قمة “إيقاد” تعلن موافقة الجيش والدعم السريع على وقف النار
عاين- 10 ديسمبر 2023
أعلنت الهيئة الدولية للتنمية الحكومية لدول شرق ووسط أفريقيا (الإيقاد) إحياء مقترحها بعقد لقاء مباشر بين قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو.
وصدر البيان الختامي اليوم الأحد للقمة الاستثنائية التي عقدها رؤوساء دول الإيقاد يومي السبت والأحد في جيبوتي بمشاركة المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي مايك هامر ومبعوث الأمم المتحدة إلى السودان رمطان لعمامرة.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان شارك في الجلسة الافتتاحية لقمة الإيقاد أمس السبت في جيبوتي وعاد إلى البلاد في ذات اليوم مطالبا القمة بإدانة قوات الدعم السريع واقترح تجميع القوات في مكان واحد لدمجها في الجيش.
ونقل البيان الختامي، أن قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان أبدى موافقة غير مشروطة على مقترحات الجمعية العامة للإيقاد بوقف الحرب في السودان عن طريق الحوار السياسي.
إحياء لقاء البرهان ودقلو
وخلص البيان، إلى أن رؤوساء قمة الإيقاد الاستثنائية أعلنوا عن تقديرهم للمحادثة الهاتفية التي دارت بين رؤساء دول وحكومات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد) وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو وقبوله لمقترحات الجمعية لوقف إطلاق النار غير المشروط وحل النزاع من خلال الحوار السياسي وتسوية النزاعات.
ورحب البيان الختامي أيضا بالمناقشات والمشاورات التي جرت على هامش القمة الاستثنائية بين رؤساء دول وحكومات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية ووفد قوات الدعم السريع.
والتزم البيان، بأن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد) ستدعم عملية سياسية شاملة يقودها مدنيون لتنقل البلاد إلى حكم ديمقراطي مدني.
وشدد البيان على أهمية تسريع الجهود الرامية إلى تنظيم حوار مدني شامل بين الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والاتحاد الأفريقي بقيادة سودانية يهدف إلى صياغة إجماع وطني نحو تشكيل عملية انتقالية بقيادة مدنية تتوج بعقد انتخابات مفتوحة وشفافة والانتخابات الديمقراطية.
إطار للحوار المدني
وأكد البيان الختامي للإيقاد أن الاجتماع أوصى بإنشاء إطار للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية يتألف من محاورين دبلوماسيين وسياسيين مشهود لهم بالكفاءة جرى ترشيحهم من رؤساء حكومات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية للقيام بجهود الوساطة في السودان.
وحسب البيان، كلف الاجتماع الأمين التنفيذي للإيقاد بأن يقدم، في أقصر وقت ممكن، إلى مجلس وزراء الإيقاد مرشحا لتعيينه كمبعوث خاص للإيقاد إلى السودان، ويقدم مبعوث الإيقاد تقريره إلى الأمين التنفيذي، ويقوم بتنسيق وقيادة جهود الوساطة في الإيقاد وفقاً لخارطة طريق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية لعملية السلام في السودان.
وأضاف البيان: “وجه الأمين التنفيذي بنقل هذا البيان إلى مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والسعي إلى الحصول على تأييدهما ودعمهما له؛ وقرر أن يبقي هذه الأمور قيد نظره النشط”.
قمة الإيقاد ادانت التدخلات من قبل جهات خارجية حكومية وغير حكومية في الصراع السوداني.
وأدانت قمة الإيقاد في بيانها الختامي التدخلات غير المبررة من قبل جهات خارجية حكومية وغير حكومية في الصراع في السودان، وحثها كذلك على الامتناع عن توفير وإعادة إمداد الأصول والعتاد الحربي إلى أي من طرفي الصراع.
ودعا البيان المجتمع الدولي إلى بذل أقصى ما في وسعه والضغط على أي جهة من الجهات المشاركة في تأجيج النزاع كما اعترف البيان بالمبادرات المقابلة الأخرى الموجهة نحو إعادة إرساء السلام في جمهورية السودان، ولا سيما مبادرات السلام التي تجمع البلدان المجاورة للسودان، ودعا إلى توحيد وتضافر الجهود في إطار الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد).
دقلو: حكومة مدنية تقود الجيش
وفي رد فعل على قمة الإيقاد أعلن الجنرال محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع في خطاب نشره السبت ومرسل إلى قمة الإيقاد في ذات الوقت أنه يشدد على أهمية الحفاظ على وحدة السودان وسيادته على أساس مبادئ المواطنة المتساوية والعدالة.
كما نص خطاب دقلو، على معالجة الأسباب الجذرية للأزمة السودانية مواجهة المظالم التاريخية، واستعادة الحقوق، وتسهيل التحول السلمي والديمقراطي، وضمان السلام المستدام، والاعتراف بإجراءات العدالة الانتقالية وتنفيذها.
وشدد على ضرورة بناء نظام حكم مدني ديمقراطي يعزز بانتخابات نزيهة وحرة على جميع المستويات الحكومية، بما يضمن المشاركة النشطة والحقيقية لجميع السودانيين في تشكيل قراراتهم السياسية.
ودعا دقلو، إلى تمثيل الحكومة المدنية جميع مناطق السودان بشكل حقيقي وعادل، ويتم تشكيلها من خلال آليات أو أسس تتفق عليها جميع المناطق إلى جانب إنشاء حكومة اتحادية متكافئة، تعترف بالحق الأصيل لجميع الأقاليم السودانية في إدارة شؤونها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وخاصة على المستوى المحلي، أمر ضروري لاستقرار السودان.
كما اقترح قائد الدعم السريع إنشاء وبناء جيش سوداني جديد من الجيوش المتعددة الموجودة بهدف تطوير مؤسسة عسكرية وطنية موحدة ومهنية خالية من الانتماءات السياسية.