مهمة صعبة تنتظر قوات حماية المدنيين بدارفور
11 يوليو 2022
مهمة شاقة تنتظر قوات حماية المدنيين في إقليم دارفور الذي يشهد من وقت لآخر توترات أمنية. والاحد قبل الماضي شهدت مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، تخريج الدفعة الأولى من قوات حفظ الأمن وحماية المدنيين والتي بلغ قوامها 2000 جندي جميعهم من منسوبي الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام في السودان.
ونص اتفاق جوبا بشأن الترتيبات الأمنية على تشكيل قوة من 12 ألف جندي، 6 آلاف منهم من قوات الحركات المسلحة وعدد مماثل من القوات النظامية، لتتولى مهمة حماية المدنيين بدارفور ولتعويض انسحاب البعثة الأممية “يوناميد”.
المهمة الصعبة التي تنظر هذه القوات تكمن في قدرتها على الكيفية التي تتجاوز بها التباينات السياسية والاثنية في الإقليم، هذا إلى جانب طبيعة تدريبها وقدراتها الفنية وقدرتها على الانتشار في ولايات دارفور.
“القوات المشتركة التي تقوم بحماية المدنيين، تضم قوات من الدعم السريع والقوات المسلحة، والحركات المسلحة.. وهذه المكونات الثلاثة ليس بينها انسجام، ربما يقود ذلك الى نزاع ينشأ من داخل هذه القوات” يقول مستشار قانوني سابق في البعثة المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي لحفظ السلام في دارفور لـ(عاين).
ويضيف ” أي ميول عرقية وأيديولوجية ستؤثر على العمل المشترك بجانب عدم وحدة العقيدة العسكرية، وعدم الانسجام يقود الى وضعية القنبلة الموقوتة.. كل هذا يتطلب بناء عقيدة عسكرية موحدة، واحترام القيادة”.
ارتباط تكوين هذه القوات بعناصر الحركات المسلحة يراه الباحث والمحلل السياسي محمد تورشين، “أمرا معقدا بسبب عملية الاستقطاب التي تجري في دارفور”، ويؤكد لـ(عاين)، “إذا استطاعت هذه القوات تجاوز التعقيدات الاثنية ونأت بنفسها عن الاستقطاب، يمكن ان تسهم بشكل مباشر في تحقيق الأمن والاستقرار”.
ويثير قدرات وتمويل هذه القوات قلق تورشين الذي يتساءل: هل الحكومة قادرة على توفير إمكانيات تساهم في فرض هيبة الدولة بالإقليم من خلال المعدات وثم الصلاحيات في استخدام القوة تجاه الخارجين عن القانون، وهل انتشار القوات سيكون محصور في العواصم، ام سيكون في كل القرى وهل تلقت تدريبا مرتبط بتعزيز حقوق الإنسان؟.
ويشير تورشين، إلى أنه سيكون من الإيجابي حال نشر هذه القوات في المناطق التي تشهد انتهاكات، واحتكاكات واستهداف للمدنيين.
وكان حاكم إقليم درافور مني اركو مناوي، لفت خلال مخاطبته القوات الأحد قبل الماضي، إلى أن قوات حفظ الأمن وحماية المدنيين، تعد إضافة حقيقية للسودان ولقواته النظامية الأخرى، حيث يمثلون قوات مشتركة طريقها وهدفها واحد هو تحقيق الأمن والاستقرار في ولايات دارفور.