المعارضة تحشد لجولة جديدة ومظاهرات واطلاق نار في احياء الخرطوم
تقرير عاين : 12يناير 2019
بعد تعاظم الاحتجاجات الشعبية واتساع رقعتها في معظم أنحاء البلاد مطالبة بتنحي الرئيس البشير واستمرارها لأكثر من ثلاثة أسابيع، صعّدت قوى المعارضة من عملها الجماهيري معلنة عن مواكب جماهيرية جديدة تدخل بها الانتفاضة الرابع. وفي غضون ذلك فقد خرجت عدة مظاهرات اليوم الجمعة في عدد من أحياء الخرطوم ومنطقة بارا في ولاية شمال كردفان.
لجان المقاومة
أخذت دائرة الاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الحكم القائم بالبلاد في الاتساع داخل الأحياء في المدن الكبيرة وساحاتها وعموم القرى، وكانت مظاهرات امدرمان الاحد الفائت تعد الاقوى والتي شهدت بسالة منقطعة النظير من قبل المتظاهرين الذين استمروا في حالة كر وفر حتى وقت متأخر من ليل نفس اليوم قبل أن يعاودوا التظاهر ليلة الخميس.
ومنذ ليل الخميس، بثت جهات مطلبية وتجمعات مدنية دعوات للتظاهر اليوم الجمعة في عدد من الأحياء عقب الصلاة، وبالفعل انتقد عدد كبير من خطباء مساجد في العاصمة الخرطوم وعدد من مدن الولايات تردى الأوضاع وعمليات القمع وأطلاق النار ضد المتظاهرين السلميين ما أسفر عن مقتل ثلاثة الاحد الماضي واصابة آخرين ليصل مجموع قتلى الاحتجاجات منذ تفجرها بشكل اعنف في ديسمبر الماضي الى 42 شخصا وفقا لاحصائيات منظمات دولية فيما تقر الحكومة بـ222 قتيلا فقط.
وظهرت لأول مرة منذ انطلاق التظاهرات في ديسمبر الماضي لجانا ثورية في أحياء بري والحاج يوسف وحلفاية الملوك وبعض أحياء أمدرمان، ونفذت لجان المقاومة في الأحياء عددا من التظاهرات في الحاج يوسف والحلفايا. ولقت التظاهرات التي دعت لها لجنة المقاومة بحي الحلفايا تجاوبا كبيرا جدا من قبل جماهير الحي كما انضمت اليها عددا من الاحياء المجاورة.
وخرج المئات من المتظاهرين في مدينة الحلفاية شمال العاصمة بعد دعوات واسعة للتظاهر اليوم عقب صلاة الجمعة من مساجد المنطقة، وتجمع المتظاهرون في ميدان الاخوة والثوار قبل أن يلتقوا على الشارع الرئيس ويتجهون إلى محطة الكيلو. وقال شاهد لـ(عاين) تمركزت قوات امنية وسمع دوي كثيف لإطلاق النار والغاز المسيل للدموع. وكانت لجان المقاومة دعت عبر شبكات التواصل الاجتماعي للخروج فيما سمته موكب الملوك اليوم الجمعة.
جبرة مخاطبة ومظاهرة
وفي منطقة طه الماحي بحي جبرة، خرج العشرات من المصلين من مسجد الراشدين الى الشوارع بعد أن خاطب أحد المصلين أمام المسجد الداعية المعروف عبد الحي يوسف ودعاه الى قيادة مسيرة الى الشارع تطالب برحيل النظام، وهتف المصلون داخل الجامع “تسقط بس” قبل ان يخرجوا الى الشارع مطالبين بإسقاط النظام، وشوهدت سيارات شرطة تسرع من مناطق قريبة في جبرة الى مكان تجمع المصلين وعليها رجال شرطة يحملون الهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع.
ونقلت مصادر عدة لـ(عاين) في عدد من أحياء الخرطوم خروج تجمعات في مناطق ود نوباوي بأم درمان ومنطقة الجيلي شمال الخرطوم وبيت المال بامدرمان.
بارا في الشوارع
وفي مدينة بارا بولاية شمال كردفان، خرج المئات في تظاهرات حاشدة من مساجد المدينة باتجاه السوق الكبير للمطالبة بإسقاط النظام.
