“أطباء بلا حدود” تقلّص أنشطتها بشرق دارفور
عاين- 17 مايو 2020م
رفضت منظّمة أطباء بلا حدود اقتحام مسلحين لمرفق صحي ديره المنظمة الدولية بولاية وسط دارفور غربي السودان الخميس الفائت اسفر عنه إصابة موظف. ودعت المنظمة كافة المجموعات المسلّحة في السودان احترام العمل الطبي والإنساني بغية الحفاظ على سلامة المرضى والموظفين والمرافق الصحية في جميع أنحاء البلد.
ودفع القتال المحتدم بين عناصر شعبتَين مختلفتَين من قوات الأمن السودانية في ولاية وسط دارفور، بعدد من الجنود المسلّحين من الجانبَين إلى اقتحام مرفق صحي تقدّم له منظّمة أطباء بلا حدود الدعم في بلدة روكيرو مساء يوم الخميس الواقع فيه 14 مايو.
وقال بيان لـ اطباء بلا حدود اطلعت عليه (عاين)، انه وأثناء الإشكال، جرى إطلاق النار فأُصيب ممرض من أطباء بلا حدود بجروح بالغة بعدما وقع في مرمى النيران، كما وطالت الإصابات أيضاً رجلاً في الزيّ الرسمي.
وأشارت أطباء بلا حدود إلى تقليص حجم أنشطتها في روكيرو لكي تقتصر على تقديم خدمات الرعاية الطبية المُنقذة للحياة فقط، بينما تدعو كافة المجموعات المسلّحة، بما في ذلك قوى الأمن، إلى احترام المرافق الصحية والمستشفيات باعتبارها منشآت تقع تحت الإطار الذي يقتضي بحماية العمل الإنساني، ووضع حد لعمليات الاقتحام التي تُهدّد حياة العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى ومقدّمي الرعاية.
وقالت رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في السودان، جوليا بولسون، “تُظهر بوضوح تصرفات الأطراف المسلحة هذه تجاهلاً صارخاً لحياد المستشفيات والمرافق الطبية”. وتُردف قائلةً، “تقع على عاتق جميع الأطراف مسؤولية ضمان احترام المنشآت الطبية والعاملين في القطاع الطبي”. تواصلت أطباء بلا حدود مع السلطات السودانية على جميع المستويات، بما في ذلك وزارة الصحة ومفوضية العون الإنساني وغيرهما من السلطات الأمنية، للإعراب عن استيائها البالغ إزاء هذه الحادثة ولمتابعة هذا الموضوع.
وتضيف بولسون، “نشعر بالحزن بسبب الحادثة ونطالب الحكومة والجهات المعنية بضمان سلامة الموظفين والمرضى من أجل استمرار خدماتنا”. وتتابع قائلةً، “تبقى منظّمة أطباء بلا حدود ملتزمةً بمواصلة تقديم المساعدة الطبية المُنقذة للحياة إلى سكان روكيرو ووسط دارفور، ولكن يجب أن تتوفر ضمانات بعدم تكرار مثل هذه الأعمال غير المقبولة”.
تغتنم أطباء بلا حدود الفرصة لتُعيد التأكيد على ضرورة قيام الجميع، بما في ذلك المجموعات المسلحة الحكومية وغير الحكومية وكذلك المدنيين، باحترام العمل الطبي والإنساني في البلاد. سبق ووقعت عدة حوادث أخرى في الخرطوم وأماكن أخرى في السودان خلال الأسابيع الأخيرة، شملت هجمات عنيفة على العاملين في مجال الرعاية الصحية والمستشفيات في خضم الخوف من أزمة كوفيد-19.
وتعمل منظّمة أطباء بلا حدود في السودان منذ عام 1978. تقدّم فرقنا حالياً الرعاية الطبية في ولايات الخرطوم وشمال دارفور ووسط دارفور وشرق دارفور والنيل الأبيض والقضارف وجنوب كردفان.
وتدير اطباء بلا حدود المستشفيات والمراكز الصحية وتدعم مرافق وزارة الصحة وتضطلع بمجموعة من الأنشطة لتوفير الرعاية الصحية الأساسية والمتخصّصة للمجتمعات المحلية والنازحين واللاجئين. وتتراوح الأنشطة من علاج الأطفال المصابين بسوء التغذية والمساعدة في الولادات إلى توفير الرعاية للأمراض المعدية المزمنة مثل السل وفيروس نقص المناعة البشري والأمراض المهملة مثل الكالازار.
وبعد تأكيد أول حالات إصابة بمرض كوفيد-19 في السودان في مارس/آذار، بدأت منظّمة أطباء بلا حدود بدعم وزارة الصحة والمرافق الخاصة والهياكل الصحية المعنية بالتصدي لمرض كوفيد-19 بالخدمات اللوجستية والمساعدة التقنية وتدابير مكافحة العدوى وتدريب موظفي الرعاية الصحية.