السودان: ضغط لإيجاد ممرات وصول آمن للمساعدات الإنسانية
عاين- 30 مارس 2024
مع تصاعد الأزمة الإنسانية التي خلفتها الحرب الدائرة في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من الخامس عشر من أبريل الماضي، يتزايد الضغط من قبل الفاعلين والمجتمع المدني لأجل خلق ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية وإنقاذ الملايين من الجوع.
حملة “ممر بينقذ روح” التي انطلقت مؤخرا إحدى حملات عديدة تعمل على المساهمة في إيجاد سبل لإيصال المساعدات الإنسانية في ظل تعنت أطراف الحرب في البلاد.
وتعمل الحملة، على رفع الوعي الجمعي وزيادة الحساسية بالحقوق والضغط على الفاعلين للالتزام بدخول المساعدات الإنسانية ووصولها للمدنيين المحاصرين في مناطق الحرب.
وقالت عضوة الحملة، عواطف اسحق لـ(عاين): إن “مجموعة من المهتمين بالشأن العام تلقوا تدريبا عن بناء السلام والمناصرة سمت المجموعة نفسها أصوات السلام لمجابهة خطاب الحرب والكراهية وللحد منه ولخلق صوت جديد يحمل روح السلام ولغة ثالثة مغايرة بدلا عن ثنائية الحرب الأمر الذي جاءت على إثره (حملة ممر بينقذ روح) للتوعوية بأهمية وصول المساعدات والحق في الحصول على الغذاء والدواء والحركة”.
وأشارت أسحق، إلى أن الحملة تهدف للضغط على الرأي العام والفاعلين المحلين الإقليمين لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وتطالب أيضا بحماية المدنين والعاملين بالمنظمات والهيئات الإغاثية والعلاجية.
وبينما يغامر مئات الشبان في العاصمة السودانية بالعمل مع غرف الطوارئ التي تقدم خدمة إنسانية للعالقين من الحرب في العاصمة، يواجهون تضييقا من طرفي الحرب والاتهامات بموالاة أحد الأطراف.
تضييق
ويقول المتطوع بغرف طوارئ أم درمان حذيفة شكران، لـ(عاين): نعمل في ظروف استثنائية بالغة التعقيد محاطين بالمخاطر والاتهامات من طرفي النزاع؛ مما أدى إلى إغلاق بعض الغرف”.
وتابع: “المواطنون العالقون في العاصمة بين مطرقة العسكر وسندان الجوع ومشقة الحصول على الخدمات.. حتى المياه، والكهرباء والاتصالات في تذبذب، بجانب نقص شديد في الأدوية والمعدات الطبية”.
وأشار شكران، إلى مضايقات من قبل العسكريين في المنطقة وآخرها – بحسب حذيفة- طلب قوات الدعم السريع منا التسجيل تحت الإدارة العسكرية التابعة لها، وأن نرفق قائمة بأسماء كل الكوادر الطبية العاملة بالغرفة.
وأضاف: “هذه استراتيجية لفرض السيطرة والتحكم في الكادر الطبي، وربما يتم استغلاله وتوظيفه لصالحهم”. ووصف شكران الوضع في منطقته الآن بــ”المأساوي”. ولا يتوقع حذيفة وصول المساعدات الإنسانية إلى أيادي المدنيين لجهة يقينه من أن طرفي الحرب لا يحترمان العهود والمواثيق الدولية.
خرق معاهدات دولية
وفي وقت ترحب فيه حملة #ممر_بينقذ_روح، بالجهود الدعمة للسلام ووصول الإغاثة للمتأثرين تدعو للدفع بالآليات المدنية والقانونية حتى إيفاء الطرفين بوصول آمن للمساعدات والالتزام بحماية المدنيين في جميع الاوقات.
ويقول المحامي والناشط المدني، عبد الباسط الحاج، أنه في حال اندلاع نزاع ذات طابع غير دولي يجب على أطراف النزاع الالتزام بحماية المدنيين وحفظ حقوقهم ومعاملتهم معاملة إنسانية مثل حقهم في التنقل والحصول على الطعام والأدوية والتواصل مع أفراد أسرهم في الخارج وغيرها من الالتزامات القانونية المفروضة على الأطراف المتحاربة وفق اتفاق جنيف لحماية المدنيين.
وشدد الحاج، على أنه، وفي حال منع أحد أطراف النزاع المسلحة إدخال المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرته هذا يعتبر خرقاً لمعاهدة جنيف، ويترتب عليه المساءلة القانونية بجريمة من جرائم الحرب بحيث لا يمكن حرمان المدنيين العزل من حقهم في الحياة، ولا يمكن كذلك استخدام الطعام كوسيلة للحرب.
وتابع عبد الباسط: “في حال ثبت ذلك فإن الجريمة تصبح دولية، ويمكن أن تدخل ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية إذا كانت في دارفور، ويمكن أن تدخل ضمن اختصاص قضائي دولي في حالة الدول التي لديها اختصاص قضائي للتحقيق والمحاكمة في الجرائم الدولية”.