موكب 6 يناير: كر وفر بالقرب من القصر الجمهوري
تقرير عاين : 6 يناير 2019
في أسبوعها الثالث تواصلت مطالب السودانيين بإسقاط النظام في عدد من المدن السودانية ظهر اليوم الأحد، وجاءت تظاهرات السادس من يناير استجابة لدعوة أطلقها تجمع المهنيين السودانيين. وقامت السلطات السودانية بقمع المتظاهرين حيث سمع دوي رصاص بالقرب من منطقة البراري وسط العاصمة التي شهدت اعنف تظاهرات. بينما قامت السلطات بحملة اعتقالات واسعة شملت أساتذة جامعة الخرطوم وعدد من الصحفيين من مراسلي الصحف العالمية، حيث اعتقل مراسل صحيفة بلومبرغ الصحفي محمد أمين ومراسل صحيفة الشرق الاوسط أحمد يونس، وعدد كبير من الصحفيين بالصحف المحلية. واقترب المتظاهرين في اسبوعهم الثالث من القصر الجمهوري من عدة جوانب مما ادى الى تشتيت الاجهزة الامنية التابعة للحكومة السودانية وارهقها. وفي ولايات السودان الاخرى خرج مواطنو كل من عطبرة حاضرة ولاية نهر النيل المقرر ان يزورها البشير يوم الغد، ومدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة.
استجابة واسعة لِتجمع المهنيين
خرجت العاصمة السودانية من عدة جهات صوب القصر الجمهوري استجابة لنداء الحرية والتغيير الذي يضم تجمع المهنيين السوداني وعدد من القوى السياسية الفاعلة، حيث خرج المئات من منطقة السجانة وابوحَمامة. ويقول مراسل (عاين) ان المظاهرات شهدت عمليات كر وفر بين المتظاهرين والسلطات. موضحاً ان جهاز الامن قام باعتقال العشرات من المواطنين بسبب دخوله وسط المتظاهرين بزي ملكي وفي الأثناء بث الناشطين صور لأفراد جهاز الأمن ملثمين يلقون القبض على نساء في التظاهر.
“مظاهرات هادرة”
وفي مظاهرات مشابهة خرجت المئات في منطقة بري وسط الخرطوم صوب القصر الجمهوري مباشرة، ويقول مراسل ” عاين ” مظاهرات بري تجمعت في منطقة سوق اربعة وسط بري، وتفرقت في شوارع داخلية قبل أن تلتقي بالقرب من دار الشرطة .واتجهت ناحية شارع القصر مباشرة؛ الأمر الذي قاد الشرطة لاستخدام الرصاص الحي على الهواء لتفريق المظاهرات، بعد أن اشتبك عدد من الشباب مع الشرطة دون اهتمام بالغاز المسيل للدموع. فيما نقل متظاهرين في منطقة بري شرق الخرطوم لـ(عاين) ان انطلاق المظاهرات جاء في المنطقة بالقرب من معرض الخرطوم الدولي قبل أن يتزايد حجمها وهناك كثفت القوات الامنية من حضورها وأخذت في قمع وحشي للاحتجاجات.
وقالت أميرة حامد لـ(عاين)، “انطلقت مظاهرات عنيفة في منطقة بري” وأضافت “شاركت في عدة احتجاجات.. لكن مظاهرات اليوم في بري كانت هادرة واستبسل فيها المتظاهرون في مواجهة آلية قمعية وتحدوا القنابل المسيلة للدموع والرصاص الذي أطلق لترهيب وتخويف المتظاهرين”. وكانت السلطات الامنية قد اقتحمت دار اساتذة جامعة الخرطوم. وقامت باعتقال عدد كبير من الأساتذة على رأسهم د. محمد يوسف احمد المصطفي عضو سكرتارية تجمع المهنيين وبروفسور محمد الامين صديق ود. محمد عبد الله، د. محمد يونس، ممدوح محمد حسن، وليد عوض الجيد ، د. عمر الحبر يوسف، بروفيسور منتصر الطيب، هيام صالح ومنال صيام استباقاً لخروجهم إلى الشارع والانضمام للمتظاهرين.
حشود أمنية
على طول شارع السيد عبدالرحمن وسط الخرطوم والتقاطعات الرئيسية المؤدية اليه تمركزت عشرات السيارات واغلقته تماما أمام المارة فيما يشبه الترسانة العسكرية، وتكونت الآلة الامنية هناك من سيارات شرطة مكافحة الشغب وسيارات أخرى “تاتشرات” عليها رجال يرتدون ازياء عسكرية لم توضح العلامات المرفقة عليها الى اي جهة امنية يتبعون لكنهم كانوا في كامل عتادهم العسكري، هذا الى جانب عدد من السيارات الصغيرة “البكاسي” عليها افراد ملثمون يحملون العصي والخراطيش السوداء.
