتهاكات تمت بصورة ممنهجة ومدروسة وتمت تغطية آثار الجريمة بصورة مقصودة وممنهجة نحن نستطيع أن نتحدث على الأقل عن مئات القتلى؛ آلاف الجرحى، ومئات المفقودين. هم إما أن يكونوا قتلوا ودفنوا في مكان ما أو أنهم معتقلين خاصة وان هناك جثث بدأت تطفح على النيل! وقطعاً هي ليست من الثالث من يونيو لأن الجثث لن تبقى هكذا مدة في الماء. فإن يطفح أحد في اليومين الماضيين ذلك يعني أنه قربياً. وهو ما يثبت فرضية أن المفقودين موجودين في مكان ما؛ تمارس عليهم أبشع أنواع العنف، من يمت منه يلقي جسده في البحر. وهو شي مقصود لالحاق اكبر اذى ممكن بالثوار لتخويف الناس. ولكن الشعب أوضح أن هزيمة الثورة دونها الموت وهاهي مليونية يوم 30\6 خرج فيها السودانيين غير ابهين لتهديد الجنجويد والتاشترات . ويبقى أولياء الدم- وضحايا الاغتصاب؛ اولئك الذين فقد اطرافهم ومن تم ترويعه وتعذيبه النفسي بالمشاهدة او الاستماع. في انتظار نتائج تحقيق عادلة وتقديم الجناة الى محاكم ناجزة. يأتي هذا الانتظار في ظل المحاولات اليائسة التي يقوم بها المجلس العسكري ليوارى سواته. بعد أعلن النائب العام السابق بعدم مشاركته في فض الاعتصام مما أدى إلى إقالته على الفور.