إعلان حكومة ثانية في السودان .. من هم قادتها؟
عاين- 27 يوليو 2025
بعد نحو عامين وربع من الحرب الضارية، شهد السودان أمس السبت‘ إعلان حكومة ثانية بواسطة قوى سياسية وفصائل مسلحة متحالفة مع قوات الدعم السريع، في خطوة يُنظر إليها كنقطة تحول كبرى في مسار الصراع المسلح في البلاد.
السلطة الجديدة جاءت تحت مسمى حكومة السلام الانتقالية، وتضم مجلساً رئاسياً من 15 عضواً برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، ورئيس الحركة الشعبية – شمال عبد العزيز الحلو نائباً له.
وجرى إسناد منصب رئيس الوزراء في الحكومة الجديدة إلى محمد الحسن التعايشي، وهو عضو في مجلس السيادة في السلطة الانتقالية التي تشكلت بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، وبعد اندلاع الحرب الحالية، برز التعايشي كسياسي مقرب من قوات الدعم السريع وقادتها.
وجاءت خطوة إعلان هذه الحكومة بعد مشاورات وتأجيل عدة مرات، حيث بدأ التفكير فيها منذ تشكيل تحالف السودان التأسيسي في العاصمة الكينية نيروبي فبراير الماضي، والذي ضم قوات الدعم السريع، حركات مسلحة وقوى سياسية مثل الحركة الشعبية – شمال قيادة عبد العزيز الحلو، وحركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي برئاسة الهادي إدريس، وقوى تجمع تحرير السودان برئاسة الطاهر حجر، بالإضافة إلى أجنحة من الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، وحزب الأمة القومي.
الرباعية الدولية
كما أتى إعلان تشكيل حكومة ثانية في السودان، قبل أيام من اجتماع ما يعرف بالرباعية الدولية المقرر عقده في واشنطن يوم 29 يوليو الجاري، بمشاركة أمريكا، السعودية، مصر، الإمارات، لبحث سبل لوقف الحرب في السودان.
وقبل شهرين، عينت السلطة التي يقودها الجيش من بورتسودان، كامل إدريس رئيساً للوزراء، كما أعادت تشكيل مجلس السيادة بإضافة أعضاء جدد، قبل تؤكد مضيها في الحسم العسكري للصراع.
ويضم المجلس الرئاسئ حكام الاقاليم، واسند منصب حاكم إقليم كردفان إلى حمد محمد حامد، وفارس النور، عضو المجلس الرئاسي – حاكم ولاية الخرطوم، صالح عيسى عبد الله عضو المجلس الرئاسي – حاكم الإقليم الأوسط، وأبو القاسم الرشيد عضو المجلس الرئاسي – حاكم الإقليم الشمالي، وخلودي فتحي سالم عضو المجلس الرئاسي.
وحازت الحركة الشعبية – شمال، على 4 أعضاء في المجلس الرئاسي، وهم: حقود مكوار مرادة عضو المجلس الرئاسي وحاكم إقليم جنوب كردفان – جبال النوبة، وجوزيف توكا علي، عضو المجلس الرئاسي وحاكم إقليم الفونج الجديد، ومحمد يوسف أحمد، وعبد الله إبراهيم عباس.
وأسند إلى الدكتور الهادي إدريس عضوية المجلس الرئاسي، منصب حاكم إقليم دارفور، كما حصل رئيس قوى تجمع تحرير السودان الطاهر حجر على عضوية المجلس الرئاسي، بالإضافة إلى مبارك مبروك سليم عضوا بالمجلس الرئاسي وحاكم على شرق السودان، وحامد حمد النويري من تحالف قمم عضو بالمجلس الرئاسي.
ويطرح وجود حكومتين في السودان، احتمالية تكرار نموذج الأزمة الليبية في البلاد، وهو ما قد يقود إلى هدوء الأوضاع في دارفور، وشرق وشمال السودان، وسط مخاوف من تحول إقليم كردفان إلى منطقة صفرية مضطربة ومحطة مناوشات بين سلطتي الجيش والدعم السريع، خاصة وأنها تضم حقول البترول السودانية.
وفي أول رد فعل، وصف المتحدث الرسمي للجيش السوداني العقيد نبيل عبد الله، إعلان الحكومة بـ”محاولة بائسة لشرعنة مشروعهم وتمرير أجندة من يدعمونهم من الخارج”.