“ملتحمة العين” وباء يتفشى في السودان بسبب تلوث البيئة

عاين- 21 أغسطس 2024

يفاقم تلوث البيئة من معاناة المواطنين في السودان بانتشار وباء “ملتحمة العين الحادة” واستقبلت المستشفيات في محلية شرق النيل بالخرطوم وبعض الولايات مئات المصابين.

ويضرب التلوث البيئي العاصمة السودانية ونحو 13 ولاية تعاني العمليات العسكرية وسط تراجع لمكاتب الصحة إلى مناطق سيطرة الجيش وهي الأخرى لم تنج من هذا الوباء.

وصل بعض المصابين بالوباء من الولاية الشمالية إلى مدينة عطبرة بولاية نهر أملا في الحصول على العلاج في المراكز الطبية الخاصة المتخصصة بعد أن استغرق الوباء لدى البعض وقتا طويلا- حسب ما تقول الناشطة والمتطوعة في غرف طوارئ الولاية الشمالية، إيناس محمد حسين.

وتضيف إيناس لـ(عاين): “بعض المسنين يواجهون مشكلة مركبة؛ لأنهم أجروا مسبقا عملية جراحية في العين في مخيمات ميدانية هؤلاء عندما يصابون بهذا الوباء قد يفقدون بصرهم كليا”.

رصدت غرف الطوارئ في محلية شرق والولاية الشمالية نحو (450) إصابة بوباء “ملتحمة العين الحادة” أغلبهم لم يتمكنوا من مقابلة الأطباء

ورصدت غرف الطوارئ في محلية شرق والولاية الشمالية نحو (450) إصابة بوباء “ملتحمة العين الحادة” أغلبهم لم يتمكنوا من مقابلة الأطباء للظروف الناجمة عن الحرب والفقر وانعدام الرعاية الصحية في مناطق النزاع.

انتشار سريع

وفي انتشار سريع للوباء أكدت غرفة طوارئ شرق النيل بالعاصمة الخرطوم الثلاثاء أن وباء “ملتحمة العين الحادة” انتشر بين المواطنين في جميع أنحاء المحلية، وسجل مستشفى البان جديد 148 حالة إصابة كما سجلت المراكز عشرات الحالات فيما تفشى الوباء في بعض الأحياء بنسبة 60% بين المواطنين مع عدم القدرة على تلقي العلاج ومقابلة الأطباء.

يساهم تلوث البيئة في تفشي وباء “ملتحمة العين الحادة” ومع وصول الحرب إلى الشهر الـ 16 وهطول أمطار غزيرة إلى جانب الفيضانات

يساهم تلوث البيئة في تفشي وباء “ملتحمة العين الحادة” ومع وصول الحرب إلى الشهر الـ 16 وهطول أمطار غزيرة إلى جانب الفيضانات خلال هذا الشهر ارتفعت الإصابة بالوباء بين السكان، واشتد في العاصمة السودانية وولاية القضارف وولاية الجزيرة.

ومع تزايد الحالات شمال السودان أسس متطوعون في غرف الطوارئ بالمدن وحدات لتلقي البلاغات من المصابين كما انتشرت قصاصات تدعو إلى اتخاذ التدابير اللازمة مثل التباعد الاجتماعي وغسل اليدين بالمنظفات عند مصافحة الأشخاص.

ويهدد وباء “ملتحمة العين الحادة” مئات النازحين في مراكز الإيواء القرى الولاية جنوب مدينة دنقلا بالولاية الشمالية كما انتشر بشكل ظاهر في مدينة القولد بالولاية.

تكتم حكومي

تقول إيناس محمد حسين العاملة الطوعية في غرف الطوارئ بالولاية الشمالية لـ(عاين) إن وباء “ملتحمة العين الحادة” انشرت في مدينة القولد بالولاية، وعندما خرجت الأمور عن السيطرة اضطرت وزارة الصحة المحلية إلى إعلان الوباء ونشرات توعوية.

وتقول إيناس محمد حسين إن وباء “ملتحمة العين الحادة” مرض فيروسي سريع العدوى؛ بسبب ملامسة المصاب للأسطح والمصافحة وعدم قدرة الناس على التباعد الاجتماعي، كما أن الوباء مقاوم للمضادات الحيوية التقليدية ما يعني أن المصابين سيواجهون مشكلة البروتوكولات العلاجية المناسبة.

الوباء ينتشر عادة في البلدان التي تعاني النزاعات المسلحة، والتي وصلت فيها البيئة إلى درجة كبيرة من التلوث؛ بسبب مخلفات الحرب وعدم وجود اهتمام حكومي لمكافحة الأوبئة

متطوعة

وأضافت: “الوباء ينتشر عادة في البلدان التي تعاني النزاعات المسلحة، والتي وصلت فيها البيئة إلى درجة كبيرة من التلوث؛ بسبب مخلفات الحرب وعدم وجود اهتمام حكومي لمكافحة الأوبئة وتوقف مشاريع إصحاح البيئة”.

وقالت إن “الغرف الطوعية والمنظمات الإنسانية لا يمكنها المساعدة على مكافحة الوباء قبل الحصول على تصاريح من السلطات التي تقيد عملها، وتضعها تحت المراقبة الأمنية”.

مضاعفات الوباء

تقول اختصاصية البصريات من ولاية الجزيرة مروة عبد الله بابكر إن أعراض “ملتحمة العين الحادة” “احمرار شديد” في العين يصاحبه ألم حاد وخاصة عند الانحناء إلى الأسفل وتورم في الجفون مع إفراط في الدموع.

وتضيف الاختصاصية مروة عبد الله بابكر في حديث لـ(عاين): “يُصاب الجسد بالحمى وصداع الرأس لذلك من أهم الإرشادات غسل اليدين والوجه جيدا بالصابون والبروتوكولات العلاجية المضاد الحيوي.

وتصف اختصاصية البصريات مجموعة من أدوية المضاد الحيوي التي تصلح لعلاج الحالة الالتهابية للعين والمنتشرة في السودان.

وتقول: “في حالة ملامسة الشخص يجب الحرص على التعقيم خاصة قبل وبعد المصافحة باليدين، ويجب استخدام قطرات العين أيضا ضمن برتوكولات العلاج وتناول المسكنات وعلاج الأطفال عن طريق المضاد الحيوي الشراب”.

وتقول مروة عبد الله بابكر،  إن “ملتحمة العين تنتشر في المناطق التي تفتقر لإصحاح البيئة وعن طريق تكاثر الذباب، وما زال أطباء العيون يحاولون معرفة الأسباب الحقيقية للوباء”.