سكان إقليم دارفور يترقبون أولى شحنات الإغاثة
عاين- 5 يونيو 2024
يترقب ملايين المدنيين في إقليم دارفور غربي السودان، وصول أولى شحنات المساعدات الإنسانية “الإغاثة” بعد عام من الانقطاع، والتي ينتظر أن تأتي عبر معبر الطينة الحدودي مع دولة تشاد، وسط مخاوف السكان من أن تؤثر الاضطرابات الأمنية في الفاشر على وصول الإغاثة للمحتاجين في الإقليم.
وتأتي المساعدات الإنسانية بعد موافقة الحكومة السودانية على طلب الأمم المتحدة، والتي حددت مساراً إنساني من منطقة الطينة الحدودية، مرورا بمحليات كرنوي وامبرو ومليط، وإلى مدينة الفاشر، وبالتالي تُوَزَّع على بقية أنحاء الإقليم.
وأعلن المدير التنفيذي لمحلية الطينة عبد العزيز عبد الله، عن إجراء عمليات تفتيش من قبل القوات المشتركة للحركات المسلحة لنحو (35) شاحنة محملة بمواد الإغاثة المتجهة إلى ولايات دارفور، والتي وصلت إلى عبر معبر الطينة الحدودي، ومقدمة من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.
وقال عبد الله في تصريحات صحفية، إن حمولة الشاحنات تقدر بنحو (1545) طناً تتكون من الأرز، العدس، الملح، الزيت وبسكويت التغذية للأطفال، مشيراً إلى أن المواد الإغاثية ستتوجه مباشرة إلى مناطق جبل مون وكلبس وجرجيرة، وكرينك وأم تجوك وأدري بغرب دارفور، ومناطق الطينة وأبو قمرة وسرف عمرة بولاية شمال دارفور.
وبحسب المسؤول الحكومي، فإن الإغاثة ستوزع أيضاً على مناطق كيلو اثنين، نيرتتي، قولو، روكرو بولاية وسط دارفور، فيما تتوجه بعض الشاحنات الإغاثية إلى محلية كاس ونيالا بجنوب دارفور، ومناطق في شرق دارفور مثل، ياسين ومهاجرية وأبوكارنكا، وعديلة ومخيم النيم بمدينة الضعين وبلدة عسلاية.
وتبعد مدينة الطينة نحو 300 كلم شمال غرب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور التي تحاصرها قوات الدعم السريع من الاتجاهات كلهن في محاولة للسيطرة عليها، بينما يدافع الجيش وحركات مسلحة متحالفة معه للحيلولة دون سقوطها، فهي آخر معاقله في إقليم دارفور.
جوعى ينتظرون
ويقول ممثل الشباب في مخيم السلام بولاية جنوب دارفور بشير آدم يعقوب، إنهم “ظلوا ينتظرون وصول المساعدات الإنسانية لأكثر من عام، فليس لديهم أي مصادر كسب، فلا يستطيعون الزراعة، وتوقفت الأعمال الهامشية التي كانوا يقومون بها في أسواق مدينة نيالا”.
وحث يعقوب، طرفي القتال بضرورة السماح لوصول شاحنات الإغاثة عبر الممرات الإنسانية خاصة عبر ممر أدري والطينة لجهة، أنها أقرب ممرات لوصول المساعدات إلى دارفور.
ويأتي استئناف العمل عبر معبر الطينة بعد تحذيرات 19 منظمة إنسانية دولية، من حدوث مجاعة وشيكة في السودان، إذا ما استمرت أطراف الصراع في منع الوكالات الإنسانية من تقديم الإغاثة للمتضررين بالحرب.
وتوقع صالح محمدين، وهو مستشار منظمات إنسانية ، استمرار الجسر الإنساني عبر منطقة الطينة في عملية وصول المساعدات الإنسانية إلى آلاف المدنيين المحاصرين في مدن دارفور المختلفة.
وأبدى محمدين في حديثه لـ(عاين) تخوفه من تأثير تداعيات القتال المحتدمة في مدينة الفاشر على وصول المساعدات إلى مناطق أخرى في دارفور، خاصة وأن الفاشر تعد مركزاً رئيسياً لتوزيع المساعدات الإنسانية إلى بقية مناطق الإقليم.
وأوقفت الحكومة السودانية التي يقودها الجيش وصول المساعدات الإنسانية عبر دولة تشاد منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023م، وقالت خلال بيان لوزارة الخارجية إن الحدود مع تشاد أصبحت خط الإمداد الأول لقوات الدعم السريع، لكن وافق عليه بعد ضغوط دولية وتدهور الوضع الإنساني في إقليم دارفور.
وكانت الحكومة السودانية وافقت على عدة ممرات إنسانية إلى جانب الطينة، منها بورتسودان، عطبرة، مليط، والفاشر، ومسار آخر من مصر عن طريق البحر الأحمر وبورتسودان، وآخر عبر معبر وادي حلفا – دنقلا، إلى جانب مسار من جمهورية جنوب السودان عن طريق النقل النهري والطريق البري من الرنك إلى كوستي بولاية النيل الأبيض.
ووفقا لتقديرات أممية، فإن 18 مليون شخص في جميع أنحاء السودان يواجهون خطر الجوع الحاد معظمهم في إقليم دارفور، وذلك بسبب الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.