فوضى تضرب أسواق الوقود في السودان
عاين- 10 سبتمبر 2025
تضرب الفوضى أسواق الوقود في السودان مع شلل يلاحق حركة المواصلات وخدمات النقل بأجزاء واسعة من البلاد، وتباع هذه السلعة الحيوية في السوق الموازي بسعر 50 ألف جنيه لحوالي أربعة لترات من البنزين والديزل.
وشوهدت صفوف السيارات قرب محطات الوقود في أم درمان وبحري خلال الساعات الماضية مع عودة مشاهد كانت مألوفة قبل سنوات فيما يقول السائقون إن “الحكومة تحاول فرض أسعار جديدة “وتختلق أزمة الوقود“.
واستورد السودان الوقود من الإمارات خلال النصف الأول من هذا العام بقيمة 281 مليون دولار وفق بيانات وزارة التجارية الخارجية في بورتسودان، وقررت أبوظبي وقف التعامل التجاري مع الحكومة التي يقودها الجنرال عبد الفتاح البرهان منذ 7 أغسطس 2025 بما في ذلك تصدير الوقود إلى هذا البلد.
رسميا.. زيادة جديدة
وقال حمدي حسين المتعامل في قطاع الوقود في مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية للحكومة المدعومة من الجيش السوداني لـ(عاين): إن “ارتفاع سعر صرف الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية في السوق الموازي أدى إلى إحجام الشركات الموردة للوقود إلى السودان في انتظار تحديث جديد للأسعار“.
وكشف حسين، معلومات عن تقلص الشحنات المنقولة من موانئ بورتسودان إلى الأسواق بسبب تقلبات سعر الصرف للعملة السودانية، مشيرا إلى أن الأسعار السارية للوقود طبقت قبل أن يرتفع الدولار الأميركي في السوق الموازي إلى 3.25 ألف جنيه.
وتابع: “الوقود انتقل إلى مرحلة السوق الموازي؛ لأن الكميات المتوفرة انحسرت وعناصر من القوات النظامية تحتكر سوق الوقود حاليا“.
ويباع جالون الوقود في غالبية الولايات الواقعة تحت سيطرة الجيش بسعر يتراوح بين 15 إلى 17 ألف جنيه ومع ارتفاع سعر صرف الجنيه السوداني في السوق الموازي إلى 3.25 ألف جنيه مقابل واحد دولار أميركي فإن هناك مقترحات حكومية بزيادة سعر الوقود ليباع الجالون بسعر 25 ألف جنيه وفق مصدر حكومي تحدث لـ(عاين).
تكاليف الوقود تقلص الزراعة
وأطفأ المزارعون آلات سحب المياه من النيل في القرى الزراعية شمال البلاد؛ بسبب ارتفاع أسعار الوقود وقطوعات الكهرباء. ومن شمال السودان، تقول سلام عبد الغني لـ(عاين): إن “الوقود سلعة حيوية بالنسبة للمزارعين لإنتاج الخضروات والمحاصيل وأصبحت أسعار تنافس تكلفة الزراعية الكلية لذلك الملاحظ أن بعض المزارعين توقفوا عن الزراعة في دنقلا ودلقو“.

وتشير عبد الغني، إلى أن الحكومة لا تدعم الوقود المخصص للزراعة وعندما ويباع لتر ونصف من وقود الديزل بسعر 19 ألف جنيه سوداني مع إضافة تكلفة الشحن والضرائب.
في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض لم ينج المواطنون من آثار ارتفاع تكلفة الوقود الذي زادت على إثره تعرفة المواصلات الداخلية في المدينة إلى 2 ألف جنيه. وتسرد الطالبة فاطمة محمد علي معاناتها في كيفية الوصول إلى جامعة الإمام المهدي. تضيف هذه الطالبة: “المواصلات تكلف يوميا حوالي 5 آلاف جنيه للذهاب إلى الجامعة والعودة إلى المنزل دون إضافة المصروفات الأخرى“.
الفوضى تضرب أسواق الوقود
ويقول الباحث الاقتصادي محمد إبراهيم لـ(عاين): إن “الشركات التي تورد بواخر الوقود دفعت بمقترحات لزيادة الأسعار بسبب ارتفاع سعر الصرف للجنيه السوداني في السوق الموازي“.
ويعزو إبراهيم أزمة الوقود في العاصمة السودانية وبعض المدن إلى تقلص الكميات الواردة من قبل الشركات الموردة؛ بسبب النقاشات حول وضع أسعار جديدة على خلفية ارتفاع سعر الصرف.
ورجح الباحث الاقتصادي محمد إبراهيم رفع سعر جالون الوقود إلى 20 ألف جنيه بدلا عن 14 ألف جنيه. مشيرا إلى أن هذه الزيادات ستنعكس على خدمات النقل العامة والطرق السفرية والأنشطة الزراعية والمخابز والأسواق.
وتابع: “تكلفة الزراعة لخمسة أفدنة حوالي 1.5 مليون جنيه سوداني مع ارتفاع الوقود ستقفز إلى 2.3 مليون جنيه ولن تتوقف الأسعار عند هذا الحد لأن الدولار مرشح للصعود مقابل الجنيه السوداني قبل نهاية العام إلى 4 آلاف جنيه.