السودان: تجدد الاشتباكات بالخرطوم وترقب لمحادثات (جدة)

6 مايو 202‪3
تجددت اليوم السبت، الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بالعاصمة الخرطوم، وذلك بالتزامن مع بدء محادثات سلام بين الطرفين في مدينة جدة السعودية، بوساطة أمريكية سعودية.
وبحسب شهود تحدثوا مع (عاين) فإن معارك دارت بين الجيش وقوات الدعم السريع بمحيط الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون في مدينة أمدرمان، كما سمع السكان أصوات الرصاص ودوي المدافع تصدر من منطقة وسط وشرق الخرطوم باتجاه قيادة الجيش والقصر الرئاسي.
ونفذ الطيران الحربي التابع للجيش السوداني غارات جوية على تجمعات لقوات الدعم السريع في شارع رئيسي قبالة جسر ود البشير في امبدة وتجمعات أخرى في غرب أمدرمان، وواجهت قوات الدعم السريع الطلعات الجوية بالمضادات الأرضية، وفق شهود.
يأتي ذلك بعد ان عاشت العاصمة الخرطوم هدوء كبير أمس الجمعة عقب التزام غير مسبوق من طرفي الصراع بهدنة إنسانية مدتها 72 ساعة استجابة لنداءات جهات دولية وإقليمية.
وتعرض السفير التركي لدى السودان، الى إطلاق نار مباشر في سيارته بالقرب من مقر السفارة المجاور لقيادة الجيش بوسط الخرطوم، وتبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات بشأن الذي فتح النار على الدبلوماسي التركي، وذلك عبر بيانات صحفية صادرة عن الطرفين.

السودان: تجدد الاشتباكات بالخرطوم وترقب لمحادثات (جدة)
ترقب للمحادثات
وفي الأثناء، تسود حالة من الترقب الواسع لمحادثات سلام تحتضنها مدينة جدة بوساطة أمريكية سعودية تهدف الى التوصل لاتفاق لوقف دائم لإطلاق النار في البلاد. وقال الجيش السوداني في بيان صحفي، إنه “في إطار المبادرة الامريكية السعودية التي تم طرحها منذ بداية الازمة، غادر الى مدينة جدة مساء امس وفد القوات المسلحة السودانية لمناقشة التفاصيل الخاصة بالهدنة التي يجري تجديدها كل مرة بغرض تأمين وتهيئة الظروف المناسبة للتعامل مع الجوانب الإنسانية لمواطنينا في ظل الأوضاع الراهنة”.
من جهته، قال قائد قوت الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو في صفحته الرسمية بفيس بوك، “نرحب بالبيان الأمريكي السعودي بشأن بدء المحادثات بين الأطراف السودانية في مدينة جدة”.
وأضاف “نشيد بالجهد الإقليمي والدولي المبذول للوصول الى وقف إطلاق نار يسهل فتح ممرات إنسانية تمكن المواطنين من الحصول على الخدمات الأساسية.. اننا متمسكون بمواقفنا الثابتة والمعلنة بضرورة الوصول الى حكومة انتقالية مدنية تؤسس الى تحول ديمقراطي مستدام، يحقق تطلعات شعبنا في الامن والسلام والتنمية والاستقرار”.
ورحبت قوى سياسية ومدنية في السودان بالمحادثات، وأملت ان تقود الى وقف شامل لإطلاق النار في البلاد. وارتفعت حصيلة قتلى الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ اندلاعه في منتصف ابريل الماضي ارتفعت الى 473 شخصاً من المدنيين والاصابات الى 2454 شخصاً، وفق اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان.
وقادت الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع منذ منتصف ابريل الماضي، الى تدهور مريع في الأوضاع الإنسانية، إذ خرجت 72% من مستشفيات الخرطوم عن الخدمة، كما اشتعلت أسعار مجمل السلع الاستهلاكية والذي فاقم الازمة المعيشية للمواطنين في ظل توقف الأعمال في كافة القطاع، وتوقف صرف الرواتب للعاملين في الدولة.
واتسع نطاق النهب والسلب، فبعد أن طالت متاجر ومصارف مؤسسات عامة وخاصة في انحاء متفرقة من العاصمة الخرطوم، لتتمدد وتنتقل بشكل متسارع الى الطرق القومية المؤدية الى الولايات لتهدد حركة الفارين من جحيم الحرب في العاصمة.