دارفور: الآلاف يضطرون إلى نزوح عكسي لمناطق جبل مرة
عاين- 27 سبتمبر 2023
أجبرت الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع الآلاف من نازحي حرب دارفور، على النزوح العكسي إلى مناطقهم الاصلية التي فروا منها في العام ٢٠٠٣ حول منطقة “جبل مرة” بحثاً عن الأمان والحماية في مناطق سيطرة حركة جيش تحرير السودان جناح عبدالواحد محمد نور.
وأسفرت المعارك الدائرة بين الطرفين عن مخاوف حيال مصير نازحي دارفور بمخيمات النزوح خاصة بالمدن الرئيسية في الإقليم، و فاقمت الحرب الدائرة الآن من معاناتهم الممتدة لنحو عشرين عاماً.
“الاشتعال المفاجئ للحرب أجبرني على ترك منزلي في المخيم والنزوح مرة أخرى إلى بلدتي الأصل “قلول” في جبل مرة التي نزحت منها في العام 2004″. تقول “حليمة باسي أبكر” المقيمة في مخيم داخل بلدة “كاس” غربي مدينة “نيالا” عاصمة ولاية جنوب دارفور لـ(عاين).
وتضيف: “عندما هاجمت قوات الدعم السريع حامية الجيش داخل بلدة كاس لم يكن أمامنا خيار سوى الفرار لأن الحرب اشتعلت في كل مدن دارفور ولم نجد ما نحتمي به غير بلداتنا القديمة “.
ودفعت المواجهات بين الجيش والدعم السريع، “محمد دكو” للنزوح مجدداً من مخيم “عطاش” شمال مدينة نيالا الي بلدته الاصل “ليبا” في شرق جبل مرة، وذلك بعد عشرين عاماً قضاها بالمخيم، وتابع “دكو” كان الوضع صعب لأسرتي لأن أبنائي لم يعرفوا المنطقة من قبل، وقررت البقاء في بلدتي رغم انعدام الخدمات العلاجية والغذائية لانه ليس هناك بديلا”.
(450) ألف أسرة وصلت إلى منطقة سيطرة الحركة في جبل مرة من ولايات شمال، جنوب، وسط وغرب دارفور.
السلطة المدنية بحركة جيش تحرير السودان
وبحسب تقديرات أولية أجرتها السلطة المدنية بحركة جيش تحرير السودان أن (450) ألف أسرة وصلت إلى منطقة سيطرة الحركة في جبل مرة من ولايات شمال، جنوب، وسط وغرب دارفور، وأن الأعداد في تزايد بحثاً عن الأمان.
وبدوره أشار رئيس السلطة المدنية في “حركة جيش تحرير السودان جناح عبدالواحد محمد نور” مجيب الرحمن الزبير، إلى أن معظم الفارين تعرضوا لعملية نزوح مجددا بعد أن تعرضت مخيماتهم داخل المدن إلى قذائف المدافع والطيران والذخائر الطائشة.
وقال مجيب في مقابلة مع (عاين)، “معظم الفارين قدموا من المخيمات التي كانت داخل المدن مثل مخيمات الحميدية وخمس دقائق بولاية وسط دارفور، بجانب مخيمات كاس بولاية جنوب دارفور، ومورني بولاية غرب دارفور”.
وأشار الزبير أن مفوضية العون الإنساني بـ”الاراضى المحررة” قامت بتحديد وتسمية (13) موقعاً لاقامة مخيمات للنازحين واستقبلت منهم اعداد كبيرة فى كل من ( كالوكتنج – كتروم – دبنايرة – صابون الفقر – فنقا – ليبا – قلول – تورنتاورا – سبنقا – سروتنى – فينا – طويلة ) وشرعت أيضا فى توفير احتياجات الإيواء الأولية لهم حسب إمكانياتها المتاحة.
ويصف رئيس السلطة المدنية أوضاع النازحين بـ”الكارثية” لجهة أن اعداد منهم كبار في السن وأطفال يموتون يوميا جراء انتشار الأمراض والاوبئة مع انعدام الخدمات العلاجية ونقص الأدوية. لافتاً إلى نفاد مخزون الحركة من الغذاء والدواء.
ويعيش النازحون في المخيمات خارج المدن حالة من القلق وعدم الأمان خاصة بعد تدافع أعداد كبيرة من الفارين من مدينة نيالا المخيمات خارج المدينة لاسيما مخيم “كلمة” للنازحين أكبر مخيمات النزوح بدارفور الذي يقع على يبعد نحو (20) الكيلومتر شرق مدينة “نيالا”.
ويتخوف النازحون بالمخيمات من استهداف الطرفين للمكونات الاجتماعية والعرقيات، علاوة على أنهم يعيشون فى ظروف نفسية وحالة من القلق ومخاوف من تكرار جرائم الحرب في أعقاب استخدام الطرفين أساليب تندرج تحت طاولة جرائم الحرب.
ويقول الناطق الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور، آدم رجال لـ(عاين)، إن “أعداد كبيرة من الفارين من مدينة نيالا لجأوا للاحتماء بمخيم “كلمة”، مما شكل ضغطاً كبيرا على الخدمات الصحية والمياه في وقت توقفت فيه كل الخدمات الانسانية جراء استمرار القتال وخروج المنظمات التي كانت تقدم خدمة بالمخيم.
وطالبت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور في بيانات اطلعت عليها (عاين) المنظمات الحقوقية بضرورة تفعيل آليات الحماية وإيجاد طرق بديلة لإيصال المساعدات الإنسانية الغذائية والدوائية. كما حذرت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور “اكبر جسم مدني يمثل النازحين ولاجئي حرب دارفور” من خطورة استمرار الحرب وانعكاساتها الأمنية والإنسانية على النازحين.