(إيقاد) تحدد موعد لقاء (الجنرالين) وتلويح بنقل ملف السودان للاتحاد الافريقي
عاين- 19 يناير 2024
بمعزل عن قائد الجيش الذي قاطع القمة الطارئة لرؤساء دول الهيئة الحكومية للتنمية الدولية (الإيقاد) جاءت مجريات هذه القمة بمشاركة قائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وكانت الخارجية السودانية أعلنت إيقاف الانخراط مع (الإيقاد) الثلاثاء الماضي احتجاجا على دعوة قائد الدعم السريع للمشاركة في القمة الطارئة لرؤساء دول (الإيقاد) والتي عقدت في العاصمة الأوغندية كمبالا الخميس.
عزلة إقليمية
ويرى المحلل الدبلوماسي عمر عبد الرحمن أن وزارة الخارجية السودانية تعجلت في إعلان وقف التعامل مع (الإيقاد) احتجاجا على مشاركة حميدتي؛ لأن هذه المشاركة لا تأتي على مستوى الرؤساء والحكومات، بل هي نقاشات على هامش القمة مع المبعوثين الدوليين ورؤساء الدول الأفريقية الأعضاء في المنظمة.
ويعتقد عبد الرحمن أن الرفض المتكرر من جانب الخارجية السودانية المعبرة عن السياسات الخارجية للجيش سيؤدي في النهاية إلى عزل “حكومة الأمر الواقع” عن المجتمع الإقليمي والدولي بالتالي سيلجأ الأخير إلى خيار “أكثر أحادية” لحماية المدنيين في السودان.
وأنهى رؤوساء قمة (الإيقاد) الاجتماع الذي جرى في العاصمة الأوغندية كمبالا مساء الخميس بمشاركة الجنرال محمد حمدان دقلو والرئيس الصومالي ورئيس جنوب أفريقيا والرئيس الأوغندي والرئيس الكيني ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي بإصدار بيان ختامي حدد اللقاء بين قائدي الجيش والدعم السريع خلال أسبوعين.
ونقل مصدر دبلوماسي لـ(عاين)، أن المهلة جاءت لوضع الطرف الرافض أمام الأمر الواقع أي التلويح بنقل ملف السودان إلى الاتحاد الأفريقي الذي بدوره قد يتخذ إجراءات غير مرنة بسبب تعنت نظام البرهان.
وأضاف المصدر الدبلوماسي أن الجنرال محمد حمدان دقلو أبلغ رؤوساء دول الإيقاد خلال الاجتماع الذي عقد استعداده للانخراط في حوار مع القوات المسلحة والوصول إلى مرحلة وقف الحرب دون أي شروط مسبقة.
تلويح بنقل الملف
وقال المصدر الدبلوماسي إن (الإيقاد) إذا لم تتمكن من عقد الاجتماع بين قائدي الجيش والدعم السريع؛ بسبب رفض أي طرف سيضطر إلى مخاطبة الاتحاد الأفريقي، والذي كون لجنة رفيعة المستوى مهمتها رفع تقرير إلى الاتحاد الأفريقي حول الوضع في السودان.
وتضم اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي لإسكات الأسلحة محمد بن شمباس ونائب رئيس أوغندا السابق سبيسيوسا وأنديرا وفرانسيسكو ماديرا مسؤول لدى الاتحاد الأفريقي في الصومال.
وأضاف المصدر الدبلوماسي: “اللجنة الأفريقية التي قام الاتحاد الأفريقي بتعيينها وفق الخطاب الصادر الأربعاء الماضي معني بصياغة تقرير شامل عن الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي والعسكري والاجتماعي في السودان منذ اندلاع الحرب”.
وتنص مهام اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى على العمل مع الأطراف المدنية والعسكرية والجهات الإقليمية والدولية والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لاستعادة السلم في السودان إلى جانب استعادة النظام الدستوري والاستقرار.
ودعا البيان الختامي للقمة إلى التنسيق مع الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي لحشد الدعم لعملية السلام بهدف حل النزاع في السودان.
ورحب رؤساء دول إيقاد بقرار رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي بتعيين أعضاء الفريق الرفيع المستوى المعني بالسودان، ودعوا الفريق إلى العمل بشكل وثيق وتعاوني مع إيقاد وأصحاب المصلحة الآخرين في تيسير عملية السلام في السودان.
قلق إيقاد
وأبدى البيان قلق قادة الهيئة إزاء استمرار القتال في السودان والحالة الأمنية والإنسانية المتردية الناجمة عن الحرب، وكرر دعوته إلى أطراف النزاع إلى الالتزام بالحوار والمفاوضات.
وأشار البيان إلى “التزام أطراف النزاع بعقد اجتماع مباشر في غضون 14 يوما، ودعا الأطراف إلى الاجتماع في غضون أسبوعين”.
وأعرب القادة عن استعداد الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد) المستمر لتقديم مساعيها الحميدة لتسهيل عملية سلام شاملة لإنهاء الصراع بالتعاون الوثيق مع جميع أصحاب المصلحة السودانيين والاتحاد الأفريقي والجهات الفاعلة الإقليمية والدولية.
وشددوا على أن السودان ليس ملكاً لأطراف الصراع فحسب، بل للشعب السوداني، وجددوا دعوتهم إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وكذلك وقف الأعمال القتالية لإنهاء هذه الحرب التي وصفها البيان بالظالمة، والتي تؤثر على السودانيين تمهيداً للمضي قدماً نحو الحوار السياسي.
وأكدوا المسؤولية الأساسية التي تقع على عاتق الدول الأعضاء في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية لضمان سيادة إرادة شعب السودان.
وأشار البيان إلى أن الدول الأعضاء في إيقاد ستستخدم جميع الوسائل والقدرات لضمان حل النزاع بالسودان سلميا، حيث أصدر القادة توجيهاتهم إلى أمانة الهيئة بتقديم آخر المستجدات إلى الجمعية العمومية، فضلا عن توجيه أمانة الإيقاد بالتنسيق مع مفوضية الاتحاد الأفريقي لمراجعة خارطة الطريق لحل النزاع في السودان التي اُعْتُمِدَت في الدورة العادية الرابعة عشرة لرؤساء الإيقاد مع جداول زمنية واضحة؛ وفي غضون شهر واحد، عقد عملية بملكية سودانية وبقيادة سودانية نحو تشكيل حكومة ديمقراطية في السودان.