“الدعم السريع” تقطع طريق نجاة السودانيين جنوباً

عاين- 11 ديسمبر 2024  

تسبب توغل قوات الدعم السريع إلى الجزء الجنوبي من ولاية النيل الأبيض، في إغلاق معبر حيوي بين دولتي السودان وجنوب السودان، وسط مخاوف من تداعيات كارثية نتيجة لذلك، نظراً لأنه كان يمثل شريان حياة لسكان المنطقة، ونقطة لتبادل المصالح الاقتصادية بين شعبي البلدين.

ومنذ اندلاع الحرب الحالية في منتصف أبريل من العام الماضي، أصبح معبر جودة الحدودي منفذاً أساسياً للمواطنين السودانيين الراغبين في الفرار من القتال إلى دولتي جنوب السودان وأوغندا، كما كان خط إمداد رئيس لولاية النيل الأبيض التي تفرض عليها قوات الدعم السريع حصارا من عدة اتجاهات، بالسلع والمواد الغذائية.

وبحسب مصادر عسكرية تحدثت لـ(عاين)، فإن قوة الدعم السريع تحركت من سنجة بعد أن هاجمها الجيش نحو إقليم النيل الأزرق، ومنه إلى ولاية النيل الأبيض، وتمكنت من السيطرة على منطقة التبون الواقعة بين مدينتي الجبلين وجودة، وجعلتها مركزا لانطلاق عملياتها العسكرية، والقيام بمناوشات نحو المعبر البري، ومنطقة بوط التجارية في إقليم النيل الأزرق.

وتقع التبون على طريق الأسفلت الرابط بين مدينتي ربك وجودة، ومنها إلى مدينة الرنك في دولة جنوب السودان، وانسحبت قوات الجيش التي كانت في منطقة معبر جودة من الجانب السوداني، إلى داخل جنوب السودان، وفقل للمصادر العسكرية.

توقف تام

وقال عزيز أوير، وهو صاحب مكتب سفر في مدينة الرنك لـ(عاين): إن “حركة المسافرين عبر معبر جودة توقفت تماماً منذ أيام، ولم نتمكن من التعرف على حقيقة الأوضاع، لأنه لم يصلنا سائقين من المعبر، بينما لم تتحرك سيارات من الرنك إلى هناك، كما كان معتادا في السابق”.

وانخفض الزخم التجاري وحركة المسافرين في مدينة الرنك بدولة جنوب السودان، كنتيجة سريعة لإغلاق معبر جودة الحدودي، بحسب أوير الذي يمني نفسه بعودة الحركة مجدداً.

وكان معبر جودة الخيار الأول لمواطني ولايات السودان الوسطى وإقليم كردفان، للنجاة بأنفسهم من نيران الصراع المسلح، لأنه أقل تكلفة مالية مقارنة بغيره، إلى جانب التسهيلات التي تمنحها دولتا جنوب السودان وأوغندا للاجئين السودانيين لدخول أراضيها.

لقطة شاشة من فيديو لجنود من الدعم السريع يسيطرون على منطقة الجبلين العسكرية القريبة من معبر جودا الحدودي

وتكدس المسافرون في مدينة ربك بعدما امتنع السائقون عن التوجه إلى منطقة جودة خشية التعرض لعمليات نهب على الطريق الذي قطعته قوات الدعم السريع عند منطقة التبون، وذلك بحسب ما نقله عبد الله صديق أحد سكان مدينة ربك لـ(عاين).

وقال صديق إنه مع “تدهور الخدمات في ولاية النيل الأبيض خاصة الكهرباء والاتصالات، شرع بعض السكان في المغادرة إلى دولة جنوب السودان وأوغندا، كما جاء مواطنون من ولايات أخرى بغرض الخروج عبر معبر جودة، لكنه توقف وجعل الناس في حيرة كبيرة، لأنهم لا يقدرون على تكاليف الرحلات الجوية من مدينة بورتسودان”.

وأشار عبد الله، إلى أن مواطني مدينة الجبلين نزحوا بشكل جماعي إلى ربك بعد اجتياح قوات الدعم السريع لمنقطة التبون المجاورة؛ لأنهم كانوا يخشون أن تهاجم تلك القوات مدينتهم.

قطع الشريان

من جهته، قال الصحفي المقيم في مدينة كوستي عبد الوهاب جمعة لـ(عاين): إن “معبر جودة منذ اندلاع حرب 15 أبريل كان بمثابة شريان حياة للسودانيين، حيث يمثل منفذ سهلاً للراغبين في اللجوء إلى دولتي جنوب السودان وأوغندا، كذلك ممر لتبادل السلع والمنتجات الغذائية بين السودان وجنوب السودان”.

ويضيف:”بعد انقطاع الطريق بين مدينتي ربك وسنار، أصبح معبر جودة المنقذ الوحيد لمواطني ولاية النيل الأبيض، إذ وصلت السلع والمواد الغذائية المختلفة من دولة جنوب السودان، وساعدت على خفض الأسعار، وتخفيف وطأة الحصار على سكان المنطقة”.

ونوه جمعة إلى أن استمرار إغلاق معبرة جودة يمثل كارثة في حق آلاف المواطنين السودانيين، وسيكون له تداعيات اقتصادية سيئة، ربما ارتفاع الأسعار وشح في بعض المنتجات في ولاية النيل الأبيض.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *