خبير حقوق الإنسان بالسودان.. زيارة على وقع انتهاكات جسيمة؟
عاين- 9 يوليو 2024
وصل إلى مدينة بورتسودان شرقي السودان، الاثنين الخبير المعين لحالة حقوق الإنسان في السودان، رضوان نويصر إلى بورتسودان في زيارة تستغرق عدة أيام.
وخلال زيارته للسودان، يُنتظر من الخبير المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان، رضوان نويصر الالتقاء بمنظمات المجتمع المدني والجماعات الحقوقية، ولجان المقاومة في كل الولايات سواء تلك التي يسيطر عليها الجيش أو الدعم السريع.
وقال الخبير القانوني، المعز حضرة، إن زيارة الخبير المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان، رضوان نويصر لن تحقق أهدافها إذا لم يلتق بمنظمات المجتمع المدني والمواطنين في ولايات السودان المختلفة.
وفي 19 ديسمبر 2022، أعلن المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر ترك، تعيين التونسي، رضوان نويصر، كخبير له بشأن حالة حقوق الإنسان في السودان، خلفاً لأداما دينغ الذي استقال من المنصب خلفا لأداما دينغ.
وشغل رضوان نويصر، مناصب عليا في الأمم المتحدة لأكثر من ثلاثين عاما مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. كما شغل منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية في الحكومة الانتقالية التونسية في عام 2011.
ومن المتوقع أن يعقد نويصر، خلال زيارته للسودان، عدداً من اللقاءات والاجتماعات مع مسؤولين حكوميين ومواطنين متضررين جراء الحرب.
وتأتي زيارة الخبير المستقل المعني بحالة حقوق الإنسان رضوان نويصر، لتقييم حالة حقوق الإنسان في ظل النزاع المستمر، بين الجيش والدعم السريع منذ أبريل 2023.
كما من المنتظر أن يلتقي الآلية الوطنية لحقوق الإنسان التي تضم في عضويتها جهات حكومية ذات صلة بموضوع الزيارة.
ويعتبر نويصر متابعا لحالة حقوق الإنسان في السودان باعتباره خبيرا سابقاً للمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر ترك، الذي عينه في ديسمبر 2022، خلفاً لأداما دينغ.
ويرى الخبير القانوني المعز حضرة، أن نويصر له معرفة بالسوادن باعتباره خبيرا سابقا للأمم المتحدة، لذا فهو يعد متابعا لحالة حقوق الإنسان في السودان.
وفي ديسمبر 2022، أعلن المفوض تعيين التونسي، رضوان نويصر، كخبير له بشأن حالة حقوق الإنسان في السودان الذي استقال من المنصب.
الحالة الحقيقية لحقوق الإنسان
ورأى حضرة، في حديث لـ «عاين» أن مقابلة الخبير المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان، لإحدى قيادات حكومة الأمر الواقع أو وزير العدل لن يعكس الحالة الحقيقية لحالة حقوق الإنسان في البلاد.
وأشار إلى أن هذه الجهات ظلت تنفي بشكل دائم وجود انتهاكات في السودان، ودائما ما تؤكد أن حالة حقوق الإنسان متطورة، كما أن هذه الجهات ظلت تدافع عن الانتهاكات في كل الاجتماعات المنعقدة في جنيف.
ولفت الخبير أن الواقع الآن يبين وجود انتهاكات كبيرة تُمارس على السودانيين من كل أطراف الحرب.
وتابع:”إذا أراد نويصر معرفة الواقع المتعلق بحالة حقوق الإنسان في السودان يتوجب عليه الالتقاء بمنظمات المجتمع المدني المحايدة، والتي تعمل في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، مثل لجان لمقاومة والمنظمات حقوق الإنسان، حتى يتعرف على حالة حقوق الإنسان على نحو دقيق، لأنه لن يمكنه التعرف على حالة حقوق الإنسان من بورتسودان.
وأكد الخبير القانوني أن هناك جهات محايدة كثيرة يجب عليه الالتقاء بها لمعرفة حالة حقوق الإنسان الحقيقية. وأشار إلى أن حالة اكتفاء الخبير المعني بحالة حقوق الإنسان بمقابلة الجهات الرسمية الحكومية، فإنه قطعا لن يخرج منها بمعلومات مفيدة. كما لفت أن الخبير المعني بحالة حقوق الإنسان يتوقع منه العمل على تفعيل البعثة الدولية مستقلة لتقصي الحقائق في السودان.
وفي 11 أكتوبر 2023 قرر مجلس حقوق الإنسان إنشاء بعثة دولية مستقلة لتقصي الحقائق في السودان للتحقيق في جميع الانتهاكات والتجاوزات المزعومة لحقوق الإنسان وانتهاكات القانون الإنساني الدولي في سياق النزاع المسلح المستمر الذي بدأ في 15 أبريل 2023، بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، فضلا عن الأطراف المتحاربة الأخرى.
مناطق الصراع
ولفت حضرة إلى أن نويصر يجب عليه الذهاب إلى مناطق الصراع الحقيقي للتعرف على حالة انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات التي يسيطر عليها الجيش أو الدعم السريع.
وأضاف “إذا قام بذلك فهذا يعني أن زيارته ستكون مجدية” أما إذا اكتفى بالاتقاء بأحد طرفي الحرب ببورتسودان، فسيعتبر غير كافٍ.
وفقا لما هو معلن، تهدف زيارة الخبير التي بدأت إلى مقابلة المسؤولين ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والنازحين في بورتسودان.
