هجوم بمسيّرة يثير الهلع في مدينة القضارف شرقي السودان

عاين- 9 أبريل 2024

في حادثة تعتبر الثانية من نوعها في الولايات الواقعة تحت سيطرة الجيش السوداني استهدفت مسيرة انتحارية مبنى جهاز المخابرات بمدينة القضارف شرق البلاد صباح الثلاثاء بالتزامن مع إعلان الجيش إحراز تقدم في جبهات القتال بين الفاو والسنار الواقعتين شرقا وجنوبا لشن هجمات عسكرية ضد قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة.

حادثة مسيرة القضارف على الرغم من عدم وقوع خسائر في صفوف المدنيين والمرافق المدنية سببت حالة ارتباك كونها تأتي بعد أسبوع من حادثة مسيرة مدينة عطبرة حيث لم تعلن القوات المسلحة حتى الآن الجهة التي نفذت الحادثة.

وذكر شهود من القضارف لـ(عاين)، أن السلطات قامت بنشر القوات العسكرية في الشوارع الرئيسية بالمدينة إلى جانب رفع التحوط الأمني في معابر الطرق الرئيسية كما وجهت المواطنين بالإبلاغ عن أي تحرك مريب في الأحياء.

مسيرات انتحارية

وقال معاوية وهو شاهد عيان، من مدينة القضارف إن :”ثلاثة مسيرات وصلت من الاتجاه الشمالي الغربي وحلقت فوق سماء القضارف حوالي الساعة 9:45 صباحا بالتوقيت المحلي وأطلقت مضادات الجيش النار عليها وأسقطت اثنين من المسيرات فيما وقعت الثالثة في مقر جهاز المخابرات”.

وأضاف في حديث لـ(عاين): “الروايات المتداولة بين سكان مدينة القضارف تشير إلى أن الدعم السريع تقف وراء هذا الهجوم الإنتحاري لإضعاف الروح المعنوية للجيش الذي بدأ هجوما على هذه القوات من الفاو وسنار”.

وتتزامن حادثة المسيرة في القضارف والتي لم تسجل خسائر في صفوف المدنيين مع تحركات عسكرية للجيش السوداني لشن هجمات واسعة النطاق على قوات الدعم السريع من ولايتي سنار والقضارف الواقعتين شرقا وجنوبا من ولاية الجزيرة.

لا ضحايا لهجوم المسيرة على مبنى جهاز المخابرات بالقضارف (مواقع التواصل الاجتماعي)

ويقول مصدر في حكومة ولاية القضارف لـ(عاين): إن “السلطات الأمنية لم تحدد الجهة التي قامت بإطلاق المسيرة”. ولم تعلن قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن الحادثة التي سببت الرعب للمواطنين.

وقال: إن “حكومة ولاية القضارف في حالة انعقاد دائم للاجتماعات والتنسيق مع الأجهزة الأمنية والجيش لإغلاق منافذ قد تسللت منها عناصر مسلحة إلى مدينة القضارف وقامت بإنشاء منصة للمسيرات”. وأضاف: “حتى الآن تشير أصابع الاتهام إلى الدعم السريع بالوقوف وراء هذا الهجوم الفاشل”.

مصير النازحين

وتقع مدينة القضارف على بعد 200 كيلو متر شرق مدينة الفاو التي تشهد عمليات عسكرية ومواجهات بين الحين والآخر بين الجيش والدعم السريع في منطقة “ميجر 5” الحدودية بين الفاو وولاية الجزيرة.

وكان الجيش تكبد خسائر محدودة الأحد الماضي إثر كمين نصبته قوات الدعم السريع لقوات من الجيش تحركت صوب ولاية الجزيرة من “محور الفاو” وذكرت  منصات تابعة للدعم السريع إنها دمرت 67 عربة قتالية ودبابتين.

ويعد تنفيذ هجوم بالمسيرات على مدينتي عطبرة بولاية نهر النيل والقضارف شرق البلاد بعد أسبوع واحدة من “مسيرة عطبرة” تطور قد يكون خطيرا  بالنسبة لمدن طالما ظلت آمنة وهي تأوي مئات الآلاف من النازحين من اولئك الذين فروا من ودمدني والعاصمة الخرطوم في ظل قلة قلة خيارات المدن الآمنة.

وتقول لمى التي تقيم في مدينة القضارف لـ(عاين): إن “عائلتها فور وقوع حادثة المسيرة قررت السفر إلى كسلا للابتعاد عن دائرة الحرب لأن هذه الحادثة مقدمة لاقتراب الدعم السريع من ولاية القضارف لا شيء يحدث دون سبب”.

وتضيف: “لم يعد هناك وقت للبقاء هنا الحرب قادم إلينا سنذهب إلى كسلا أو بورتسودان ربما لاحقا لنغادر البلاد”.

هجوم عطبرة

ولم تكشف السلطات الأمنية عن الجهة التي نفذت حادثة مسيرة مدينة عطبرة مطلع هذا الشهر ولم تعلن عن لجنة تحقيق أمنية حتى الآن ولم يعلق المسؤولون في مجلس السيادة الانتقالي حول هذه الحادثة.

ويرى الخبير الأمني حسن عبد الرحمن، أن حوادث المسيرات جاءت من جهة واحدة وكل الدلائل تشير إلى أن قوات الدعم السريع غير متورطة فيها لعدم وجود إمكانية لتنفيذ هجمات بالطائرات دون طيار في قلب مدن واقعة تحت سيطرة الجيش السوداني.

المبنى الذي كانت تقيم فيه كتائب البراء التي تقاتل مع الجيش افطارا رمضانيا واستهدفته مسيرة (مواقع التواصل الاجتماعي)

ويعتقد عبد الرحمن، أن هناك جهات كثيرة لديها مصلحة في تصفية الحسابات السياسية والعسكرية، والصمت الذي دخلت فيه السلطات العسكرية عقب حادثة مسيرة عطبرة تشئ  إلى أن هناك تحركات ما في الولايات الواقعة تحت سيطرة الجيش.

وأردف في مقابلة مع (عاين) : “الدعم السريع إذا نفذت هذه العملية فهي لن تتوانى وربما تسجلها كانتصار عسكري لقواتها لذلك استبعد أن تكون وراء هذه الحوادث”.

ويقول عبد الرحمن: إن “المسيرات في حوادث عطبرة والقضارف تم إطلاقها من داخل هذه المدن وبما أن السلطات لم تعلن الكشف عن عناصر في حادثة عطبرة فالمتوقع أن تكون عملية القضارف شبيهة لما حدث في نهر النيل”.