قبل دقائق من الموعد المضروب لانطلاق المواكب الاحتجاجي وسط العاصمة توقفت حركة المرور وسط المدينة التي دخلت في حالة من السكون المطبق قبل أن يسارع أصحاب المحلات التجارية القريبة من شارع السيد عبد الرحمن الى اغلاق محلاتهم وقبلها اغلق مجمع الذهب وسط الخرطوم متاجره في وقت مبكر من الصباح. وعند الواحدة بالتمام، تجولت (عاين) في المكان المجمع للتجمع وانطلاق التظاهرة – في شارع السيد عبد الرحمن، ظهرت حركة كثيفة لسيارات الأمن والدراجات النارية التي يقودها هي الاخرى ملثمون بمقابل حالة استعداد بائنة في الازقة والطرقات الفرعية للمحتجين الذين حملوا أعلام السودان.
عنف مفرط
وقال مراسل عاين عند تقاطع رئيس على شارع السيد عبد الرحمن، تقدم شاب عشريني يحمل علم السودان الى قلب الشارع وبدأ في تلاوة السلام الجمهوري بصوت جهور ” نحن جند الله جند الوطن ” واندفع نحوه العشرات مرددين السلام الجمهوري وسرعان ما امتلأ الشارع بمئات المحتجين الذين رددوا هتافات الحرية وسقوط النظام قبل أن تنهال عليهم القنابل المسيلة للدموع بكثافة عالية ما أسفر عن إغماءات وسط المحتجين وطالت حملة القمع الامنية الوحشية عدد من المتظاهرين بالاعتقال.
ومن شارع السيد عبد الرحمن باتجاه الغرب وعند تقاطعه مع شارع الحرية، تحدى عشرات المتظاهرين هناك أيضا كثافة أمنية وأغلقوا شارع الحرية باتجاه قلب الخرطوم قاربة النصف ساعة واعاد عدد منهم قنابل الغاز المسيلة للدموع التي اطلقتها قوات الشرطة التي ارتكزت عند التقاطع وبدأ انها تخاف تماما تجاه المتظاهرين الى محطة مواصلات جاكسون.
وعلى وقع عملية القمع المتزايدة من قبل القوات الأمنية تفرق المحتجون إلى الشوارع الجانبية من شارع السيد عبد الرحمن وقرب مبنى الجمارك ومجمع المحاكم تجمهر المئات هناك وهتفوا منددين بالحكومة ومطالبين برحيلها ورفعوا أعلام السودان لكن قوات الأمن سارعت إلى إطلاق كثيف للقنابل المسيلة للدموع من سيارات شرطة ترتكز على مسافات بعيدة من المحتجين الذين أظهروا بسالة في مقاومة آلة القمع الضخمة وسط المدينة.
بسالة المتظاهرين
في شارع فرعى آخر قرب تقاطع شارع الحرية مع سلا، علت الزغاريد وأعقبتها هتافات مدوية تنادي بالحرية والعدالة والمساواة وتجمع المتظاهرون في قلب الشارع وتقدموا باتجاه شارع الجمهورية، لكن سيارات الأمن اقتحمت المتظاهرين في محاولة لدهسهم قبل أن تأتي قوة من الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع، ورصدت (عاين) اصابات وسط المتظاهرين، وحالة اختناق لسيدة ابدت بسالة وسط المتظاهرين وهي تقود دراجة نارية وبدأ انها من ذوي الاحتياجات الخاصة.
كما رصد (عاين) تجمعات المحتجين في اماكن عديدة وسط الخرطوم من الناحية الشرقية جهة مبنى كمبوني وفندق ريجنسي على تقاطع القصر مع السيد عبدالرحمن.
مدني وعطبرة
وفي ود مدني وسط السودان خرج العشرات في تنظيم دقيق مرددين هتافات ” تسقط بس” والشعب يريد اسقاط النظام” يقول شاهد عيان لشبكة (عاين) ان المئات تجمعت بالقرب من امانة الحكومة في ودمدني وتحركت صوبها الا ان القمع المفرط من الاجهزة الامنية ادى الى تفريق التظاهرات واستبق سكان مدينة عطبرة زيارة الرئيس عمر البشير المقرر لها غداً الاثنين بمظاهرات داعية لإسقاط النظام، ويقول شاهد عيان من عطبرة لـ”عاين” ” الناس اعتصمت بميدان الجيش بمنطقة الحصايا لكن الشرطة فرقتهم صباح بالغاز المسيل للدموع بعد داك احتلت قوات الأمن ميدان الجيش بالعربات المسلحة” ويضيف ذات المصدر أن المظاهرات تزامنت مع فتح المدارس التي خطط لها لإخراج الطلاب لاستقبال البشير يوم الغد وأكد ذات المصدر أن عطبرة ستخرج ضد استقبال البشير.
تتواصل دعوات تجمع المهنيين السودانيين الى الشعب السوداني بالخروج بشكل متواصل ومتوقع ان تخرج مظاهرات الأربعاء القادم بالتزامن مع دعوة أعلنها الحزب الحاكم لخروج انصاره الى الشوارع.