لجان المقاومة تحشد لـ “مليونية 30 يوينو” وتباين في مواقف القوى السياسية منها
عاين :25-يونيو2020
مع اقتراب الموعد المضروب لتسيير مليونية 30 يونيو، التي دعت قوى ثورية في السودان، تتباين الآراء في الأوساط السياسية والشعبية بين داعم لقيامها ومحرض على إلغائها، ورغم ذلك تسير الترتيبات للمليونية بشكل مستمر وصل حد تحديد مسارات المليونية في بعض المدن من قبل لجان المقاومة وتنسيقياتها، في ظل ترقب شعبي كبير لأحداث اليوم الذي يوافق الذكرى الأولى لمليونية 30 يونيو 2019 التي أجبرت المجلس العسكري وقتها على الرجوع لطاولة التفاوض مع قوى الحرية والتغيير والتي تختلف داخلها المواقف من المليونية المعلنة.
وأعلنت منظمة أسر الشهداء الدعوة للخروج في مليونية مماثلة في 30 يونيو الجاري لتصحيح مسار الثورة والضغط على الحكومة لتحقيق أهداف الفترة الإنتقالية، وتلى ذلك بيانات المساندة من مختلف تنسيقياتها في المدن والولايات، فيما اختلفت مواقف القوى السياسية الممثلة في تحالف الحرية والتغيير بين الدعم والمساندة والرفض.
وأعلن الحزب الشيوعي موافقته ودعمه لتسيير المليونية عبر دعوته المؤيدة للحراك وتوجيهه لقواعده بضرورة المشاركة في المليونية، ودعا الحزب فيما رأى أنه من أهداف المليونية استكمال هياكل السلطة الانتقالية، وطالب بتحقيق العدالة والقصاص للشهداء محاسبة رموز النظام البائد على كل الجرائم التي تم إرتكابها منذ 1989، وشدد على ضرورة إعادة هيكلة المنظومة العسكرية والشرطية بما فيها مطالبا بإقالة مدير عام الشرطة بجانب المطالبة بالإسراع في إكمال ترتيبات السلام الشامل. ومن جانبه أعلن التجمع الإتحادي تأييده للخروج في المليونية، مطالباً بذات الأهداف ومؤكداً على الحرص على جعل المليونية فرصة لإعادة وحدة قوى الثورة وإعادة الإلتزام بإعلان قوى الحرية والتغيير.
في وقت رفض حزب الأمة القومي المشاركة في 30 يونيو محذراً من استغلال عناصر الثورة المضادة للاحتجاجات لصالحهم وخاصة بعد دعوة الفلول للخروج في المظاهرة والمطالبة بإسقاط الحكومة الإنتقالية، وقال حزب الأمة في بيان، إن التظاهرات السلمية حق كفله القانون، طالما كانت المطالب واضحة ومشروعة، وأكد استمرار دعمه للحكومة الانتقالية بكل السبل والعمل على تقويتها، مشيراً إلى أن الوقت ليس الوقت المناسب للمطالبة بمثل هذه المطالب، ورأى أن التظاهر وسيلة ضغط يمارسها من لم يستطع إيصال صوته للجهات المسؤولة، كما أن وسائل الضغط التي يمكن أن تمارسها قوى ثورة ديسمبر على الحكومة، تحقيقاً لأهدافها وإكمالها لمطالبها، متوفرة ومتعددة دون اللجوء إلى التظاهرات التي يمكن استغلالها بواسطة أصحاب الغرض والثورة والمضادة، وزاد :”إن أنجع السبل لحماية الثورة وتحقيق أهدافها هو أن تلتف كل القوى الثورية حولها بقوة وتفعيل حاضنتها السياسية واصلاح هياكلها وتقوية مساراتها وتوحيد رؤاها”.
وبهذا الصدد، قال رئيس اللجنة الإقتصادية بحزب الأمة، الصديق الصادق المهدي، إنهم يعتبرون 30 يونيو ذكرى مهمة وتستحق الإحتفاء ولكنه يرى أنه من الممكن استغلال اليوم من قبل الجماعات التي تهدف لإحداث فوضى، معتبرا أن ذلك يمثل تهديداً أمنياً للفترة الإنتقالية، وأكد أن حزب الأمة يرى أنه من واجبه تنبيه الجماهير من الفوضى، كما لفت المهدي إلى أن الخطر الصحي يمثل أيضاً عائق أمام قيام المسيرة نسبة لانتشار وباء الكورونا بصورة كبيرة في ظل محدودية امكانيات النظام الصحي بالبلاد، وأقر المهدي بوجود أزمة اقتصادية خانقة نبه إلى أن حلها يجب أن يكون بوسائل التواصل المعروفة مع الحكومة دون الحوجة للتظاهر، وتابع :”نرى في حزب الأمة أن الحكومة الحالية حكومة الثورة ويجب أن يتم دعمها من كل الأطراف بدل الضغط عليها، لا نريد أن نكون نحن كشعب سوداني أحد التحديات التي تواجه الحكومة بل نريد أن نمثل لها دعما لتكامل الأدوار الرسمية والشعبية لعبور الفترة الانتقالية”.
وايدت لجان المقاومة بولاية الخرطوم المليونية وبدأت ترتيباتها للخروج. وقال عضو لجنة المقاومة بمدينة الخرطوم محمد الطيب لـ(عاين)، إن “الترتيبات تسير باتفاق كامل بين كافة اللجان، وكشف عن تكوين غرفة طوارئ تضم ممثلين من تنسيقات لجان المقاومة بكل ولاية الخرطوم، وأشار إلى أن الغرفة تعمل على صياغة المذكرات التي سيتم تقديمها، لافتاً إلى أن مسارات التحرك ستعلن بعد إجازتها من غرفة الطوارئ.
ونبه الطيب، إلى أن أهم المطالب التي تحتويها المذكرة، تشمل المطالبة بالإسراع في تحقيق عملية السلام ودفع العدالة الإنتقالية ومحاسبة المتورطين بجانب إكمال هياكل السلطة الإنتقالية وحلحلة الأزمات المعيشية التي ترهق المواطن.