حماية المستهلك: تحاليل أثبتت تلوث مياه الشرب بالعاصمة السودانية
5 مارس 2022
يشعر سكان العاصمة السودانية بالقلق حيال تقارير تحدثت عن تسرب مادة “الفورمالين” إلى محطات مياه الشرب في الولاية التي يقطنها نحو عشرة مليون شخص. وذكرت تقارير إعلامية الساعات الماضية أن نيابة حماية المستهلك استدعت ثلاثة مسؤولين للتحري بناءً على شكوى تقدم بها مواطنون إلى نيابة حماية المستهلك عقب شعورهم بآلام في البطن الأسبوع الماضي.
لكن رئيس حماية جمعية المستهلك نصر الدين شلقامي نفى في حديث لـ(عاين)، وجود مادة “الفورمالين” في مياه الشرب بالعاصمة السودانية. وقال إن نيابة حماية المستهلك استدعت ثلاثة مسؤولين من هيئة مياه ولاية الخرطوم للتحقيق حول تلوث المياه. وأوضح شلقامي، أن عينات من مياه الشرب من عدة أحياء بالعاصمة السودانية خضعت للفحص في المعمل المركزي “ستاك” وجاءت النتائج خالية من مادة “الفورمالين”.
وأشار شلقامي إلى أن تحليل المعمل المركزي “ستاك” أثبت عدم وجود مادة “الفورمالين” في عينات من مياه الشرب أُخذت من مناطق بالعاصمة السودانية لكن التحليل أكد وجود تلوث عام للمياه. وشمل استدعاء نيابة حماية المستهلك مديرو محطة بحري ومحطة المقرن ومدير عام هيئة مياه ولاية الخرطوم للتحري حول وجود تلوث في مياه الشرب بالعاصمة السودانية. ومن المتوقع أن يخضع المسؤولون المعنيون للتحري أمام نيابة حماية المستهلك في ولاية الخرطوم غدا الأحد.
وكان مدير عام هيئة مياه ولاية الخرطوم العجب محمد علي نفى في تعميم صحفي اليوم السبت اختلاط مادة “الفورمالين” بمياه الشرب. وقال إن الهيئة تتخذ معايير علمية متبعة عالميا في تنقية مياه الشرب بولاية الخرطوم. وتستهلك العاصمة السودانية يوميا نحو مليوني متر مكعب من مياه الشرب لكن الإنتاج الفعلي لا يتجاوز 1.2 مليون متر مكعب يوميا ولم تفلح جهود رسمية في توسع شبكة المياه بالعاصمة نتيجة الأزمة الاقتصادية.
من جهته أوضح عضو اللجنة الوطنية لمناصرة البيئة مختار البيتي في حديث لـ(عاين)، أن المعلومات التي تحدثت عن اختلاط مياه الشرب بالعاصمة بمادة “الفورمالين” مقلقة لكن لم يتم التحقق من صحتها بعد. وتابع: “نحن ندعم الجمعيات المعنية بسلامة البيئة والإنسان وندعو إلى تحقيقات عاجلة في هذا الصدد لأن هذه المادة خطيرة على صحة الأشخاص”. وعبر البيتي عن قلقه من استغلال شركات تعبئة المياه المعدنية لهذه المعلومات غير المؤكدة ورفع أسعار مياه التعبئة.
وقال: “اذا لم تصدر الجهات المعنية معلومات شفافة سيضطر المواطنون الى إضافة تكلفة شراء المياه إلى ميزانيتهم المنهكة بفعل الوضع المعيشي المتفاقم يوميا”. وبحسب خبراء في خدمات المياه فإن مشكلة مياه الشرب لا تقتصر على التلوث بل إن الأزمة تشمل عدم وجود كمية تناسب احتياجات المواطن يوميا بسبب توقف التوسعة في الشبكات ومحطات المياه.
بالمقابل أكد مدير الإدارة العامة للمعامل بالهيئة محمد عثمان في مؤتمر صحفي اليوم أن وزارة الصحة في ولاية الخرطوم هي التي تتولى أخذ عينات المياه بشكل دوري لفحصها معمليا وتسليم النتائج. وأوضح عثمان، ردا على معلومات متداولة عن اختلاط مياه الشرب بالعاصمة بمادة “الفورمالين” أن “الفورمالين” مادة سامة والهيئة تستخدم المجازة فقط طبقا لمواصفات هيئة الأغذية والدواء الأميركية والجمعية الوطنية العلمية. وتابع: “المعايير المتبعة ايضا بواسطة هيئة المواصفات والمقاييس وتمر بمراحل التعقيم والترسيب والتنقية والترشيح الرملي وأخيرا مادة الكلور”.