وقال مشاركون في المظاهرة الحاشدة لـ(عاين)، ان تجمع المحتجين انطلق إلى الساحة العامة بعد خروج أعداد مقدرة من المتظاهرين عقب صلاة الجمعة قبل أن ينضم إليهم عدد كبير من المواطنين. واشار مشارك في المظاهرة، الى الموكب انطلق لمسافات طويلة حتى وصل سوق المدينة وهناك تزايد عدد المتظاهرين الذين هتفوا للحرية والعدالة والمساواة وإسقاط النظام. ولفت الى أن المتظاهرون سيطروا الى الساحة الرئيسية في السوق لفترة زمنية قاربت الساعة قبل أن ينصرفوا من تلقاء أنفسهم دون أي تدخل أمني.
المعارضة تحشد
ودعا تجمع المعارضة الرئيسي والذي يضم قوى نداء السودان، وتجمع المهنيين السودانيين، وقوى الاجماع الوطني، والتجمع الاتحادي المعارض، الى جولة جديدة من المواكب السلمية التي دعا لها من قبل في مدن الخرطوم، وأم درمان، وحدد هذه المرة مدينة بحري المحطة الوسطى للتظاهر.
وقال التجمع في بيان له ليل الخميس، “إننا ندعو جميع بنات وأبناء شعبنا لمواصلة التظاهر حتى إسقاط هذا النظام، ونؤكد أن قطار الثورة الذي انطلق لن يوقفه بطش أو إرهاب، ونعلن عن إطلاق أسبوع انتفاضة المدن والقرى والأحياء الذي ستكون فيه التظاهرات بشكل مستمر “.
وحدد البيان “مسيرة الشهداء يوم الأحد القادم الموافق ١٣ يناير والتي تنطلق من المحطة الوسطى الخرطوم بحري، لتكمل بحري ما بدأته الخرطوم وأم درمان في مسيرات الرحيل السابقة. بجانب مواكب مسائية معلن عنها في عدد من المناطق بالبلاد سنصدر جدولاً مفصلاً بها اضافة الى مسيرة الحرية والتغيير يوم الخميس ١٧ يناير ٢٠١٩ والتي ستكون بالعاصمة وعدد من المدن الأخرى بالتزامن في وقت واحد لنزلزل عرش الطاغية”.
وأشار البيان الى ان النظام المرعوب لم يجد طريقاً لمواجهة الجموع سوى استخدام العنف المفرط في مواجهة العزل الذين يهتفون في الشوارع. فقدت بلادنا جراء وحشية هذا النظام شهداء برصاصات غادرة، واستقبلت المستشفيات حالات إصابات أخرى بالرصاص لا زالت تتلقى العلاج الطبي حتى الآن وسط حصار وملاحقة العناصر الأمنية التي تريد أن تحمي النظام ولو على جماجم الأبرياء من أبناء وبنات شعبنا. إننا نؤكد أن دماء هؤلاء الشهداء لن يضيع هدراً وأن إقامة العدل ومحاسبة القتلة تتقدم أجندة التغيير الذي نناضل من أجله، ولن يفلت من الحساب مجرم امتدت يده إلى أي مواطن/ة في بلادنا هذه، كما نحيي الموقف القوي للأطباء الذين رفضوا أن ينصاعوا لبطش آلة النظام الأمنية وأعلنوا إضرابهم احتجاجاً على ممارسات السلطة الوحشية.
البديل الديمقراطي
واهاب بيان صادر عن مركزية الحزب الشيوعي السوداني اليوم الجمعة، بعضويته بالاشتراك الفعال في المواكب التي أعلن عنها تجمع المهنيين وقوى الاجماع ونداء السودان وتجمع الاتحاديين المعارض والمتمثلة في المسيرات والمواكب المعلنة للاطاحة بالنظام.
ودعا بيان الشيوعي، أبناء وبنات شعبنا مواصلة تظاهراتهم ومواكبهم الحاشدة ومقاومة البطش والإرهاب وهزيمته حتى اسقاط النظام واقامة السلطة المدنية الانتقالية وفق البرنامج البديل الديمقراطي ونداء الخلاص. واضاف “النصر الاكيد لجماهير شعبنا التي اكدت في كل مدن السودان بما لايدع مجالا للشك ان الرصاص لن يثنيها وأنها ماضية في تحقيق إرادتها المشروعة في العيش الكريم في وطن خير ديمقراطي.
مدني مجدداً
مدينة ودمدني بولاية الجزيرة على موعد للمرة الثانية منذ انطلاقة الاحتجاجات، وحدد تجمع المهنيين السودانيين وقوى المعارضة مواكب يومي 13 و16 يناير للمطالبة بتنحي البشير وتكملة ما بدأته الأسبوع الماضي وخروج الآلاف في المدينة لتسليم مذكرة تنحي البشير عن السلطة.