ازمات الغاز والوقود والخبز تطحن سكان الجزيرة

15 فبراير 2021

تعتمد الحاجة “آمنة ابراهيم ” التى تقيم باحدى قرى غرب ولاية الجزيرة وسط السودان لأكثر من شهرين على استخدام الفحم باهظ الثمن لطهي طعام اسرتها، وتلجأ احياناً إلى استخدام الحطب عندما يتعذر عليها شراء الفحم وتحتاج حسب ماذكرت الى فحم بقيمة (200) جنيه في اليوم الواحد يحدث ذلك لإنعدام الغاز في قريتها والاماكن المجاورة ووصلت ازمة الغاز ذروتها في ولاية الجزيرة ويتجاوز سعر أنبوبة الغاز (1500) ان وجدت ، وتلازم ازمة الوقود السكان هناك منذ شهور وباتوا يعتمدون على وسائل النقل التقليدية “الكارو”
وتتزامن الأزمات مع موسم الزراعة والحصاد مايجعل المعاناة مضاعفة على السيدات اللاتي يعملن بالحقول صباحاً ، والمزراعين هم الشريحة الأكثر تأثراً بشح الوقود لإرتباطه بنقل مدخلات الزراعة والمحاصيل ويؤثر على حركة المواصلات وتنقل المواطنين.
ازمات الغاز والوقود والخبز تطحن سكان الجزيرة
وتمتد المعاناة لتشمل قرى الجزيرة الممتدة على طول مشروع الجزيرة الذي تقدر مساحته بحوالي (2,200,000 فدان) تمتد شمالاً من حدود الخرطوم الجنوبية ، وتقول لجان المقاومة ان حصة ولاية الجزيرة من الغاز والوقود تتوفر من قبل السلطات ولكن هناك من يقوم بتسريبها وبيعها في السوق السوداء ، تقول السيدة مدينة جمعه (60) عاماً انهم لم يتناولوا الخبز لاسبوعين لشح الدقيق وفي العادة يتوفر الخبز ثلاثة ايام مدعوم وباقي الأيام تجاري اذ يصل سعر الرغيفة الواحدة إلى (15) جنيهاً ولكن في الاسبوعين الماضيين حتى الخبز التجاري لم يعد متوفراً على الرغم من ارتفاع اسعاره ، واضافت في مقابلة لـ(عاين) ” نحن نعتمد على الذرة الرفيعة بشكل أساسي لصناعة الكسرة ولكن هناك مرضى وكبار سن لا يمكنهم تناولها ” .
وانهار اقتصاد السودان بعد انفصال جنوب السودان في 2011، وفقد ثلاثة أرباع إنتاجه من البترول الذي كان يعتبر مصدر أساسي للعملة الحرة ، وتواجه الحكومة الانتقالية في السودان أزمات حادة في الوقود والغاز والخبز وتتعثر في توفير العملات الاجنبية لتوفير السلع الإستراتيجية ، ووعدت الحكومة الانتقالية بإنهاء صفوف الخبز والوقود وغاز الطهي .
Queuing for bread in Khartoum (social media)
وتعتبر ولاية الجزيرة من أكثر مدن السودان حيوية في حركة المواصلات ولكن تبدل الحال بعد ان أطلت ازمة الوقود براسها وبات سائقي المركبات العامة يلجأون الى السوق الأسود في حال انعدام الوقود، ويقول علي الحسن ،سائق مركبة، انه يشتري جالون البنزين من السوق الأسود بـ(2000) جنيه ليتمكن من الإستمرار في العمل ولكن بالمقابل يقوم برفع سعر التذكرة للركاب ويؤكد في مقابلة لـ(عاين) ان عمله قد تأثر في ظل أزمة الوقود الحالية وباتت حركة الركاب محدودة للغاية لارتفاع تكاليف السفر ويبقى لأيام بدون عمل بسبب تذبذب توفر الوقود في ولاية الجزيرة ، وقال ان الوقود يتوفر ولكن هناك من يقوم بتسريبه وبيعه في السوق الأسود .
ويشتكي المزارعون في ولاية الجزيرة من انعدام الوقود وتأثيره على الزراعة بشكل مباشر لإرتفاع تكلفة التحضير للموسم الزراعي والحصاد إذ يعتمد أصحاب الوابورات على شراء الجازولين من السوق السوداء ويزيدون تكلفة الحراثة والتحضير وتنظيف قنوات الري التى يقومون بدفع تكاليف نظافتها بعد تقاعس الحكومة وإدارة المشروع وهي الجهة المعنية بتنظيف القنوات وتحضيرها في الموسم الزراعي ، ويؤكد الصادق عيسي –مزراع ، لـ(عاين) انهم يواجهون مشكلات كبيرة في نقل المحاصيل في موسم الحصاد لارتفاع تكلفة الترحيل بسبب الوقود أدى ذلك الى ارتفاع أسعار محاصيل الفول السوداني والذرة والقطن .