وقال المدير التنفيذي للمرصد السوداني لحقوق الإنسان، أحمد الزبير، أن بإمكان الخبير المعني بحالة حقوق الإنسان خلال زيارته بورتسودان الحصول على بعض المعلومات عن انتهاكات حقوق الإنسان من المجموعات المختلفة التي يتوقع أن يلتقي بها.
سيطرة الجيش
إلا أن الزبير الذي أشار في حديثه لعاين أن خطورة هذه اللقاءات تكمن في أنها تتم في منطقة يسيطر عليها الجيش. وأشار الزبير إلى أن الخبير المعني بحالة حقوق الإنسان سيستمع إلى سردية المجموعات التي سيلتقي بها.
وأبدى خشيته من أن يؤثر ذلك على تقرير الخبير المعني بحالة حقوق الإنسان الذي سيقدمه في سبتمبر من هذا العام.
ولفت إلى أن الجيش أنشأ في وقت سابق قرارا بتشكيل لجنة “لجرائم الحرب وحصر انتهاكات وممارسات” قوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي، كما أنه لا يرى أنه ارتكب أي انتهاكات.
وفي أغسطس 2023 أصدر القائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان قرارا بتشكيل لجنة “لجرائم الحرب وحصر انتهاكات وممارسات” قوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل العام الماضي.
ويرى المدير التنفيذي للمرصد السوداني لحقوق الإنسان، أحمد الزبير، إن المجموعات التي تمتلك رؤية شاملة عن انتهاكات حرب السودان سواء تلك التي ارتكبها الدعم السريع أو الجيش، فمن الصعوبة بمكان الإدلاء برأيها الحقيقي في منطقة يسيطر عليها الجيش، خاصة بعد التعديلات التي أجرتها حكومة الأمر الواقع على قانون جهاز المخابرات العامة لسنة 2010.
وأشار إلى معظم منظمات المجتمع المدني المستقلة، خارج السودان بسبب الحرب، ومن النادر وجود أحد المدافعين عن حقوق الإنسان في بورتسودان.
ولفت إلى أن المدافعين عن حقوق الإنسان والمحامين لا يمكنهم الإدلاء بآرائهم بشكل صريح؛ بسبب خشيتهم باتهامهم بموالاة الدعم السريع.
واليوم الثلاثاء، التقى خبير الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان بالسودان رضوان نويصر، برئيس المفوضية القومية لحقوق الإنسان جمعة الوكيل ببورتسودان.
وبحسب وكالة السودان للأنباء، ناقش اللقاء عدة من قضايا، حيث أكد رئيس المفوضية التزام السودان بالتعاون مع آليات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية بحكم توقيع السودان على 7 اتفاقات دولية أساسية.
وأشار إلى أن هدف الزيارة هي تقييم حالة حقوق الإنسان في السودان في خضم النزاع القائم، وأن الزيارة هي الثانية رسمياً للخبير الأممي منذ تعيينه، وسوف تستمر حتى 11 يوليو الحالي. ولفت رئيس المفوضية أن زيارة نويصر تعد أول زيارة لمسؤول أممي للسودان منذ اندلاع الحرب، واعتبرها فرصة مناسبة لعكس الانتهاكات الجسيمة والجرائم الخطيرة التي اُرتكبت في حق الشعب السوداني.
وأوضح أن الزيارة ستسهم في التقرير السنوي المُقبل للمفوض السامي لحقوق الإنسان بشأن حالة حقوق الإنسان في السودان المُقرر تقديمه لمجلس حقوق الإنسان في الدورة 58 في مارس 2025.
والاثنين، التقى الخبير المعني بحالة حقوق الإنسان، رضوان نويصر مساعد القائد العام للجيش، إبراهيم جابر إبراهيم. وأكد جابر حرص الحكومة السودانية والتزامها بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين في كل الولايات، فضلا عن منح التأشيرات لدخول الفرق الإغاثية وموظفي المنظمات العاملة في المجال الإنساني.
وقدَّم جابر تقريرا كاملا “حول الأوضاع الإنسانية في السودان منذ اندلاع الحرب، وحجم التنسيق بين الأجهزة التنفيذية والأمنية لإيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها وتسهيل عمل فرق الإغاثة”.
من جهته، أكد رضوان نويصر أن “اللقاء ناقش الأوضاع الإنسانية بالسودان، وشدد على ضرورة تسهيل مهام الفرق الإغاثية والصحفيين والمحامين وأعوان الأمم المتحدة والشركاء في المنظمات الدولية وتحركاتهم في السودان.
كما التقى نويصر مسؤولين بوزارتي العدل والخارجية، ومن المنتظر أن يعقد -لقاءات واجتماعات مع مسؤولين حكوميين ومواطنين متضررين جراء الحرب، كما سيلتقي الآلية الوطنية لحقوق الإنسان التي تضم في عضويتها جهات حكومية ذات صلة بموضوع الزيارة.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان منتصف 2023 تدهورت أوضاع حقوق الإنسان في السودان منذ اندلاع الحرب في، حيث شن طرفا النزاع هجمات مميتة على أهداف مدنية ومدنيين.
ومطلع العام الحالي، قال المعين من قبل مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، استمرت بلا هوادة مع انتشار القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في جميع أنحاء البلاد. وشدد على ضرورة أن يظهر قادة الطرفين مزيدا من الإرادة السياسية لوضع حد للعنف وإسكات البنادق.