حرب السودان على طاولة قمة استثنائية لـ(إيقاد)
عاين- 9 ديسمبر 2023
انخرط رؤوساء دول الهيئة الحكومية للتنمية الدولية “الإيقاد” ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان والمبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي مايك هامر ومبعوث الأمم المتحدة رمطان لعمامرة في اجتماع الإيقاد “الاستثنائي” اليوم السبت في عاصمة جيبوتي لبحث الازمة في السودان.
وتأتي قمة الإيقاد لتحريك الجمود في الملف السوداني وفشل المحادثات بين الجيش والدعم السريع في منبر جدة بالمملكة العربية السعودية مطلع هذا الشهر بسبب تباعد المواقف بين الطرفين.
وخلال انعقاد القمة أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أن باب الحلول السلمية للحرب في السودان لم يغلق ورحب بالجهود الإقليمية وقال إن التعامل الإيجابي من جانبهم كان مع مؤتمر دول الجوار ومنبر جدة.
الحرص على السلام
وتطرق رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في كلمته خلال انعقاد القمة اليوم السبت في جيبوتي إلى الجهود المبذولة لتسوية الأزمة السودانية بشكل سلمي وجدد حرصه على السلام وحقن الدماء وإيقاف التدمير الممنهج الذي تتعرضت له البلاد- على حد تعبيره.
وقال البرهان إن توقيع إعلان جدة للمبادئ الإنسانية في التاسع من نوفمبر الماضي كان “فرصة حقيقية ومبكرة” لإنهاء الأزمة سلمياً لو التزم “المتمردون” بما تم التوقيع عليه.
واستدرك بالقول: ” لكن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن التمرد لم تكن له أي إرادة سياسية لوقف حربه على الدولة والمواطنين”.
وأضاف: “قناعي التامة أن منظمة الإيقاد يمكن أن تلعب دورا أساسيا في كل ذلك باعتبارها المنظمة الأقرب لفهم واقع السودان وحقيقة ما يجرى حالياً فيه ولدورها التأريخي في تحقيق السلام في السودان”.
وعبر البرهان عن أمله في خروج القمة بقرارات وتوصيات تعين على الوصول لهذا الهدف. وزاد قائلا: “رغم الهجمات البربرية التي لم يعرفها تاريخنا المعاصر من قبل مليشيا الدعم السريع المتمردة وتوجيه عدوانها الآثم إلى المواطنين العزل تقتيلاً وتطهيراً عرقياً وإغتصاباً ونهباً للممتلكات الخاصة وتدميراً وتخريباً للمؤسسات العامة والبنى التحتية”.
وقال البرهان : “حان الوقت لمنظمتنا الإقليمية أن تحذو حذو تلك المنظمات الدولية التي أدانت جرائم الدعم و إدانتها ورصدتها ووثقتها المنظمات الدولية والحقوقية المعنية والاعلام العالمي”.
وحذر البرهان من خطر التدخلات الخارجية في الأزمة الحالية والتي تتمثل في تواصل إمدادات السلاح من داخل وخارج الإقليم بل ومن خارج القارة الإفريقية وكذلك إستمرار وصول المرتزقة من بعض دول الجوار القريب والبعيد مما يؤدى إلى إطالة أمد الحرب وارتكاب المزيد من الفظائع .
تجميع القوات
وأكد البرهان أن أولويات الحل السلمي للأزمة السودانية يتمثل في تأكيد الالتزام بإعلان جدة للمبادئ الإنسانية بإخلاء الأعيان المدنية وبيوت المواطنين بشكل كامل، ووقف إطلاق النار وتجميع القوات المتمردة في مناطق يتفق عليها ، و إزالة كل ما يعيق تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لكل المحتاجين.
وشدد البرهان، على ضرورة إعادة المنهوبات للمواطنين وأن يعقب وقف إطلاق النار عملية سياسية شاملة تستند إلى إرادة وطنية خالصة ، للتوصل لتوافق وطني حول إدارة الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات العامة.
وتابع: “يجب الالتزام بحماية سيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضيه وشعبه ، ورفض جميع التدخلات الأجنبية في شؤون البلاد الداخلية.
وقال البرهان: إن “قضية وجود جيش وطني واحد، يحتكر إستخدام القوة العسكرية، هي مسألة لا تنازل عنها ولا تهاون فيها، لأن ذلك هو ضمانة أساسية للاستقرار والسلم ليس في السودان وحسب إنما في كل الإقليم”.
وأضاف: “حمل السلاح وشن الحرب على الدولة لا يمكن أن يكون وسيلة للحصول على امتيازات سياسية غير مستحقة والوصول إلى السلطة لا يتم إلا عن طريق الإنتخابات”.
وشدد البرهان على أهمية تطبيق مبدأ المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب على الفظائع غير المسبوقة من المتمردين وقال إن هذا هو السبيل الوحيد لعدم تكرارها وتحقيق العدالة ورتق النسيج الإجتماعي والإستقرار.
خارطة طريق جديدة
وتختتم القمة غدا الأحد أعمالها وتناقش الملف السوداني بشكل اشمل إلى جانب قضايا المناخ والتنمية في دول شرق ووسط أفريقيا وسط مشاركة فاعلة من كبار الدبلوماسيين الغربيين.
ويقول الخبير الدبلوماسي عمر عبد الرحمن، إن قمة الإيقاد ستطرق إلى الملف السوداني بشكل موسع وربما تصدر خارطة طريق لإنهاء الحرب بين الجيش والدعم السريع.
ويرى عبد الرحمن، أن مشاركة المبعوث الأمريكي إلى القرن الأفريقي مايك هامر تعطي دفعة قوية لاجتماع الإيقاد وربما ينخرط البرهان في اجتماع مع المبعوث الأمريكي لنقاش القضايا التي تعطل اتفاق وقف إطلاق النار.
والشهر الماضي زار البرهان جيبوتي والتقى بالرئيس عمر قيلي المقرب من الحكومة السودانية، والذي دعا إلى قمة الإيقاد يومي الثامن والتاسع من ديسمبر الجاري والتي بدأت أعمالها اليوم السبت.
ويتوقع الدبلوماسي السابق عمر عبد الرحمن، أن تخرج قمة الإيقاد بتوصيات واضحة فيما يتعلق بوقف الحرب في السودان إلى جانب إشراك المدنيين في المفاوضات خاصة مع عدم وجود رغبة لدى المملكة العربية السعودية في إشراك المدنيين في المفاوضات وحصر حل الأزمة السودانية على الجنرالات باعتبارهم حلفاء لها.
وأردف عبد الرحمن: “الخلاف الأمريكي السعودي في منبر جدة يتلخص في عدم وجود رغبة لدى الميسرين السعوديين في إشراك المدنيين في منبر جدة وقمة الإيقاد ربما تخرج بتوصيات ترفع من حظوظ المدنيين في المفاوضات”.
وتابع : “رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد والرئيس الكيني وليام روتو يدعمان إشراك المدنيين في مفاوضات وقف حرب السودان إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية، هذه المواضيع ربما تتبلور في اجتماع الإيقاد”.