مأساة شرق الجزيرة.. أكثر من 60 الف نازح يعانون في حلفا الجديدة
عاين- 22 نوفمبر 2024
لا تنتهي مأساة آلاف النازحين مناطق شرق الجزيرة إثر هجمات الدعم السريع عند حدود الإقامة في العراء وتحت الأشجار وحتى الملعب الرئيسي لكرة القدم في مدينة حلفا الجديدة الواقعة شرق السودان، عند حدود فقدان المأوى بل تمتد للآثار النفسية من مشاهد العنف التي عايشوها.
ساعد وقوع محلية حلفا الجديدة على الحدود مع منطقة البطانة المتاخمة لولاية الجزيرة سيما المناطق الشرقية والشمالية في وصول نحو 60 ألف نازح إلى المحلية ولا زال الغالبية يتخذون العراء مسكنا لنقص مواد الإيواء ويشكو العاملون الإنسانيون من البيروقراطية وبطء المساعدات الإنسانية.
العراء أكثر أمانا
مدفوعة بحملات انتقامية على خلفية انشقاق قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل هاجمت قوات “حميدتي” نحو 120 قرية وستة مدن في منطقة شرق الجزيرة منذ 20 أكتوبر الماضي وأجبرت عشرات الآلاف من المواطنين على النزوح من القرى بما في ذلك مدن تمبول ورفاعة أكبر مدينتين في المنطقة والواقعتين شرق نهر النيل الأزرق الذي يمر من الجزيرة حتى قلب العاصمة السودانية.
تقول سعاد وهي أم لطفلتين لـ(عاين)، إنها فرت من قرية السريحة التي اقتحمتها قوات حميدتي وقتلت 135 شخصا نهاية أكتوبر الماضي عندما عبرت القناة المائية الزراعية كان الوقت في الصباح الباكر سارت على القدمين لمسافات طويلة حتى عثرت على شاحنة نقلتهم رفقة نساء الحي إلى محلية حلفا الجديدة.
طوال الطريق الترابي من شرق الجزيرة وصولًا إلى محلية حلفا الجديدة كانت عشرات النساء مكدسات في الشاحنة يحاولن النجاة بالأطفال والمسنين بعيدا عن أعمال العنف التي شنتها قوات الدعم السريع وفي بعض المنازل روى سكان أن هذه القوات دقلت الغذاء والحبوب والمياه على الأرض وهم يرددون:”موتوا يا أهل كيكل”.
يقول العامل في غرفة طوارئ حلفا الجديدة محمود عوض، إن انحسار النازحين إلى المحلية مؤخرا لا يعني توقف المعاناة التي تطال عشرات الآلاف. وقال: إن “قرابة 60 ألف شخص وصلوا إلى المحلية ينقسمون في القرى ومدينة حلفا الجديدة ولا زال المئات يقيمون في استاد حلفا الجديدة ويعانون من وباء الكوليرا ونقص الرعاية الصحية ومواد الإيواء”.
ويرى في مقابلة مع (عاين)، أن العائلات التي تفرقت بها السبل في مدن النزوح تواجه مشاكل نفسية كونها قلقة على أفرادها سواء من الأطفال المفقودين أو المسنين أو الأباء الذين لم يتمكنوا من النزوح وفضلوا ضمان خروج العائلات من النساء والفتيات.
وأضاف: “العشرات يخطرون غرفة الطوارئ يوميا في مراكز النزوح البالغ عددها 30 مركزا في محلية حلفا الجديدة بالبحث عن أطفالهم أو المسنين اولئك الذين افترقوا في الجزيرة أثناء هجوم رجال حميدتي تم إيقاف البحث عن المفقودين مؤقتا لوجود تحديات تواجه هذه العملية”.
اليأس يلازم النازحين
في خيمة قديمة تكاد لا تغطي ثلاثة أفراد من عائلاتها تشرح سعاد الوضع الإنساني الذي يتفاقم يوميا مع انخفاض درجات الحرارة وعدم توفر مواد التدفئة مثل أغطية البرد الخاصة بالأطفال والنوم وتشير إلى أن حالة من اليأس تنتاب الجميع هنا والشئ الوحيد المتوفر لديهم إحساس الأمان أن قوات الدعم السريع لن تطأ أقدام الجنود هنا كما حدث في قريتها السريحة.
في المستشفى الحكومي الواقع غربي سوق مدينة حلفا الجديدة يمكث العشرات من المرضى من المصابين سواء بالرصاص الحي الذي أطلقه جنود حميدتي أثثناء الهجمات على القرى والمدن شرق الجزيرة إلى جانب مصابي الكوليرا الوباء الذي تفشى بسبب صعوبة النزوح وانعدام المياه الآمنة وفقدان الرعاية الصحية.
تفشي الكوليرا
يقول نادر وهو عامل صحي لـ(عاين) إن الأمور تتفاقم يوما بعد يوم والدعم الذي يقدمه المانحون سواء وكالات الأمم المتحدة أو المنظمات الإنسانية لا يغطي جميع النازحين وتعمل شبكة الطوارئ المكونة من الشبان والفتيات على سد النقص وتوفير الطعام لنسبة تتجاوز 50% بينما يعتمد البقية على الحلول الفردية.
وأضاف: “جميع النازحين بسبب نقص الرعاية والغذاء خلال الشهور الماضية في ولاية الجزيرة الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع أجسادهم تعاني من الهزالة ومعرضون للوبائيات وهناك وفيات حدثت في بعض مواقع النزوح”.
يتوقع العاملون الإنسانيون موجة نزوح جديدة من الجزيرة بسبب هجمات الدعم السريع
مع استمرار معاناة المدنيين في الجزيرة لا زال العاملون الإنسانيون يتوقعون موجة جديدة من النزوح إلى محلية حلفا الجديدة مع هجمات جديدة نفذتها قوات الدعم السريع على قرى العيدج وود عشيب وود الفضل والتكينة خلال اليومين الماضيين وأجبرت نحو 50 ألف شخص على النزوح.