طيران عسكري يفصل في عمليات قتال أهلي أودت بحياة 20 شخصاً غربي السودان
عاين – 7 مايو 2020م
اضطرت السلطات المحلية بولاية جنوب دارفور غربي السودان، لاستخدام الطيران العسكري للحد من عمليات قتال اهلي دامِ سقط على اثره (20) قتيلاً وعشرات الجرحى من مجموعتي “الفلاتة” و”الرزيقات” الأهليتين في محلية تلس التي تبعد نحو (٢٠٠) كيلو جنوب مدينة نيالا. في وقت تأسف رئيس الوزراء السوداني على الأحداث، ووجه والي الولاية بإعمال القانون بصرامة وبسط هيبة الدولة بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات.
واعلن والى جنوب دارفور المكلف، اللواء ركن هاشم خالد ان حصيلة الأحداث التي وقعت بين قبيلتي الفلاتة والرزيقات في مناطق خور شمام وقرية مرية كانت (20) قتيل وعدد من الجرحى في الشريط الحدودي بين تلس وكتيلا ودمسو. وأشار خالد في تصريحات صحفية اليوم الاربعاء نقلتها وكالة السودان للأنباء، إلى أن الاحداث بدأت في الثالثة من صباح الثلاثاء بقيام ما سماهم “خارجين عن القانون” بسرقة ماشية والعبور بها الى محلية تلس ومن ثم انتقلت التداعيات الى مناطق بليل وحجير توجو وأم قوجا وأبوجابرة، دمسو، تلس وكتيلا حيث وقعت صدامات قبلية بين الطرفين في تلك المناطق على إمتداد مناطق الرحل، ووصف الوضع السائد في المنطقة بانه “صعب”.
واشار هاشم، الى إرسال (13) عربة من القوات المسلحة والدعم السريع وصلت إلى تلك المناطق وفصلت بين الطرفين الا انه بسبب وجود تجمعات كبيرة من الطرفين فقد هرعت لجنة أمن الولاية لعقد إجتماع قيمت فيه الموقف ومن ثم تم إرسال قوات بـ(80) عربة. ونوه الوالى، الى دفع القوات في (3) محاور لمنع التجمعات القبلية باستخدام الطيران لتحديد مواقع التجمعات القبلية علاوة على فرض حظر التجوال في محليات (كتيلا، تلس، دمسو). وتابع “أصدرنا تعليمات جوية للطيران والقوات المنفتحة بالتعامل مع أي تجمعات بأنه عدو ولابد للدولة أن تمارس مهامها ونحافظ على المورد البشري”. منوها الى رفضهم للعنصرية والجهوية وتابع “ده عمل مرفوض ومنبوذ وغير سليم”.
وعزا المسؤول الحكومي، تفاقم الاحداث الى إنتشار السلاح الناري وتهاون بعض أطراف الادارات الاهلية مع الخارجين عن القانون وغير المنضبطين وهم معلومين لديهم، مشيرا الى أنهم سيروا قوات لكن لم يجدوا تعاون من الادارات الاهلية . و اعلن الوالي، وصول لواء إحتياطي من مدينة زالنجي بوسط دارفور سيدفع به الى مناطق الاحداث وانه يمثل قوة كبيرة للقبض على المجرمين وإدخالهم السجن ومن ثم تكوين لجنة تقصي الحقائق في الاحداث القبلية، وابدى الوالي أسفه لوقوع مثل هذه الاحداث.
حمدوك يشدد على الحسم
في المقابل، أجرى رئيس مجلس الوزراء د. عبدالله حمدوك اتصالاً هاتفياً بوالي ولاية جنوب دارفور المكلف اللواء ركن هاشم خالد للاطمئنان على أحوال الولاية بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها أمس. وقدم والي ولاية جنوب دارفور خلال الاتصال تقريراً مفصلاً عن الأوضاع في الولاية والتي تبين من خلالها أن الصراع الذي نشب بين بعض المكونات السكانية والقبلية في الولاية راح ضحيته ثلاثين شخصاً، وأكد السيد الوالي خلال تقريره هدوء الأحوال حالياً وعودة الحياة لطبيعتها.
وأبدى رئيس مجلس الوزراء د. عبدالله حمدوك أسفه على مآلات هذا الصراع ولفت إلى أن من نفقدهم هم أبناء الوطن الواحد، ووجه والي الولاية بإعمال القانون بصرامة وبسط هيبة الدولة بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات.
دعوات اهلية لضبط النفس
إلى ذلك، حذرت قيادات أهلية من حالة الاحتقان التي تسود المنطقة. وقال عبدالسلام محمد صالح احد القيادات الاهلية بمحلية تلس ان “الأجواء يسودها احتقان ولا يستبعد اندلاع الصراع في اي لحظة اذا لم تتحرك الحكومة بشكل سريع”. ولفت عبد السلام، إلى ان الاشتباكات ادت لنزوح مئات الاهالي خاصة النساء والأطفال منطقة خور شمام والحميدية الى منطقة كتيلا وتلس، في وقت دعا الزعيم القبلي التوم عيسى دبكة الطرفين الى ضبط النفس وتحكيم صوت العقل. وطالب دبكة في تصريح لـ(عاين) حكومة الولاية بتشكيل لجنة اهلية للتواصل مع الطرفين حتى لا يتطور الصراع الى مرحلة اكبر.